كل إنسان بطل في قصة حياتهِ سواء هذه القصة حُكيت أم لا فالظروف والمشاكل هي الجزء الثابت من الحياة والراحة أو الاستقرار هو مجرد جرعة مؤقتة لزيادة سعة صبر الإنسان للثبات على كمية المتغيرات الحاصلة، فداخل كل قصة يوجد إنجاز وتختلف هذه الإنجازات من شخص لآخر وفي هذا السياق كان ل(بشرى حياة) استطلاع رأي تضمن هذه الأسئلة:
س1/ ما أكبر انجاز لك في حياتك؟
س2/ كيف حققت هذا الإنجاز ولماذا تعتبره أكبر انجاز في حياتك؟
س3/ ما هي الخطوات التي اتبعتها لتحقيقه؟
من أكثر الإجابات المميزة كانت للسيدة عليّه هادي الموسوي أم لأربعة بنات:
"إن أكبر انجاز في حياتي هو أنني أنجبت أربعة بنات بتربية صالحة ومثمرة والثاني هو أنني استطعت أن أحج في عمر صغير وعلى قدمي كما محبة الناس لي واحترامهم الكبير ووضع اعتبار لشخصي هو انجاز وهذه الجزئية بالذات تحتاج إلى صبر وسعة تحمل كبيرة، كما أنني استطعت بناء بيت بجهدي الشخصي يضمن مستقبلي ومستقبل بناتي الذي وفر لنا الاستقرار والراحة بعد أكثر من ثلاثين سنة من الزواج، ولقد تخللت هذه الإنجازات صعوبات وعقبات كبيرة كان يجب عليّ أنا أن أتخذ القرار فيها من أصعبها كان ارسال ابنتي الكبيرة للهند كي تكمل الدراسات العليا كان قراراً صعباً ارسالها بمفردها بالسفرة الأولى لأن جواز السفر الخاص بي كان فيه اشكال وتحملت اللوم من كثير من أقاربنا وكنت أرى القلق والتوتر واضحاً على ابنتي في ليلة سفرها لكنني حسمت أمر القضية وتحملت كامل المسؤولية وأرسلتها وبقيت هناك لسنتين ونصف كان القرار صعباً جداً لكنه يستحق لأنها الآن أستاذة جامعي في كلية طب الأسنان وها أنا الآن أرسل ابنتي الثانية لتكملة الدراسات العليا في طهران وحتماً سأرسل ابنتي الثالثة والرابعة لتكملة دراساتهم العليا إذا أرادوا في المكان الذي يرغبون به.
كانت ظروفي في سنهم لا تسمح لي بالدراسة لذلك حاولت أنا والمرحوم والدهم حثهم على الدراسة والوصول لأفضل مكان يريدونه، إن هذه الرحلة تتطلب كماً كبيراً من التعب والصبر وهاتين الكلمتين لا تغطيان كم الجهد الذي بذلته والصحة التي خسرتها في هذه الثلاثين سنة من عمري، أنصح الأمهات بالصبر على تربية أولادهم فالتربية مسؤولية كبيرة تحتاج سياسة ومرونة ليس فقط نهي وأمر فهذا الجيل صعب التعامل معه لا يجب أن أوفر كل شيء له فيفسد أو أحرمه من كل شيء فينفجر لابد من خلق التوازن في هذه المعادلة، لكن حقيقةً الثمرة التي أراها في بناتي تستحق كل هذا الجهد الذي بذلته من أجلهم".
وفي هذا السياق قالتْ ضمياء العوادي مديرة تحرير مجلة للقوارير: "ممكن أكبر انجاز هو ولوجي إلى عالم الكتابة أعتبرها البوابة الرئيسية لفهم الحياة، فمنها خطوت إلى العلم والتعلم والتعليم والرغبة في معرفة المزيد، فاستطعتُ قيادة نفسي أولاً ثم وجدتُني أمام مسؤولية قيادة أسرة ومجتمع، أما تحقيقه فكان محض دعاء ثم وجدتُ نفسي أطرق أبواب هذا الفن ولم أقف على العتبة بل عملتُ على تطويره بحضور الورشات والممارسة والقراءة" .
