تعتبر الأسرة المسؤولة الأولى عن تنشئة الطفل والعناية بقدراته العقلية وتعزيزها وتنميتها وتهيئة البيئة المناسبة لها. حيث نحن نعلم أنه لا يوجد طفل على الأرض يُولد وهو متمرسا على التحدث والحركة والتعبير عن سعادته أو غضبه، ولكن الطفل يكتسب هذه الممارسات من خلال التواصل البصري مع أسرته ثم يكبر شيئا فشيئا فيصبح قادرا على الذهاب للمدرسة والتعرف على الأصدقاء الجدد وصنع الطائرات الورقية ورسم الأشخاص وغيرها من الأشياء التي يتعلمها الطفل ويكتسبها ممن يعيشون حوله.
ولكن هذا لا ينكر أيضا أن هناك الكثير من الأطفال يولدون أذكياء بالفطرة ومن الحقائق التي تمّ إثباتها أنّ نسبة الذكاء تختلف من شخص لآخر، وقد وجد بيترمان أنّ هناك علاقة وطيدة بين الذكاء والوراثة، وأنّ الذكاء يورث، وأنّه قابل للزيادة، لكن هذه الزيادة تتوقف عند حوالي السنة السادسة عشرة من العمر، وإن كانت هذه السنة ما زالت موضع خلاف بين التربويين؛ فمنهم من يرى أنّها دون ذلك بسنة أو سنتين، في حين يرى آخرون أنّها قد تصل إلى الثامنة عشرة. لذا فمن خلال هذه الملف سنذكر لكي أهم الطرق التي تساهم في تنمية قدرات الأطفال العقلية .
تنمية قدرات الأطفال العقلية وزيادة التركيز
تعد الأسرة هي العامل الأول في تكوين شخصية الأبناء فكلما زاد اهتمامهم بتعليم الطفل وتغذيته وحصوله على كافة حقوقه منذ الصغر كلما زادت فرصة نجاحه وحصوله على مراكز مرموقة في المستقبل، ولأن فترة الطفولة تمثل حجر الأساس بالنسبة لتكوين شخصية الفرد يمكن على الأم أن تمارس عدة تصرفات تعمل من خلالها على بناء عقل واعي للأبناء ومن هذه التصرفات ما يلي:
اهتمي بالتغذية السليمة لطفلك:
كما يحتاج الجسم إلى الغذاء فالمخ أيضا وقوده الغذاء الذي يمكنه من أن ينمو ويفكر بشكل أفضل، وبشكل خاص هناك مجموعة من الأطعمة التي يمكن التركيز عليها لزيادة النشاط والحركة وإنتاج المزيد من النواقل والخلايا العصبية عند الطفل وأهمها الخضروات والفواكه الطازجة والمكسرات والبروتينات من لحوم وأسماك وغيرها بالإضافة إلى الحليب والبيض والعسل، وعلى العكس يجب إقصاء الطفل تماما عن الوجبات السريعة والبطاطس المصنعة وغيرها من الأطعمة الضارة لأنها تحتوي على مواد حافظة تتسبب في تأخر القدرات العقلية للطفل وإصابته بالخمول والتبلد.
الحرمان من النوم يقلل من ذكاء الطفل:
أوضح العلماء أن خسارة ساعة واحدة من النوم تعادل سنوات من النضج المعرفي والتنمية، وأن هناك علاقة بين الدرجات ومتوسط كمية النوم.
اللغة والحديث:
من يلوم على بعض الأمهات اللاتي يستخدمن طريقة الحديث مع الطفل ووضع الاختيارات أمامه أو استخدامهم كلمات يصفها البعض أكبر من سنه، لا يدري قطعًا أن الحديث مع الطفل عن كل شيء وأي شيء طوال الوقت سوف يبني مهاراته اللغوية، تحدث معه وحسب، فوفقًا لدراسة أمريكية الأطفال الذين يربون في أسر ثرية اللغة حصلوا على درجات معدل ذكاء أعلى بـ38 نقطة من الأطفال الذين تربوا في منازل منخفضة اللغة أو ذوي قاموس لغوي ضعيف.
القراءة :
ويمكن للقراءة وترك مساحة للطفل في الكتابة والقراءة أن تفتح من مداركه؛ حيث أن اقتناء كتب الأطفال وقراءه الأم لطفلها يجعله يتعرف على مجالات كثيرة، وتنمية القدرة الإبداعية لديه سواء اللغة أو الأفكار. ومن الجيد أن لا تدعهم فقط ينظرون إلى الصور في الكتاب، ولكن تتبع الكلمات بيدك وأشر إلى ما تدل عليه الصور، وجِّه انتباههم إلى الكلمات واقرأ معهم لا تقرأ لهم فقط.
