مـا الـذي يجعـل الـنـاس يصدقون الأفكـار؟ كيف يكون هذا السؤال طموحا لتحقيقه؟
إنهـا قـوى جبارة؛ العائلة والتجربة الشخصية والإيمان ولحسن الحظ، ليس لدينا أي سيطرة على الطريقة التي تؤثر فيها هذه القوى عـلـى الـنـاس ولا يمكنـنـا العـودة بذكرياتنا إلى أمهـات الـناس لإضفاء المصداقية على ما نريده..
إذا كنا نحاول إقناع جمهـور مشكك بتصديق رسالة جديدة، فالواقـع هـو أننا نخوض معركة شرسة ضـد تعـلـم شخصي لحياة طويلة وعلاقات اجتماعية وقد يبدو أنه ليس هناك الكثير مما يمكن فعله للتأثير في مـا يـفـكـر فـيـه الـنـاس لكـن إن كنا مشككين في قدرتنا على التأثير في المعتقد، فبالكاد يكون علينا النظر إلى الأفكار القابلة للرسوخ بشكل طبيعي، لأن بعـضـا مـنـهـا يقنعـنـا بتصديق بعـض الأمـور الـتـي لا يمكـن تصديقها إلى حد بعيد.
قوة التفاصيل
ليس لدينا دائما سلطة خارجية تضمن رسالتنا، فغالبا ما يجب أن تضمن رسائلنا نفسها بنفسها، إذ يجب أن تتمتع بالمصداقية الداخلية، تعتمد المصداقية الداخلية غالبا على الموضـوع الـذي نناقشه: فالبرهان الرياضـي ذو المصداقية يبدو مختلـفـا عـن مـراجعة فيلم ذي مصداقية، لكن المفاجئ أن هناك بعض المبادئ العامة لترسيخ المصداقية الداخلية ولرؤية هذه المبادئ توضع حيز التنفيذ، يمكننا مجددا التحول إلى الأساطير المدنية.
إن استخدام التفاصيل الحية هـو طـريقة واحـدة مـن الـطـرق الـتي تُحدث مصداقية داخلية ولنسج مصادر المصداقية في الفكرة ذاتها وهناك طريقة أخرى تقضي باستخدام الإحصاءات، فمنذ المرحلة الابتدائية تعلمنا تدعيم حججـنـا بـبرهان إحصائي لكـن الإحصاءات تميل إلى التحديق كيف يمكننا استخدامها مع استمرار سعينا إلى إلزام جمهورنا؟
إن ما رسخ في الذهن هو الوعي المفاجئ والعميق بالخطر الكبير: مثال الانتقال الكبير الحجـم مـن السلاح النووي المحدود في الحرب العالمية الثانية إلى الترسانة العالمية الحالية ولم يكن للأمـر أهمية إن كـان عـدد الرؤوس 4,135 رأسا أو 9,437. كان الأمر يقضي بجعل الناس يدركون أن في الأمر مشكلة خارجة عن نطاق السيطرة.
إنـه الـشـيء الأكثـر أهمـيـة الـذي يـجـب تـذكـره عـند اسـتخدام الإحصاءات بفعالية. فنادرا ما تحمل الإحصاءات معنى من ذاتها أو في ذاتها، لا بل يجب استخدام الإحصاءات في غالبية الأحيان للتمثيل على علاقة وبالنسبة إلى الناس، تذكر العلاقة أهم من تذكر العدد.
مبدأ النطاق البشري
هناك طريقة أخـرى لإضفاء الحياة على الإحصاءات تقضي بتأطيرها أكثر فأكثـر عـبر جعلها أكثر إنسانية ومواكبة للتطورات اليومية خاصة عندما يتعلق الأمر بالناس بشكل مباشر ويُطرح باللغة تكون مقاربة للمستوى الذهني، وتكون أفضل نصيحة لدينا هي استخدامها كمدخلات وليس كنتائج، واستخدامها لتركيز أفكاركم في شأن مسألة معينة لا تركزوا أفكاركم وتحاولـوا بـعـد ذلك البحث عن الأرقام على سبيل الدعم؛ فهذا استدعاء للتجربة والاضطرابات لكن إن استخدمنا الإحصاءات للمساهمة في تثبيت أفكارنا، فسنكون في موقع قوي يمكننا من تشاطر الأعداد المحورية مع الآخرين.
اضافةتعليق
التعليقات