أثناء تحقيق أهدافك، فلا يهم ماذا كنت تشعر أثناء الطريق، وإذا لم تحققها، فلن يشفع لك تبريرها بالضجر ومشاعر السخط التي اعترضتك وأنت تحاول الوصول إلى مبتغاك.
حقاً أن الضجر عدو النجاح، إذ لا شيء مثله يستنزف الطاقة، ويؤدي إلى إهمال المهمات الملقاة على عاتق الإنسان، إن الكسل قد يمنع الإنسان عن البدء فى العمل، أما الضجر فهو يمنع الإنسان من الاستمرار فيه، فمن ضجر لم يصبر على شيء، ويكون حينئذ ممن يمل الأعمال بسرعة فيتركها في وسط الطريق، إن الأعمال التي لم تكتمل أكثر بكثير من الأعمال التي اكتملت، والذين يبدأون المسيرة ثم يتوقفون أضعاف الذين يبدأونها ويكملون المسيرة إلى نهايتها، إن مشكلة الضجر لا تكمن فيه، بل المشكلة أن الضجر يؤدي إلى ترك الواجبات، وإهمال المسؤوليات، يقول الحديث الشريف: ((من كسل لم يؤدِ حقاً، ومن ضجر لم يصبر على حق)).
قد تقول أحياناً ليس بيدي ألا أكون ضجراً، فالضجر حالة نفسية تهبط عليك من غير اختيار فماذا أفعل؟ والجواب: لا تعمل به، إن المشكلة في صفات مثل الضجر أو الخوف قابلة للحل إذا لم يعمل بها صاحبها، فليس مطلوباً أن لا تضجر من عمل ما، بل المطلوب أن لا تعمل بضجرك.
من هنا فإن مواجهة الضجر تكون بالصبر على العمل، مع وجود حالة الضجر، يقول الإمام علي (عليه السلام): ((خير الأعمال ما أكرهت عليها نفسك)).
والآن ما هي الخطوات العملية عندما تجد نفسك تنزلق إلى مهاوي الضجر؟
أولاً: راهن نفسك على أنك تستطيع إنجاز ما عليك أن تنجزه قبل نهاية اليوم، وكافئ نفسك حين تنجح.
ثانياً: حدد لنفسك هدفاً رئيسياً واحداً في اليوم، وأنجزه، مهما كانت الأشياء الأخرى التي تضطر إلى إهمالها.
ثالثاً: إجعل لك في كل أسبوع يوماً لإنجاز الأمور المتأخرة كي يتسنى لك في الأيام الأخرى أن تضع جانباً معظم الأمور الصغيرة التي تضايقك، لتنجزها في ذلك اليوم.
رابعاً: حدد لنفسك مهلة لإنجاز كل عمل تتولاه فمعظم الناس يتمكنون من تركيز هممهم على نحو أوفى حين يضعون نصب أعينهم حداً أقصى للإنجاز.
خامساً: لا تعتبر كل يوم أنه امتداد لليوم السابق، بحيث تتيح لنفسك أن ترجئ إلى الغد ما لا تنجزه اليوم، فالناجحون يخططون لحياتهم على أساس أنها سلسلة من الأيام الناجحة والإنجازات المحددة المتتابعة، وإن لمن شأن هذا التوالي الملح أن يبعث طبيعياً على مضاعفة قوة التركيز. فتعلم إذاً أن تفكر في يومك باعتباره وحدة حيوية مستقلة من الزمن، واحكم على أدائك بما أنجزته اليوم، وليس بالأمس ولا في الغد.
أما الكسل مطية الفشل، كما أن النشاط مطية النجاح، وما من كسول إلا والهزيمة مصيره فالقدر لا يسوق الحظ إلا إلى من يستحقه وليس إلى من يضيعه بتكاسله وتوانيه، ولذلك قيل إن عقل الكسول معمل الشيطان فهناك يخطط إبليس لكل مشاريعه في توقيف الحياة.
من هنا قال الإمام علي (عليه السلام): (الكسل مفتاح البؤس، به تولدت الفاقة ونتجت الهلكة)، فلا يمشي الكسل في الطريق إلا ويلحقه الضياع، ويماشيه العوز ويصحبه التقاعس .
يقول بعض الحكماء: ((ليس لثلاث حيلة، فقر يخالطه كسل، وخصومة يخامرها حسد، ومرض يمازجه هرم)).
فكيف يمكن معالجة العوز من غير عمل؟ وكيف يستطيع الخمول أن يكسب الثروة والنجاح؟
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الكسل هو الاستسلام للبطالة، فإنه يكون الخاسر الأكبر في الكسل هو عمر الكسول الذي يذهب بدداً في قضاء الوقت بلا إنتاج وهذا يعني أن ما يبحث عنه الكسول، وهو الشعور بالراحة لن يأتيه أبداً، بل سيأتيه الشعور بالندم والبؤس.
اضافةتعليق
التعليقات