تحدي ذاكرة الطفل:
اطلب من طفلك بعد قراءة القصة أو الكتاب أو مشاهدة فيلم الكارتون أن يكرر ما فهمه أمامك مرة أخرى بكلماته الخاصة، واكتشف ما إذا كان بإمكانه إعادة إنشائها أم لا، لبناء ذاكرته اللفظية والبصرية.
الألعاب والأنشطة:
وتساهم الألعاب والأنشطة المختلفة بشكل كبير في تنمية مهارات الطفل العقلية، وبناء على ذلك على الأم أن تشجع طفلها على القيام بهذه الأنشطة، واللعب بكل أشكاله وخاصة الألعاب التي تقوم على التخيل تزود من قدرات الطفل العقلية، بل الأطفال الذين يميلون للعب التخيلي من الأطفال الأكثر ذكاءً، بالإضافة إلى تميز قدراتهم اللغوية وقدراتهم على التوافق الاجتماعي، مثل: الرسم والزخرفة واللعب بالصلصال من ضمن المؤثرات التي تنمي المهارات العقلية، إلى جانب إبراز مواهبهم الرسم الذي يعبر عن خصائص مراحل النمو العقلي للطفل وقدراته التخيلية والتي من خلالها نستطيع معرفة ما يدور في ذهن الطفل.
ممارسة الرياضة :
ويمكن لممارسة الرياضة أن يساهم في تنمية عقل الطفل، إلى جانب تقوية جسم الطفل وتنشط دورته الدموية، ووصول الدم والأكسجين والغذاء للمخ مما يساهم في نموه بشكل صحيح وسليم.
أجيبي عن كل الأسئلة التي تتراود في ذهنه:
في مرحلة من المراحل العمرية للطفل وبداية من سن الروضة تكثر تساؤلات الطفل عن كل شيء حوله، وفي الغالب تستجيب الأم بالرد عليه مرات عديدة ثم تشعر بالملل فتتجه للصراخ في وجهه وإرغامه بالسكوت وأحيانا تسخر من أسئلته التي ربما تصفها بالسذاجة التامة، وللأسف الشديد لا تعلم الأم أن هذا التصرف من أكثر الأشياء التي تتسبب في تأخير قدرات الأطفال العقلية وتعيق نمو ذكائه فمهما كان سن الطفل فهو يشعر ويفهم بمن حوله، وتصرف الأم بهذه الطريقة قد يجعله فاقدا للثقة في نفسه ويكبر ويصبح مضطربا وخائفا من سؤال معلمه في المدرسة أو أستاذه في الجامعة وربما يصاب بالاكتئاب والاضطراب الوجداني ويصبح غير قادرا على ممارسة أي نشاط عقلي يتطلب منه التفكير والإبداع.
ساعديه على اكتشاف العالم من حوله:
لا ترغمي طفلك على المكوث في المنزل بحجة الخوف عليه وقومي باصطحابه معك إلى العمل، وأثناء شراء الأغراض، وعند زيارة الأقارب، سافري معه، قدمي له في إحدى النوادي أو ساعديه على تعلم رياضة ما كالسباحة، والتنس، وكرة القدم فالرياضة مهمة أيضا فهي تعمل على التوازن الهرموني في الجسم وتزيد من النشاط واليقظة وباهتمامك بهذه الأشياء تكوني قد حققت المعادلة الصعبة وتمكنت من إكسابه مهارة عقلية وإبداعية جديدة وفي نفس الوقت ساهمتي في تعرفه على أصدقاء جدد وجعلتيه يرى العالم من حوله بصورة أكبر اتساعا.
حفظ القرآن الكريم:
ونأتي إلى مسك الختام، حفظ القرآن الكريم، فالقرآن الكريم من أهم الأنشطة لتنمية الذكاء لدى الأطفال، ولم لا؟ والقرآن الكريم يدعونا إلى التأمل والتفكير، بدءاً من خلق السماوات والأرض، وهي قمة التفكير والتأمل، وحتى خلق الإنسان، وخلق ما حولنا من أشياء ليزداد إيماننا ويمتزج العلم بالعمل .وحفظ القرآن الكريم، وإدراك معانيه، ومعرفتها معرفة كاملة، يوصل الإنسان إلى مرحلة متقدمة من الذكاء، بل ونجد كبار وأذكياء العرب وعلماءهم وأدباءهم يحفظون القرآن الكريم منذ الصغر لأن القاعدة الهامة التي توسع الفكر والإدراك، فحفظ القرآن الكريم يؤدي إلى تنمية الذكاء وبدرجات مرتفعة .
اضافةتعليق
التعليقات