الكتاب: القراءة الذكية
الكاتب: د. ساجد العبدي
الفئة: تنمية مهارة القراء
عدد الصفحات: 108 صفحة
تم صدور هذا الكتاب عام 2006 وهذا يجعلهُ من الكتب القديمة التي لن تفقد أصالتها بمرور السنوات والوقت وتطور الكتاب فالأبجديات تبقى أبجديات لا جدل فيها وهذا الكتاب هو الأبجديات التي يجب على كل شخص يريد الدخول لعالم القراءة التعرف عليها وتعلمها.
رغم وصولي متأخرة لهذا الكتاب إلّا أنني بعد إتمام الجزء الأكبر منه لو أنني قرأته في أولى خطواتي في عالم الكتب لأنه اختصر الجهد في تعلم آلية ترسيخ المعلومات التي نقرأها في كل كتاب وكيفية استثمارها واسترجاعها بسرعة وسهولة والذي يميز الكتاب هو أسلوب طباعته الصورية والألوان وصور صاحب المقولة المذكورة مرتب بطريقة جذابة وممتعة بحق.
من اللطيف أنَّ مقدمة الكتاب كلاسيكية تعيدنا إلى عالم الزمن العتيق بعض الشيء هادئة ومفقودة في كتب اليوم وهي مجموعة من المقولات عن القراءة للكُتاب العرب والأجانب، والكتاب مكون من خمسة أبواب رئيسية وأنا أعدّه كنز لأنه يعرف الناس بأن القراءة عملية في غاية السهولة وأسلوبه سلس ينفع كل المستويات ابتداءً من طلبة الثانوية حتى أساتذة الجامعة وجميع فئات المجتمع وهو يصحح مفاهيم عديدة خاطئة منتشرة مثل خوف البعض من شراء كتاب عدد صفحاتهُ 500 صفحة ويفضلون شراء كتاب عدد صفحاتهُ 100 وهذا المفهوم جداً خاطئ أو إلزام الشخص نفسهُ قراءة الكتاب كاملاً في جلسة واحدة وهذا خطأ فمتى ما شعر القارئ بأنهُ مُتعب ذهنياً يجب عليه التوقف.
وتُعرف القراءة الذكية بأنها أعلى المراحل التي قد يصل إليها الإنسان لكن قبل هذه المرحلة لابد للشخص أن يكون متمكناً فيها وهي (القارئ الجيد – القارئ المتفاعل – القارئ الجاد) وقبل هذه المراحل الثلاث هناك ما يسمى خماسية فن القراءة ولابد للشخص أن يتعرف ويسيطر على فهمها وتطبيقها وقد وضع الكاتب هذه الخماسية على هيئة أسئلة (ماذا أقرأ؟ كيف أقرأ؟ أين أقرأ؟ لماذا أقرأ؟ ومتى أقرأ؟) ومن المعلومات الشائعة والتي تحتاج إلى تعديل هي (إذا سرَّعت عملية القراءة سينخفض الاستيعاب) وهذا غير صحيح إنما كلما قرأ الشخص بسرعة أكثر زاد استيعابهُ وتم اثبات هذا الشيء طبياً لأن العقل يخرج من منطقة الراحة ويبذل مجهود في تطوير سرعة استيعابه وكلما قرأ بشكل أبطأ سينخفض استيعابه، وهنا يظهر السؤال متى أقلل من سرعة القراءة؟ الجواب عندما نمر بكلمة مبهمة جداً أو معلومة جديدة.
ويحذر الكاتب من نوعين من القرّاء يجب على الشخص أن ينتبه منهم، الأول هو القارئ الذي يستسلم جداً للمعلومات ويرى بأن كل معلومة في الكتاب هي صح ويجب الأخذ بها دون وجود إمكانية للقارئ في نقد أو انتقاد الكتاب وهذا القارئ ينسى بأن الكاتب هو في الدرجة الأولى والأخيرة بشر ويمكن له أن يخطأ.
النوع الثاني هو القارئ الذي يختار الكتاب كي يتصيد أخطاء الكاتب وينتقد الكاتب دون النظر إلى الجانب الإيجابي من الكتاب ود. ساجد العبدلي يوضح هذين المفهومين ويعالجهما في سلسلة من الشروحات.
وأجمل أجزاء الكتاب هو تصنيف وصفات القرَّاء (القارئ الجيد، القارئ المفكر والقراءة التفاعلية) وآلية اختيار الكتاب الجيد فالكثير من الناس يشترون الكتب وعند قراءتها يشعرون بأنهم ضيعوا أموالهم في شيء غير مفيد لذا يشرح من خلال ست خطوات كيفية اختيار الكتاب الصحيح.
أولاً: هو عدم الاعتماد على العنوان مئة في المئة.
ثانياً: التعرف على المؤلف والناشر وتعد خطوة مهمة جداً للابتعاد عن الكتب غير الهادفة.
ثالثاً: اقرأ ظهر الكتاب أو ظهر الغلاف لأنه سيحتوي على معلومات كثيرة وممكن من خلاله معرفة مؤلفات الكاتب الأخرى وبعض آراء المشاهير عن هذا الكتاب.
رابعاً: التعرف على التاريخ والنشر فكلما كان تاريخ التأليف والنشر قديماً سوف يساعدك على تصنيف المعلومة التي ستحصل عليها وهل تم تطوير هذا المجال أم لا؟ ومن خلال ذلك يمكنك مواكبة التغير الطارئ على العصر.
خامساً: قراءة المقدمة وهذه خطوة أساسية لأن المقدمة تعطي نبذة مختصرة عن محتوى الكتب باختصار وايجازورسالة الكاتب وهدفهُ في تأليف الكتاب.
سادساً: استعراض فقرات الكتاب أي التصفح السريع للفهرس، المقدمة، بداية بعض الفصول لأن ذلك سيساعده على اتخاذ قرار شراء هذا الكتاب أم لا.
اضافةتعليق
التعليقات