في أحد أهم الأسرار الخفية التي تلعب دوراً مهماً في إحراز النجاح وتحقيق الأهداف هو الفشل، الأمر ببساطة يتوقف على الطريقة التي ننظر بها إلى الفشل، أي ما تحمله أذهاننا من معتقدات وتصورات ذهنية عنه، مثل تلك المعتقدات والتصورات الذهنية التي تساهم بشكل فعال في بناء شخصية سلبية أو ايجابية تنتج عنها ردود أفعال معينة اتجاه المواقف التي نواجه فيها حالات الفشل وبشكل عام فهناك تصور ومفهوم خاطئ عند الكثيرين، هو أن الفشل حالة من حالات الإحباط الناتجة عن سوء الحظ، أو ناتجة عن تضافر عدة عوامل خارجية أي تلك التي تتعلق بمحيط من الإنسان الخارجي، قد تكون ظروف أحداث أزمات الخ تقف حائلاً ما بين الفرد وبين ما يريد، والنتيجة بلا أدنى شك، هي الشعور باليأس والاستسلام والحقيقة فإن الفشل أمر، عن ذلك تماماً. حيث يرى علماء الميتافزكل بأنه:
الحالة التي يواجه فيها الفرد بعض العقبات التي تعترض طريقه وأن تخطي أو تجاوز مثل تلك العقبات تقف وراءها عدة عوامل تتعلق بشخصيته وسيكولوجيته ومن أهمها الثقة بالنفس، والانضباط الذاتي واتزان المشاعر حيث يميل الأفراد الناجحون في مثل تلك المواقف إلى رباطة الجأش والصبر والتحمل في حين يميل الأفراد غير الناجحين إلى الشعور بالإحباط والتوتر واليأس وهنا يكمن السر الإلهي العجيب حيث إن التحديات والمواقف الصعبة التي يواجهها الإنسان في حياته، ما هي إلا مواقف اختبار عن مدى أهليته للمرحلة القادمة من حياته تلك المرحلة التي يتطلع إليها.
عزيزي القارئ.. إن السبب الذي يقف وراء ذلك هو: أنك عندما تنجح في تحقيق هدف ما فسوف تصبح شخصاً آخر يختلف عما أنت عليه الآن والاختلاف الذي أتحدث عنه لا يتعلق بلون بشرتك، ولا بحجم عضلاتك وإنما يتعلق بمنظومة المعتقدات والتصورات الذهنية المهيمنة على توجهك الذهني والتي تنتج عنها ردود أفعالك تجاه المواقف الصعبة لأنك عندما تكون ثرياً، أو عندما تكون مشهوراً، أو ذا جاه، أو ذا منصب فإنك ستواجه في حياتك الكثير من المواقف الصعبة التي تتطلب منك أقصى درجات ضبط النفس، والصبر، والقدرة على الاحتمال، والقدرة على المواصلة.
فإذا لم تكن مؤهلاً لذلك، فسوف يصعب عليك مواجهة مثل تلك المواقف، وقد ينتج عن ذلك ردود أفعال سلبية تتجاوز حدود النجاح والفشل ولعل المثل الأكثر شهرة والذي يتعلق بالتعامل مع الفشل، هو أن توماس أديسون احتاج إلى ما يقارب العشرة آلاف محاولة أو تجربة قبل أن ينجح في جعل المصباح الكهربائي يتوهج ليضيء العالم!
وبخصوص الفشل قال نابليون هيل: (بين النجاح والفشل ثلاثة أقدام) وقال كريس دي كروز: (النجاح يأتي دائماً متنكراً بهيئة مشكلة).
فيما قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله): وإن الفرج مع الكرب ومذكور في القرآن الكريم: (وإن مع العسر يسراً).
اضافةتعليق
التعليقات