هل كنت تنصت من قبل إلى شخص ما يتحدث أو شاهدت عملاً فنيا قاموا به، وإذ بنبضك فجأة يتزايد ويصبح تنفسك أصعب فلا تكاد تتحمل الإثارة التي في داخلك؟ تريد أن تصيح قائلاً «بلى!» وتخبرهم بأنك توافق على كل كلمة يتفوّهون بها، فإن كان الأمر كذلك، فقد جربت الظاهرة التي أشرت إليها باسم «الصدى»، وهي ظاهرة قد تكون مفتاحا قيما على طريق أداء أفضل أعمالك الفريدة.
في الفيزياء يستخدم مصطلح الصدى لوصف ظاهرة يتذبذب فيها نظام ما على ترددات معينة بصورة أكبر من الترددات الأخرى فلكل نظام ترددات صدى خاصة به يستجيب لها بصورة طبيعية، وحينما تكون على إحدى هذه الترددات سواء بالصدفة أو عن عمد، يستجيب النظام بنفس نوع الاستجابة برجع الصدى إلى جانب المصدر.
وعلى نفس النحو، لكل منا ترددات صدى يستجيب لها بصورة طبيعية، وعندما نصادفها في الآخرين تقوى بداخلنا كلماتهم وأفعالهم الشخص الآخر ويمكن أن يحدث هذا في ترجيع الصدى أقل الأماكن توقعا كأن تلاحظ موضوعاً سامياً في عمل فني، أو يصدح شخص ما برأيه في اجتماع أو تقرأ قصتهم في الجريدة.
عادة ما يكون لنقاط التردد هذه موضوع ما، فهي غير محددة في طبيعتها والأمر يتعلق أكثر بعمق الموضوع الذي تشير إليه كلماتهم أو أفعالهم وليس فقط ما قيل وتجد أن لكلماتهم وقعًا في نفسك ويكون لها الدور الرئيسي في تحفيزك ومع ذلك، يتطلب هذا الأمر بعض الوقت لفك شيفرته وتطبيقه.
وأفضل وسيلة لسبر أغوار نقاط الصدى هذه وفك شيفرة المغزى العميق لها هو أن تسجل ملاحظة دقيقة كل مرة تمر بها فلتحمل معك مفكرة وسجل فيها سياق الفكرة، سواء كانت الفكرة تتعلق بالشخص الذي يتحدث أو ما استجبت له وأي أفكار عامة كانت لديك في تلك اللحظة، ما الذي ألهمتك إياه أو ما الذي جعلتك تطمح إليه أو ما الذي جعلتك تفكر فيه على الفور في عملك الخاص؟ ومع مرور الوقت، كلما أوليت اهتمامك بذلك الحدس الذي تشعر بوكزه واستجبت لتلك التجارب خلال حياتك اليومية ستبدأ في ملاحظة أنماط معينة وستصبح أكثر تفهما للصفات والخصال التي تجعلك تشعر بالحياة مجدداً وتتحفز لمعالجة المشاكل التي تطرأ في عملك.
وإحدى الطرق الأخرى لاستكشاف الصفات والخصال التي تريد الاقتداء بها هو قراءة السيرة الذاتية لمن تحب، والتعرف على حياتهم والقرارات التي اتخذوها والعراقيل التي تخطوها في طريق النجاح، بإمكانك تعلم عديد الدروس من خبرات الآخرين، ويمكنك جمع قراءتك لسيرتهم، فلتركز على الخصال التي يظهرونها والتي تود أن المبادئ من حياتهم والتي تسمح لك باجتياز نفس الأخطاء وأثناء تحاكيها في حياتك وحاول أن تكون محددا قدر الإمكان وأن تتجنب المفاهيم الغامضة والمفاهيم العامة على سبيل المثل، بدلا من «شجاع»، فكر في قول مستعد لمواجهة الجماهير وبدلا من «مبدع»، فكر في قول الصفات الفعالة بدلاً مستعد لطرح أسئلة غير بديهية» وتلك هي من السمات الشخصية الغامضة ومن الجيد أن تعد قائمة إعجابك، وتلتزم بقراءة السير الذاتية لأربعة أشخاص منهم كل عام بمن نالوا على الأقل كنوع من استكشاف حياتهم وجمع الخصال التي تود الاقتداء بها في حياتك دون ملاحظات حول الأوقات الجوهرية في حياتهم وفكر كيف كنت ستستجيب في مواقف مماثلة وتأمل الظروف المشابهة التي واجهتها في حياتك، وفكر كيف يمكنك تطبيق ما تعلمته من حياة أبطالك على عملك الخاص.
اضافةتعليق
التعليقات