لا يخفى على أحد أن تحقيق القيمة المثلى والقصوى من فريقك الافتراضي، يتطلب تأسيس قاعدة متينة؛ للوصول إلى النجاح وتتضمن هذه القاعدة: وضوح الأهداف والأدوار والعمليات، وتعريفاً واضحاً لمسؤوليات القيادة، ومعرفة واضحة لثقافة الفريق.
والآن لنلق نظرة عن قرب إلى كلّ من هذه الجوانب.
تحتاج الفِرَق جميعها إلى أهداف ورؤى معرفة بوضوح تام. فعلى سبيل المثال، قد يكون هدف الفريق تطوير منتج جديد، أو ابتكار إستراتيجية للولوج إلى سوق جديدة، أو اقتراح نظام تقنية معلومات جديد بعد تحليل مجموعة من الأبدال.
ومع ذلك، قد يواجه الفريق الافتراضي صعوبة في تحقيق وضوح الأهداف كما هي الحال مع فريق يعمل في موقع واحد حيث يقوم أعضاء الفريق الأكفياء بتوضيح أي غموض قد يشوب الطموح، وتعديل الأهداف غير المحددة بصورة جيدة، وتحويل مشروع متعثر إلى مشروع واقعي بسبب وجود أعضاء الفريق في مكان واحد؛ حيث يسهل التواصل بينهم في أكثر من مكان؛ في الممرات، أو في موقف السيارات، أو حتى في أثناء تناول الغداء، وذلك لتسوية أى خلافات أو مشكلات عالقة تعيق سير العمل.
إن الفريق الافتراضي لا يتصف بالكمال المطلق، فهو لا يختلف عن أي فريق آخر؛ إنّه يدرس الأهداف ويعدلها في أثناء سير العمل. ومع ذلك، على قائد الفريق وأعضائه، ومنذ البداية، التحديد. الأمثل للأهداف والطموحات إذا كانوا يأملون في تحقيقها.
ويجب أن تكون هذه الأهداف ملموسة، وقابلة للقياس مثل: إكمال تصميم نموذج للمنتج الجديد بحلول نهاية العام.
بتلك الطريقة، ومع نهاية هذا الجهد المبذول، يستطيع الفريق النظر إلى الوراء ومعرفة تمكن من تحقيق أهدافه المرجوة أم لا؟
وكما هي الحال بالنسبة إلى الأهداف والرؤى، فإنه يجب العمل على تحديد أدوار أعضاء الفريق الافتراضي، وعلى نحو لا يقبل اللبس منذ البداية. مثال على ذلك، من سيقوم بإجراء البحوث التسويقية للمنتج الجديد المُقترح؟ من الذي سيعالج موضوع تطوير نموذج المنتج الجديد؟ من الذي سيقرر نوع النموذج المقترح (مثال، محاكاة على جهاز الحاسوب أم نموذج ملموس؟).
ولكن إن بقيت أدوار الأعضاء غير واضحة المعالم، فسينتهي بهم المطاف إلى الدخول في حالة من الأمر إلى العمل على الفوضى، وتكرار جهود بعضهم، أو قد يصل بهم أهداف متضاربة.
سيساعد الاتفاق المبدئي على توضيح أدوار كلّ عضو، على ضمان قيام كل منهم بمهمة منفصلة عن غيره، إضافة إلى عد عمل كلّ فرد منهم على أنه جزء من الصورة الكلية.
ومن مزايا العمل الجماعي هنا، قدرة الأعضاء على معرفة ما يجب القيام به، والتأكد من وجود مَن سيقوم بهذا العمل.
(إن سرعة التواصل تُحدّد سرعة جني النقود؛ فإذا كان بإمكاني الاستجابة لطلب الزبون خلال ست ساعات في أي مكان من العالم وفي أي وقت، فإن ذلك يعد ميزة تنافسية) (بوب باكمان).
في النهاية يحتاج مكان العمل الافتراضي إلى عمليات تمتاز بالشفافية والوضوح (طرائق اتخاذ القرار، ومنهجيات العمل، وخطط العمل والإجراءات والمخرجات، المُنجزات والسجلات والمعالم الفارقة والنتائج والوثائق) ولبيان أهمية وضوح العمليات، قد نسأل هل سيعتمد الفريق على اللجوء إلى (حكم الأغلبية) أم حكم الإجماع لاتخاذ قراراته؟ ما الإجراءات التي سيتبعها الأعضاء لإبقاء بعضهم على اطلاع بشأن الأعمال؟.
اضافةتعليق
التعليقات