تتحول الكثير من الأشياء مواكبةً بطبعها التطور الخطير الذي يجري على العالم فتحولت الجرائد الورقية إلى مواقع إلكترونية، الهواتف ذي الأزرار انقرضت لتحل محلها الأجهزة اللوحية الذكية التي تعمل باللمس أو بالصوت، السبورات التي يُكتب عليها بالطباشير والأقلام إلى سبورات ذكية تعمل باللمس.
والكثير من الأشياء التي حولتها التقنيات إلى أشياء أسهل استخداماً وتوفيراً مهتمةً بالجانب الذي يريح الإنسان وجعله يبذل أقل مجهود ويتجنب أكبر قدر من المعاناة فأصبحت التكنولوجيا جزءا كبيرا يستحيل أن يُنفى وجوده فهي في كل مفاصل حياتنا.
إن تعلم التكنلوجيا وكيفية التعامل معها هي التي تسير دراستنا ووظائفنا فأول ما يتم سؤالك عنه عند التقدم على أي وظيفة هي مهارات استخدام حزمة البرامج المكتبية والتصميم الفوتوغرافي وخبرات التسويق الالكتروني وما إلى ذلك، وهذه المهارات جميعها تعلمها واتقانها لا يتطلب منك شهادة جامعية تخصصية في الأمور الالكترونية إنما بعض ساعات من وقتك أسبوعياً وجهاز حاسوب محمول ذو نوعية جيدة يكفي من خلالها التعلم واتقان مهارات البرمجة والتصميم وغيرها من الأمور التكنلوجية التي تزايد الطلب عليها في السوق الحديث خاصة فيما يتعلق من تنظيم وتأسيس شبكات الانترنت وسيرفرات المواقع الالكترونية وتنظيم بيانات الموظفين وخزن المعلومات بواسطة السحابة الالكترونية وغيرها من التفاصيل التي أصبحت جزء أساسي في كل المؤسسات الحكومية والأهلية، فإنك إن أتقنت عمل في أحد هذه المجالات فإن الطلب الوظيفي سيكون عاليا وبالتالي فإنك سترفع من فرصتك الوظيفية في ظل هذا الكم الهائل من البطالة.
خاصةً أن الآن متطلبات العمل تحتاج لكم سنوات الخبرة وما هي إنجازاتك في هذا المجال فإن استوفيت شروط الخبرة فهذا سيغني عن تطلب الشهادة الجامعية وإن تعلم هذه التقنيات تعتمد عليك ومدى إرادتك في تعلمها حتى إن كنت لا تحبها بالنتيجة فإن أغلب طلبة الجامعات يدرسون تخصصات لا يحبونها لكن التركيز على تكوين الذات مادياً وصناعة سمعة عمل تخصصية يتطلب تنازلات عديدة ولا أظن بأن الجميع يحب التنازلات.
كما من الضروري التأكيد على تعليم أطفالنا من عمر خمس سنوات فما فوق على تعلم اللغات أولاً ثم الأمور البرمجية والمقصود بالأمور البرمجية هي الأمور النافعة لهم كتصميم الصور وتصميم البرامج وغيرها التي تكون مناسبة لأعمارهم وسنلاحظ تقدمهم السريع في هذه الأمور لأن توجيه الطفل منذ الطفولة على ما ينتفع به بشرط المتابعة الشديدة لهُ وتحديد ساعات استخدام وتعلم هذه الأمور، لأنك ستوفر على طفلك عناء صعوبة التعلم المدرسي وتوفر له فرص وظيفية متنوعة وسينتهج حينها منهج الدراسة الذاتية واكتساب مهارة التعليم الذاتية وحتماً إذا بدأ وبدأت معه بخطوات صحيحة ستثمر نتائج هذا الخطوات في كثير من مفاصل حياته، فإن الكثير من المهن التي يعمل بها الناس ستنقرض في العقود القادمة بفضل سطوة التكنلوجيا لذلك تعلم مهارات البرمجة تقي أطفالك من البطالة الفظيعة التي ستغزو العالم في العقود القادمة.
اضافةتعليق
التعليقات