إن تربية النفس وتزكية الروح تحتاج إلى ممارسة دائمة حتى تصبح هذه الممارسة جزء وملكة عند الإنسان.. فعلى الإنسان العمل وفق قاعدة رصينة لتربية نفسه، فلو تقدم وخطا كل يوم خطوة واحدة نحو الرقي والكمال لوصل مع مرور الزمن إلى أعلى مراتب الفضيلة والسمو الأخلاقي والنفسي، وهذا يحتاج إلى جهد ومتابعة وسعي كبير، ومحاسبة النفس، والاستعانة بالأدعية وزيارة المعصومين في هذا المجال، حيث لها الآثار العجيبة في تقريب الإنسان من الله..
فالهداية لا تتحقق إلا بالتمسك ومعرفة المعصومين حيث نقرأ في زیارة الإمام الحجة: (اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ثانيا).
النصرة بالعمل الإجتماعي من الواجب على كل شيعي أن ينصر الإمام الحسين وذلك عبر نشر ثقافته وأفكاره وأهدافه ومبادئه عبر مواقع التواصل الإجتماعي وصفحاتنا الشخصية.
كما يتوجب علينا تعريف العالم على كيفية ظلم الانسان لنفسه عن طريق استباحة دماء طاهرة فقال تعالى (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) .(2)
لذلك يقول الإمام الصادق عليه السلام: (ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة) ما هو المراد من اللام في هذه الكلمة؟ يمكن أن تكون هي لام العاقبة، ويمكن أن تكون إشارة إلى الغايات الطولية المترتبة على العمل..
إذن الغاية هو الله لا من هذه التضحية والفداء، وغاية الغاية هي إنقاذ البشرية من الجهل والتيه والضلالة والظلم.. ولا شك بأن نهضة الإمام الحسين عليه السلام تحتوي على هذه الطاقة والقوة لكي تنقذ العالم من الضياع، فهذا المزيج الذي نجده في هذه الثورة من القيم والمبادئ والتضحية والمعاجز والمظلومية في آن ومكان واحد لكنه ممتد في ذات الوقت، لا نجده في أي تضحية أخرى.
فعلينا أن ننشر فكر وثقافة الإمام الحسين عليه السلام لأنه لو عرف الناس معالم ومواقف وكلمات أهل البيت لاتبعوهم كما يقول الإمام أبو الحسن الرضا علي: «فإن الناس لو علموا محاسن کلامنا لأتبعونا».
وقوله أيضا: «بل خرجت لطلب الإصلاح». إن سيرة العظماء وفي مقدمتهم المعصومين عليهم السلام الإصلاح في أوساط المجتمع، فالإمام علي خرج لكي يصلح أمور المسلمين وترغيبهم على التمسك بأحكام الدين والإلتزام بالأخوة الإسلامية كما قال الله تعالى: وإنما المؤمنون إخوة.
وإن لإعادة الوحدة بين طبقات المسلمين أهمية كبيرة، ومن مصاديق الإصلاح:
1. إعطاء الرشد الفكري والسياسي والإقتصادي والإجتماعي للأمة.
۲. التقدم العلمي والعملي وفتح أبواب الرقي والإزدهار.
٣. إعطاء كل ذي حق حقه، وإفساح المجال أمام جميع أفراد الأمة الإسلامية للتطور، وتهيئة الأرضية المناسبة لنمو أفراد المجتمع. الإستعدادات الخفية والطاقات المخزونة لدى كل فرد من محاربة سياسة العنف والديكتاتورية والفساد الأخلاقي والإداري والإقتصادي والإجتماعي.. وانتهاج سياسة الصفح والحلم وسعة الصدر وحرية التعبير والرأي. وإرشاد الناس بالمنطق والبرهان والحكمة وذلك كما قال الله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".
اضافةتعليق
التعليقات