عندما تغيب الريبة ويأتي محلها الدراية ونشعر أننا عرفنا حقيقة الشخص وفهمنا نواياه وأفكاره ومستوى أخلاقه وأمانته، سنمرر لأنفسنا قرار الثقة الكبيرة أو المطلقة به، لتنعكس على رفع توقعاتنا بالتعامل معه في قادم الأيام.
إن نوع ومستوى الثقة تعتمد على فهم الإنسان لمعنى الأمانة وحفظ السر واحترام الذات، وهي حجر الأساس لبناء علاقة قوية مع الآخر، يقال أن من الأمور المهمة في التعامل الإيجابي مع الأشخاص الذين يدخلون حياتك أي كان نوع العلاقة (تعارف، زمالة، صداقة، الفترات الأولى من الخطوبة، الصحبة السفر، الجار) هو التبادل العادل في التعامل والعطاء بالقدر الذي تأخذه، وأولها تبادل الثقة، أن تعتبر الشخص موثوقا به هناك بعض الشروط، يضعها المرء في الحسبان لتكون علاقة إيجابية بناءة مثمرة نذكر منها:
ـ من يستحق الثقة عليه أن يبرهن ثقته بك وان لم توجد تلغي الفكرة، في جميع الحالات والعلاقات والظروف بقاء أسرار حبيسة في مخزن العقل لا تخرج مهما اقترب منك روحيا ونفسيا وجسديا.
ـ إن كانت متبادلة في الكلام تبقى نسبية، وتترك هذه النسبة مهما كان الكلام الذي يقال موضع تصديق، حتى يؤكده بالفعل ليتأهل في اعطاءه ثقة أكبر.
ـ مدد الوقت حتى تفهمه هو أفضل كاشف للحقائق، وانتبه لتحركاته معك ربما سيقول شيئا أو يقوم بفعل، الفطنة والتعامل الحذر يعرف من هو وما هي صفاته وهل يستحق الثقة.
ـ معرفة كم هو مصدر للثقة وكم هو يثق بك، هي معادلة متبادلة ومتساوية ليكون التعامل مربح للطرفين.
ـ للتأكد من ثقة الآخر، اخترع تجارب وضعه في مواقف لترى ردة الفعل ومنها يقاس المستوى الذي يضعك به والذي يستحق أن تضعه به.
ـ ربما في حال هناك مصلحة تفرض الوثوق بشخص مستوى ثقتك به منخفض في موضوع معين أو جزء معين لإتمام مهمة أنت في حاجة لها، أو هناك تخطيط معين تريد أن تبدأ بعمل أو مشوار جديد وقتها تضع خطة معينة من أجل أن تكسب ثقته لتحقيق ما تريد.
مستويات وأنواع الثقة
هناك شخص موثوق وتعامله يوهم الطرف الآخر أن الثقة متبادلة، ويصدر فعل ينافي ما أوحى به، هنا على الاخر مراجعة الحسابات والانتباه وعدم رفع سقف التوقعات ألى أن يؤكد مرة أخرى أنه يستحق هذا بفعل وليس بكلام.
ومن المهم إعطاء الفرصة الثانية والثالثة وبعدها يجدر اتخاذ القرار النهائي وإلى الأبد، ليس شرط الابتعاد أو المواجهة والعتب والزعل فالحياة مستمرة، فقط تغيير المسار الذي يعكس التوقعات والسلوك.
من يتحرج أو يتردد أو يمتنع أو يتملص في سبيل أن لا يجيب عن أسئلة بديهية عن تفاصيل يراها الآخر عادية، و يشعر أنه وصل إلى مرحلة في علاقته معه تجعله يتكلم وأصبح مهيئا ليكون قريبا من تفاصيل حياته، فهذا دليل انه أعطاه منزلة غير التي أعطاها له، إذا الكفة غير متساوية، وعليه وضع حدود جديدة للمسافات النفسية والمعنوية والانتظار لحين تأكيد الثقة فعلا وقولا.
غير هذا لسنا مجبرين أن نحاول إيجاد أعذار وأسباب تقنعنا لنثق بالآخرين، أو نقدم تبريرات لكسب ثقتهم، هذه الشروط تعطينا مسافات تجنبنا الخذلان أو الانهزام أو الصدمات..
اضافةتعليق
التعليقات