أبواب النقاش اليوم تزداد بشكل مهول فسابقا كانتْ تُعقد عند الاجتماع في المجالس، أو الجامعات والمدارس وحتى بعض أماكن العمل، والمقاهي، وتنتهي بانتهاء الجلسة، أما اليوم فمنصات التواصل في نقاش دائم مفتوح الأعمار والثقافات غالبا ما يتحول إلى جدال دون حلول تُذكر أو حتى آراء سديدة يمكن الاستفادة منها والخروج بقناعات موحدة، وينتهي إما بحظر أو مجموعة من الشتائم فينسحب الطرفين لأن المقابل لم يخضع لرأيهم الشخصي فالاختلاف في الرأي يفسد الود ويتحول الى قضية قطع بين العوائل والأصدقاء!
لو عدنا للبحث في أغلب تلك الحوارات أو النقاشات خصوصا السياسية والدينية منها نجدها قائمة على مجموعة من الانفعالات والتعصب المخزون في اللاوعي والاعتداد بالنفس والثقة بكل ما نعتقده دون إعطاء فرصة لفهم الطرف الآخر فهما عقليا منطقيا فعند قراءة تلك الرسائل المتبادلة أو التعليقات قد تجدها متشابهة بالفكرة مختلفة بالطرح ورغم ذلك هناك معركة غير مفهومة المعالم، اليوم وبسبب كثرة الصور التي تتوارد للعقل اللاواعي جعلته معبأ بمجموعة من الأفكار العشوائية التي تفتقر للترابط المعرفي الحقيقي جعلتْ عقول الناس فوضوية التعبير لأن المادة الخام التي يتلقاها العقل ليستْ مادة منظمة من كتب أو دراسة وأدلة وعلم، بل من مجموعة مقاطع فيديو أو منشورات قد لا تنتمي إلى الحقائق بصلة فيتم تبنيها من قبل الأفراد والإصرار عليها والمحاربة في سبيلها فقط لأنها تكون صدرتْ من شخصهم المفضل أو شخص يلائم انتماءهم وحتى مصالحهم الشخصية، فقبل الدخول في أي جدال أو نقاش يحتاج الانسان أن يفرغ تلك الصور المتراكمة وينظف عقله الباطن من المكتسبات العشوائية ويزوده بطريقة رؤية حديثة وتقبل كافٍ وايمان باختلاف الآراء والثقافات، فقبل أن تُرسي على ضفة حوار عليك أن تتزود بوقود إدارته ومتى تدخل فيه ومتى يجب أن تحزم أمتعة أفكارك وتغادره دون أصحابه.
_1 فمن غير المنطقي الولوج في طرح فكرة مع المتعصبين لآرائهم وإذا كان لا بُد فمرة واحدة تكفي للمحاولة والتماس النتيجة وفيها ممكن أن تقرر إكمال الحوار أو قطعه.
2- من الضروري الانتباه لمدى ضرورة هذا النقاش هل فيه مخرجات تفيد الفرد والمجتمع أو تغير رأي مجموعة أو اصلاح ذات بين، إذا لم يكن كذلك فعدم الدخول فيه أجدى نفعا.
3- ألا يؤثر على الحالة النفسية للإنسان بالتالي يؤثر ذلك على يومه وترتب عليه مجموعة من المشاكل الجانبية.
4- التمكن من المعلومات عن الموضوع المدار حوله الحوار فإن لم تكن لديك القاعدة الكافية عنه لا تخض فيه ذلك أقرب للمحافظة على صورتك.
عشوائية العيش التي تمر فيها المجتمعات طفحتْ بصورة مجنونة عليها فنراها تجلّتْ بالمشاعر بالأفكار بالعمل بالمبادئ حتى أصبحتْ اليوم خطرا يداهم إنسانية الانسان وللمحافظة عليها نحتاج إلى عودة للقرآن الكريم والعترة الطاهرة وللعلماء والحكماء والكتب هذه العودة الميمونة هي القادرة على نجاة الأمة.
اضافةتعليق
التعليقات