بعد انتهاء الامتحانات والعام الدراسي وبداية العطلة الصيفية بدأت مجزرة الوقت وهدره بكل الطرق المتاحة فالإنسان المعاصر أبرع ما يقوم به هو حرق الوقت وضياع عمره فنجد الفئات الشابة جددت اشتراكاتها على تطبيقات شاهد ونتفلكس وحدثّت مواقع التواصل وسينمانا تأهباً لتضييع الوقت بامتياز مع مرتبة الشرف في ذلك.
في حين نرى فئة من الآخرين يستثمرون العطلة بأفضل الطرق كي يبقى محافظاً على القمة في معترك الحياة الذي نعيشه فالبقاء للأفضل دائماً فيبدأون بالدراسة الذاتية وأخذ الكورسات المجانية على المواقع التعليمية مثل منصة كورسيرا ومنصة إدراك وغيرها من تعلم اللغات والبرمجيات وأفضل التقنيات الحديثة المتعلقة في مجال دراستهم وتخصصهم الدراسي.
وهذا ينطبق حتى على طلبة المدارس أيضاً فالتعلم المستمر هو أصل المواكبة للعصر الحديث فإنك إن لم تتعلم فلن تواكب وإن لم تواكب فستكون خاسراً كبيراً وإمكانية الحصول على وظيفة ستكون أكثر صعوبة خاصةً أن العمر الذي يعيشهُ طلبة الجامعات هو أقوى عمر للإنسان يمكن أن يستثمره في نفسه ورفع مستوى عقله إضافةً إلى أن العالم مفتوح أمامهم على مصراعيه فلمَ أبقى في مكاني وأرى الآخرين يتسابقون في الخطو نحو الأمام؟
كلنا نعيش بظروف شبه متقاربة حتى عقولنا فهي متساوية منذ الولادة وإن تطويرها يعود من الإنسان وعلى نفسه لذلك لا عذر لأحد في الفشل فإن أي شيء لا تفهمهُ يمكنكم بكبسة زر الحصول على أكثر من عشر مدرسين بل أكثر يشرحون لك بشتى الطرق مالم تفهمه وإن أردت تعلم شيء جديد فبسهولة جداً الحصول على كورس كامل يحتوي على شهادة أيضاً وبشكل مجاني كل ما عليك هو الالتزام والانضباط وأن تمسك نفسك عن تلك الحلقة من المسلسل وأن تكون صارماً في وقت استخدام مواقع التواصل وأن تسمع للمنبه الداخلي الذي يخبرك بوقتك الذي تضيعهُ على مشاهدة الريلز في الأنستغرام ومقاطع الفديو واحداً تلو الآخر على اليوتيوب وغيرها مما لا يحصر من أساليب تضيع الوقت.
أيها الشاب/ة كن صارماً مع نفسك في فترة شبابك إن استطعت السيطرة على نفسك والالتزام فإنك نجحت في أصعب مهمة وهي كبح الرغبة في ما لن ينفعك واستثمرت وقت قوتك وطاقتك الكبيرة في شيء ستبقى تمتن له طوال عمرك فإن الإنسان كلما تقدم في العمر ستصعب عليه عملية التعلم وهذا تم اثباته فسيولوجياً لأن البنية الجسدية والعقلية على حدٍ سواء ستهرم وتضعف شيئاً فشيئاً فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (بادر شبابك بهرمك، وصحتك قبل سقمك) غرر الحكم ص168.
اضافةتعليق
التعليقات