وأضافت: "حقيقة لم تكن هناك خطوات محددة لكنني أذكر مذ كنتُ طفلة وأنا ألتهم أي معلومة أراها مناسبة وألتحق في أي دورة تدريبية تسعى لتطوير الفرد في مجال الكتابة وغيره ذلك حينما راودتني الكتابة كنتُ على أهبة الاستعداد لها وأسعفني في ذلك تخصصي في اللغة العربية".
أما زهراء إبراهيم/ طالبة في هندسة الطب الحياتي قالت: "حفظ القرآن الكريم كاملاً وهذا أهم وأكبر انجاز لي في الدنيا والآخرة وكلما اطلع وأقرأ عن ديني أكثر خصوصاً روايات أهل البيت (عليهم السلام) أدرك أنه أفضل إنجاز لي، ولقد كنت أحفظ باليوم صفحة استمع للقارئ وهو يقرأ مرات عديدة واقرأها إلى أن أحفظها واستمريت على هذه الطريقة إلى أن حفظت القرآن الكريم كاملاً علماً أن القرآن الكريم يحتاج إلى مراجعة مستمرة لأنه سريع الحفظ سريع النسيان".
وقد شاركتنا زهراء حيدر/ طالبة في كلية هندسة الطب الحياتي رأيها قائلة:
"حالياً بدأت أعرف نفسي ودخلت بمواضيع تطوير الذات وقراءة الكتب ومعرفة ما أريده من الحياة بعد أن دخلت بموجة ضغط نفسي وخلال هذه الفترة كانت نفسيتي متأزمة لسبب مجهول لكن لولا هذا الضغط والخواء الروحي جعلني أسلك طريق التعلم والقراءة ومحاولة الوصول للسلام الداخلي الذي أريده وبدأت بالتفكير بجدية حول حياتي ومستقبلي شعرت أنني الآن بدأت بفهم الحياة واستيعاب ما تحمله ولم أتوقع أنني سأفكر بهذه الشكل يوماً من الأيام، قد يعتقد البعض أن هذا لا يعتبر انجاز لكن بالنسبة لي خطوة أولى أحتفي بها.
إن الطريقة التي اتبعتها في رحلة السلام الداخلي هي قراءة الكتب ومشاهدة فديوهات مفيدة واستثمار المسلسلات والأفلام لتطوير لغتي الإنكليزية لأننا نحتاجها في دراستنا كما أن أهم من هذا كله التزمت بالصلاة أكثر والتقرب لله بالعبادة والقرآن كان وسيلة عظيمة للراحة والطمأنينة، كما أنني أحاول الاستمرار بممارسة الرياضة لأن لها انعكاساً كبيراً على الجسم والنفسية وحاولت أن أحيط نفسي بأشخاص ايجابيين وركزت على نقطة مهمة هي الخروج من منطقة الراحة لأنها فعلاً المحور الفاصل للبقاء بنفس الدائرة أو صناعة قفزة في الحياة".
وبالنسبة لمريم هاشم يوسف أفادت قائلة:
"أعتبر دخولي لكلية الهندسة انجازا وفاصلا في حياتي، حققته بالتركيز على الدراسة بشكل مكثف ودعائي بأن يُكتب لي الخير بكل جوانب حياتي، وأعتبره الأكبر لأنه كان حلمي منذ المراحل الأولى في الدراسة الأكاديمية.
تتلخص الخطوات ب 12 سنة من الدراسة والدوام المستمر والاخفاقات العديدة لم أنجز هدفي من أول يوم تمنيته فيه ولم يكن لدي زجاجة التنبؤ بالمستقبل لأعلم بأنني سأحققه، لكن التوكل على الله هو أساس كل انجاز، نحن مسؤولون عن السعي والله يتكفل بالنتيجة".
اضافةتعليق
التعليقات