يعتبر هذا الكتاب من أفضل الكتب في مجال التطوير الذاتي والتفكير الايجابي من تأليف تشارلز دوهيك، حقق مبيعات كبيرة جداً خصوصا في الفترة الأولى من إطلاقه حيث حافظ في هذه الفترة على الرتبة الأولى من الكتب الأكثر مبيعاً ضمن قوائم الصحف العالمية..
يعرج الكاتب إلى تعريف العادة بداية بقوله:
تعتبر العادة ذلك السلوك الذي نقوم به بشكل دوري بدون تفكير تقريباً ويختلف ذلك السلوك من شخص لآخر بعضه يكون ضاراً والآخر مفيداً ويقول الكاتب بأن 40 بالمائة من الأفعال التي نقوم بها في حياتنا اليومية هي عبارة عن عادات ليس لها علاقة بهل فكرنا بها أم لا تم إكتسابها بشكل تراكمي حتى أصبحت روتينا..
ومن ثم يبين ممن تتكون حيث إن كل العادات الموجودة حول العالم تتكون من ثلاث عناصر أساسية: الإشارة أو المحفز والروتين ثم المكافأة.
كل عادة نقوم بها أتت نتيجة لإشارة أو محفز معين دخل إلى دماغنا حتى تحول إلى فعل معين ثم إنتقل إلى روتين بسبب أننا نحصل على مكافأة أثناء إنتهائنا من ذلك الفعل وأيضا نتيجة للتكرار والتراكمية يمكن أن نلعب في هذه الثلاثة عناصر بذكاء وكما نريد سواءً لاكتساب عادات جديدة أو للتخلص من عادات سلبية قديمة..
وبعدها يبين كيفية تكوين العادة حيث يوضح لنا الكاتب أنه لتكوين العادة الجديدة علينا تحديد إشارة واضحة أو محفز قوي وواضح ثم تحديد معه المكافأة التي سنتلقاها مباشرة بعد إنتهائنا من ذلك الفعل أو الروتين والمكافأة يجب أن تكون واضحة ومناسبة تماماً لذلك الفعل لتغطي تعب قيامك بهذه العادة، أما المرحلة الأخيرة والمهمة جداً هي أن نبدأ في تحميل ذلك الروتين إلى دماغنا من خلال التخيل بشكل يومي لمدة ما بين عشرة إلى أربعة عشر يوماً، نقوم بتخيل الإشارة والروتين الذي نريد أن نعمله والمكافأة التي سنحصل عليها وبهذه الطريقة سنجعل دماغنا يتعرف على العادة الجديدة وسيساعدنا على تكوينها بشكل أسرع.
حينما نقوم بعادة معينة يومياً فنحن ندور في حلقة من الإشارة مروراً بالفعل وصولاً إلى المكافأة التي نحصل عليها بعد الروتين أو الفعل الذي نعتبره كعادة، لأن العادات تسيطر علينا بشكل قوي وتتحكم في حياتنا بشكل أقوى، لهذا من المهم جداً أن نفهمها جيداً ونعرف كيف تتكون وكيف نستطيع تغييرها كما نريد ونقوم بتكسير العادات السلبية المؤذية لنا.. ويعرج بعدها إلى:
طريقة كسر العادات السلبية:
هناك قاعدة أساسية لكسر أي عادة سلبية وهي من خلال عدم مقاومة إشتياقنا أو شهوتنا تجاه ذلك الفعل الذي نقوم به أو تلك العادة المبرمجة في عقلنا والمتمكنة من جسمنا فمن الذكاء أن تغير تركيزك وتوجه العادة يعني تقوم بتغيير روتين بروتين آخر قم بتثبيت المحفز وتثبيت المكافأة ولكن إشتغل على الروتين..
يعطينا الكاتب مثالاً لأحد الشركات التي كان سبب إرتفاع مبيعاتها هو عادة قاموا بإدخالها على زبنائهم، الشركة تبيع منتج معجون الأسنان فقاموا بإضافة مكون جديد لمعجون الأسنان يجعل الشخص الذي يستعمله يشعر بدغدغة في اللثة بعد الانتهاء منه وتلك الدغدغة كانت تشعرهم بالمتعة وبهذا كانت المكافأة التي يحصلون عليها بعد إستعمالهم لمعجون الأسنان هي الدغدغة الممتعة..
إذا كنت تظن بأن أفضل طريقة لتغيير عادة سيئة تقوم بها هي الإقلاع عنها فأنت مخطئ تماما لأنك سرعان ما ستحن لها وتعود إلى ممارستها مجددا ولكن الطريقة المثلى هي ترك عنصر المحفز والمكافأة كما هما ولكن تغير الروتين فقط حتى تحصل على نفس مكافأتك وتبقى لديك نفس الإشارة التي تحفزك للقيام بالفعل السابق لأن العقل يهمه الحصول على مكافأته ولا يهم ما هو الفعل الذي قام به للحصول على تلك المكافأة.
وكمثال هنا نجد أن المدخنين لم ينجحوا في الاقلاع عن التدخين من خلال تكسير علبة السجائر وإنما استبدال السجائر الحقيقية بالسجائر الالكترونية للحصول على النكوتين أو فعل شيئ معين مكان التدخين كمرحلة أولى هو ما جعل أغلب الأشخاص يقلعون بشكل نهائي عن هذه العادة السيئة لقد حافظوا على الإشارة والمكافأة ولكن غيروا من الفعل والروتين..
تغيير العادات:
يعطينا الكاتب خطوات عملية تطبيقية لتغيير أي عادة مهما كانت في حياتنا، عليك اولاً أن تحدد الفعل أو السلوك الذي تريد تغييره وما هو السلوك القديم الذي ستستبدله بالسلوك الجديد ثم حدد المكافأة التي تريد الحصول عليها بعد إنتهائك من هذا الفعل أو السلوك الروتيني وما هي الإشارة التي ستحفزك في الدخول إلى هذه العادة الجديدة ثم مباشرة بعد ذلك ضع خطة عمل واضحة تجعلك تثبت الإشارة في دماغك والمكافأة وتغير من الروتين..
لقد قدمنا لك ملخصاً موجزاً لكتاب قوة العادات الذي فعلاً بإمكانه تغيير أي عادة أو إدخال أي عادة تريد في حياتك، كل ما عليك فعله هو تطبيق الارشادات الموجودة
فيه والانطلاق في الفعل لترى نتائج على أرض الواقع..
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات