إنَّ الفكر أساس النجاح أو الفشل، فإذا كان التفكير إيجابياً ساعد ذلك على التحرك والتقدم! بينما إذا كان سلبياً فإنه يؤدي إلى الإحباط واليأس والفشل.
إنّ التفكير السديد هو المصدر الأساسي لكل الثروات والنجاحات، والاختراعات والإنجازات، أما التفكير العادي فهو يبقى دائماً عادياً، ولا يُقدِّم ما يشفع لصاحبه، بل يمكن أن يُؤخِّر تقدّمه ونجاحه، والشواهد كثيرة حولنا.
والفكرة هي بداية كل شيء، كل الاختراعات التي نستخدمها الآن سيارة أو طائرة أو ملابس أو معدات طبية أو الكترونية... إلخ في يوم من الأيام كانت فكرة في ذهن أحد الأشخاص ثم أعطت ثمارها.
لذلك الحكمة تقول "تصبح ماتفكر فيه" هي حكمة صحيحة تماماً لأن سلوكياتك وتصرفاتك التي سببت نتائجك أساسها نوعية أفكارك. والتفكير يتقدَّم على الإنجاز والنجاح، ولا يأتي مصادفةً، ومعدل النجاح يزداد بصورةٍ هائلة إذا أقمت وزناً للتفكير، وكلما زادت قدرتك التفكيريّة عظمت مكانتك! ، انظر إلى مَن يحظى بأعلى قدر في عملٍ ما.. والإجابة هو الشخص صاحب الأفكار، لأن رأس المال والخبرة ليسا شديدي الأهمية في عالم الأعمال، إذ يمكن الحصول عليهما بأي شكل، ولكن الأهم هي الأفكار، لأنك إذا كانت لديك الأفكار، فاعلم أن لديك الأصول الأساسية التي تحتاج إليها، ولا حدود لما يمكنك إنجازه في حياتك، لأن التنافس الفكري هو ما يُميِّز الأشخاص ويُعلي مِن قيمتهم وقدرتهم في أعمالهم.
محدودو التفكير عبيد لمحيطهم، لأنهم عادةً ما يجدون أنفسهم تحت رحمة الظروف المحيطة بهم، ويعجزون عن حل مشكلاتهم التي يُواجهونها واحدة تلو الأخرى، لأنهم لا يُفكِّرون بطريقةٍ استباقية، وأتذكَّر المثل دائماً (المحفظة الفارغة أفضل من العقل الفارغ)، واعلم أن التفكير الرائع ينبع من التفكير السديد. فإذا أردتَ أن تصبح مُفكِّراً رائعاً، يجب أن تصبح مفكراً جيداً أولاً، وأنت بحاجة إلى أن تكون مستعداً لأن يتمخَّض عقلك عن مجموعة من الأفكار، وتلك لن تجدها إلا بنهم كبير من القراءة ومصاحبة ذو الخبرة.
فالعقل بلا تفكير كالجسد بلا روح، فنماء العقل وثمرته بالتفكير وقيل: (لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة)، وبالتفكير ينتقل الفرد من التبعية والتقليد إلى الاستقلالية في التفكير، وقد قيل: (أنا أفكر، إذن أنا موجود) ولهذا يعتبر التفكير من أعظم نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى، وله أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو وسيلة حل المشكلات واتخاذ القرارات وكشف الحقيقة والتخطيط للمستقبل والاكتشاف والاختراع والتطور وصنع الثروة، وهو السبيل لنجاح الفرد في الحياة والعيش بسعادة.
ولهذا يعتبر التفكير من أعظم نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى، وكلما فكر الفرد عاش في سعادة وضَمِن عدم وقوعه في أخطاء هو في غنى عنها، حتى قال بعضهم: (إن التفكير فريضة إسلامية)، وقد امتدح سبحانه وتعالى الذين يفكرون ويستخدمون عقولهم للوصول إلى الحق، قال تعالى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} وهم أصحاب العقول النيرة المفكرة.
والتفكير من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} وهو تدبُر، وإن كان بالأصل موهبة ربانية من الله سبحانه وتعالى، إلا أن الإنسان يستطيع أن ينمي تلك الموهبة ويسهم في تطويرها وتنشيطها كي يستفيد من نعمة العقل بالتفكير السليم، فالتفكير عبارة عن مجموعة من المهارات من الممكن للفرد أن يكتسبها ويتقنها عن طريق التعلم والتدريب.
لذلك لو أردت أن تحقق أهدافك وتعيش أحلامك يجب أن تفكر بأفكار تساعدك علي تحقيق أهدافك، وتبتعد تماماً عن الأفكار التي لا تخدمك وتبعدك عنها، وتسبّب لك القلق والإحباط والتوتر.
ومن أهم أسباب النجاح هو المهارات الذهنية، فالأفكار الإيجابية في الذهن ترتبط بإحساس الفرد وقدرته على إنجاز الهدف. فعلى سبيل المثال الشخص مُشّتت الفكر لا يوصل إلى نتائج حسنة، ولا يستطيع أن يعمل بنجاح- فالشمس تسطع أشعتها في كل مكان ولكنها إذا رُكّزت بواسطة الزجاج فإنها تُحرِق- وهكذا حال التفكير. اختر أفضل الأفكار لذهنك، كما تختار وتستخدم أفضل المأكولات لجسدك. فهي السبيل للنجاح والرقي.
اضافةتعليق
التعليقات