تلك الزهرة الناعمة في رياض الحياة تجاهد من أجل الثبات في أرض تلفظها تارة وتحاربها تارة أخرى، كذلك تعليقات من حولها....ضعيفة أنت، لن تستمري أكثر، ليس لك إلا بيت زوجكِ، ترى متى تجدين صاحب النصيب؟
ربما ينقصك شيء من الحظ! جربي هذه الطريقة ربما تفتح لك أبواب النصيب، والكثير من الحكايات التي تمر عليها وتسمعها وكأن لا دور لها ولا رسالة سوى الزواج، بالتأكيد إنه فرض ديني وأمر مهم تقوم عليه المجتمعات وبه نحقق الغاية التي خُلقنا لأجلها، لكن المؤسف اليوم في مجتمعنا أنهم يعدون الزواج- ذلك الشيء المقدس- كأي حاجة كمالية لابد من إشباعها بأي شكل، يراعون فيه شكل العروسين وإمكانياتهم المادية، والقاعة التي ستقام فيها مراسيم الحفل، والوجبات المقدمة، والموسيقى كيف تكون بالمقدمة وفي الختام وعند دخول العروسين، والمقتنيات التي ستصطحبها إلى بيت زوجها، بماذا سيملأ عشهم الزوجي، وغيرها الكثير دون الالتفات إلى أساسيات العلاقة مثلاً: بماذا يتصف الزوج؟ ماهي أخلاقه؟ كيف سيتعامل مع زوجته؟ كيف ستربي أبناءها، وكيف تتعامل مع زوجها، هل ستطيعه؟ وما هي حدود الطاعة؟ أم تتمرد لتضع لها موقفاً منذ البداية، والعديد من التفاصيل التي يجهلها الطرفان ولا يهتمان لها أبداً على الرغم من أنها أساس البيت الذي أمرنا الله أن نقيمه على الأرض ليكون وسيلة إلى مسكن دائم في الجنة، ففي الآية الكريمة: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" (١), فهذه صورة يرسمها لنا القرآن عن طبيعة العلاقة بين الزوجين فأحدهما سكنٌ للآخر، والسكن ما هو إلا قلب يتسع لألمك، وحزنك قبل فرحك، وهو سندك في تعبك، ملجأ لراحتك، وليس السكن بأثاثه وشكله وهيلمانه، بالإضافة إلى المودة والرحمة والتي من دونهما لن نستطيع إكمال الطريق للوصول إلى الهدف الذي نطمح لهُ، كما ورد في الكثير من التوصيات الإمامية والأحاديث النبوية التي توضح معايير اختيار الزوج والزوجة بعيداً عن كل شكليات الحياة المزيفة.
فلنجعل من بيت فاطمة وعلي (عليهما السلام) أنموذجا نتأسى به، ونحسن اختيار الشريك الذي سيكون قدوة لأبنائنا، فما الزواج إلا روح في جسدين منفصلين فانتقوا أرواحكم.
اضافةتعليق
التعليقات