مع قرب عودة المدارس ينشغل الأهل في ترتيب أوليات أبنائهم من القرطاسية والحقائب وتحضير الكتب المدرسية نهاية إلى المتابعة اليومية مع الأبناء وهنا قد يسأل البعض هل مساعدة ابني في حل الواجب أمر جيد؟ من بين جميع الفوائد المحتملة التي يوفرها هذا الوقت المشترك إلا أن زيادة درجات الأطفال الدراسية ليست إحداها.
ولكن مساعدة الأطفال في حل الواجبات المدرسية في المرحلة الابتدائية قد يكون لها تأثير كبير -سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا- لأنهم في مرحلة خاصة ومهمة ويكون لها أثر كبير في تطورهم.
وفقًا لمجموعتَي بيانات تُغطي الطلاب في المدارس الابتدائية العامة والخاصة، لم يجد الباحثون من الولايات المتحدة أي ارتباط يُذكر بين مساعدة الوالدين في الواجبات المدرسية وزيادة تحصيل الطفل في الرياضيات أو القراءة.
بغض النظر عن مدى ذكاء الشخص البالغ أو الطفل أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية، من غير المرجح أن يكون للوقت الذي يقضيه الآباء مع أطفالهم في حل الرياضيات معًا تأثير كبير على النتائج الأكاديمية للطفل.
وفقًا لذلك، حاول الباحثون معرفة كيف ينظر الأطفال الأصغر سنًا -بين الصفين الأول والخامس- لمساعدة آبائهم لهم في واجباتهم المدرسية.
يقول الباحثون: «النتائج التي توصلنا إليها وضعت تساؤلات كثيرة وهذا لأن على مدى العقود الماضية دائمًا ما كان الأهل يشجعون أطفالهم ويساعدونهم على حل واجباتهم المدرسية».
ناقش الأكاديميون مقدار المساعدة التي يجب أن يقدمها الآباء في الواجبات المدرسية. هذا التصرف قد يُحبب الأطفال بالتعلم ولكن قد تكون المساعدة المفرطة عائقًا في الاختبارات أكثر من كونها مساعدة.
في بعض الحالات قد لا يُفضل الآباء مساعدة أطفالهم في حل الواجبات المدرسية وينظرون إليها على أنها عمل مرهق، وهذا قد يخلق شعورًا من التوتر والضغط في الأسرة. وأحيانًا عندما يكون فارق العمر بينهم كبيرًا، يلجأ الآباء إلى تقديم الإجابات البسيطة لأطفالهم.
استخدم الباحثون مجموعة بيانات من 1997 إلى 1998 و 2011. وأخذوا بعين الاعتبار عند تحليل نتائجهم -على عكس الدراسات السابقة- متغيرات مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية والتحصيل الأكاديمي للأهل.
لم يجد الفريق أي فرق عند دراسة مستوى مساعدة الوالدين لأطفالهم على أداء الواجب المدرسي.
في النهاية، لم يُدَرّب الآباء مثل المعلمين على طريقة تعليم القراءة والرياضيات وإيصالها بشكل صحيح إلى ذهن الطفل.
تشرح كاترينا بودوفسكي باحثة في طريقة التعليم من جامعة بنسلفانيا: «لا يُعوّد الآباء أطفالهم على اختبار المعاناة».
تهدف المدرسة الابتدائية إلى إنماء المعرفة، ولكن بشكل أساسي تتعلق بتطوير مهارات الطفل وعاداته.
أيضًا، إحساس الأطفال أن آباءهم يتوقعون منهم الكثير قد ينعكس سلبيًا على إمكاناتهم ويعيق عملية التعلم نتيجة شعورهم بالضغط.
وإذا شعر الطفل أنه مُراقب من قبل أهله قد يعزز لديه الإحساس بالتوتر. في حين أن المعلم الذي يكون مشغولًا مع الأطفال الآخرين يشعر معه الطفل براحةٍ أكثر.
هذا لا يعني أنَّ مساعدة الأطفال على أداء الواجبات المدرسية ليس له أي فائدة على الإطلاق، فالبحث لم يشمل دراسة أنواع المساعدة التي قد يقدمها الوالدان لأطفالهم بل ركز فقط على نتائج التحصيل الدراسي. ففي بعض الحالات قد يؤدي قضاء الآباء المزيد من الوقت مع أطفالهم إلى تعزيز صحتهم النفسية.
اقترحت التقارير من وجهة نظر الأطفال أن دعم الوالدين وثقتهم بأبنائهم مرتبطان بتحقيق إنجازات أكثر.
أقر الباحثون أنه بينما تشير نتائجهم إلى أن مساعدة الوالدين لأطفالهم في أداء الواجبات المدرسية لا تؤدي إلى درجاتٍ أفضل، إلا أن تقاريرهم لم تشمل التعلم خلال وباء كوفيد-19. إذ إن تدريس الوالدين لأطفالهم خلال فترة الجائحة كان بنفس المقدار من أهمية تدريسهم من قبل المعلمين. وربما كانت مسؤولية التعلم في المنزل عاملًا رئيسيًا في نجاح عملية التعلم عن بُعد.
تقول بودوفسكي: «لقد جعلت جائحة كوفيد-19 من مشاركة الوالدين في التدريس فرضًا رئيسيًا على التعليم المنزلي، وهذا يختلف تمامًا عن مساعدتهم في أداء الواجبات المدرسية في أوقات الدراسة الاعتيادية».
ومع ذلك، يقترح الباحثون على المعلمين إعادة التفكير في اقتراح الواجبات المدرسية مستقبلًا. مساعدة الآباء أطفالهم على حل الواجب ليست أفضل طريقة لتعليم الجيل القادم.
اضافةتعليق
التعليقات