يرغب جميع الآباء في أن يحظى أطفالهم بنسب عالية من الذكاء, ما يدفعهم إلى البحث عن أي علامات يُظهرها الطفل تدل على ذكائه، بالإضافة إلى محاولاتهم لمعرفة أنواع الذكاء عند الأطفال.
إذ ليس من السهل أو الصحيح الحكم على الطفل بالغباء أو الذكاء، لأن الذكاء ليس نوعًا واحدًا، بل للأطفال ذكاءات متعددة تتفاوت فيها نسب تفوق كل نوع على الآخر.
فلا يوجد طفل غبي، هذه قاعدة أساسية يجب على كل أب وأم أن يضعوها في اعتبارهم، حيث أثبتت جميع الأبحاث العلمية أن جميع الأشخاص أذكياء حتى يصلوا إلى السادسة من عمرهم، البعض يحتفظ بذكائه بل ربما يزيد بعد ذلك، والبعض الآخر يقل مستوى ذكائه، ويرجع ذلك إلى الكثير من العوامل مثل التربية والتعليم وطريقة تعامل الأهل مع أطفالهم فلكل طفل قدراته وموهبته الخاصة في التعلم، ويعد اكتشاف تلك القدرات بمثابة قطع شوط كبير في التواصل والتعلم وتكوين شخصية الطفل.
ما هي نظرية الذكاءات المتعددة؟
إحدى النظريات النفسية التي تدرس عقل الإنسان وكيفية أدائه لوظائفه المختلفة؛ ولذا فهي نظرية نفسية معرفية.
تتلخص نظرية الذكاءات المتعددة التي وضعها عالم النفس الأمريكي هاورد جاردنر، في أن طفلك لديه كثير من مناطق القوة ولديه مناطق ضعف، وهي تتفاوت وتختلف من شخص لآخر فهو يملك كافة أنواع الذكاء ولكن بنسب مختلفة, وتعتمد نظرية الذكاءات المتعددة على الأسلوب التربوي في المقام الأول، فالفرضية الرئيسية في تلك النظرية أن الأطفال يولدون أذكياء بالفطرة، ولكن هناك جوانب يكون الطفل فيها أقوى من جوانب أخرى، لذلك فإنه من الضروري أن تكون التربية هي العامل الأكبر المتحكم في تلك الفرضية، فمن خلال التربية السليمة يقوم الوالدين بتقوية الجوانب التي يعد ذكاء الطفل فيها ضعيفاً، والتركيز على الجوانب القوية بالفعل لتصبح أقوى.
وفيما يلي أنواع الذكاء التي حددها جاردنر:
أنواع الذكاءات المتعددة:
1- الذكاء المنطقي أو الرياضي:
- الطفل الذي يمتلك هذا النوع من الذكاء يفكر بمنطقية دون استخدام المشاعر (مثلاً يقوم بسؤالك عن قصة خيالية سمعها منك، ويتوقف عند ما هو خيالي ويطلب تفسيرًا منطقيًّا له ويرفض ما هو غير منطقي).
- لديه القدرة على حل المشكلات بسرعة وبأسلوب غير تقليدي في أغلب الأوقات.
- كثير الأسئلة وخاصة سؤال "لماذا" و"كيف".
- يستمتع في تركيب البزل وحل الألغاز والأحاجي والقيام بتصنيف مختلف الأشياء ووضعها في فئات.
2- الذكاء اللغوي:
- يمثل قدرة الطفل على استخدام الكلام ومعناه في مكانه المناسب (فمثلًا إذا كان طفلك يستخدم كلماتك المترددة على سمعه في موقعها ووقتها المناسب، فطفلك لديه ذكاء لغوي).
- يستطيع التعبير عن نفسه وأفكاره جيداً من سن صغير, ويستطيع أن يحكي القصص والنكات بسهولة.
- إن كان طفلك يمتلك هذا النوع من الذكاء فسيسهل عليك تعليمه لغة أخرى أو عدة لغات على حسب استيعاب الطفل, حيث لديه القدرة على الحفظ بسرعة وحب التحدث.
- يفضلون اللعب بالكلمات المتقاطعة والأحاجي وكتابة اليوميات.
3- الذكاء البصري:
- ويعني قدرة الطفل على تخيل الألوان والأشكال، ويكون لديه حس خيالي عالٍ، وقدرة على خلق عالم افتراضي من حوله.
- يمتلك هذا الطفل أحلام يقظة أكثر بكثير من أقرانه فنجده يفضل الصور والفيديو والألعاب.
- يحب الكتب التي تحتوي على الصور فهو يستجيب بسرعة للألوان.
- يتعلم بشكل أفضل من خلال التصور المادي والرسم, فعليك بتوفير الأدوات اللازمة لطفلك لممارسة الهواية التي يحبها والتي يمتلك ذكاء مناسب لها.
4- الذكاء الموسيقي:
- ينطبق ذلك على الطفل الذي لديه قدرات خاصة في سماع الأصوات والتمييز بينها بدقة فائقة، فهو يستطيع تمييز الأصوات سواء الأصوات الموسيقية، أو صوت الأشخاص من خلال الهاتف مثلاً.
- لديه القدرة على حفظ الأناشيد بسرعة.
- يسهل تعليمه القصص واللغات من خلال تحويل الدروس العادية أو العلمية أو التاريخ أو الجغرافيا إلى أناشيد من تلحينه، فهو يستطيع ربط أي محتوى لغوي بلحن ما, وبذلك يردده بسعادة.
5- الذكاء البدني:
- الطفل الذي يمتلك هذا النوع من الذكاء يكون بارعا في حركة الجسم وأفعاله وغالبًا ما يتذكر الأشياء من خلال القيام بها، بدلاً من السمع أو الرؤية.
- لا يجلس طويلاً؛ فهو في نشاط مستمر وحركة وينجذب نحو الرياضة والأنشطة الجسمية.
- إذا أردت تعليمه شيء فمن الأفضل القيام بشيء حركي أفضل من الاستماع أو القراءة, لصعوبة التزامه بالتعليم وهو جالس على مقعد.
6- الذكاء الاجتماعي:
- يتميز الطفل بهذا النوع من الذكاء بسرعة تكوين الصداقة.
- لديه قدرة غريبة على التواصل مع الآخرين والتحدث معهم بمنتهى الطلاقة والتلقائية، وقد تجده محبوبا من جميع الأشخاص المحيطين به.
- يملك القدرة على التعاون والعمل الجماعي، فتتكون لديه مهارات قيادية ويستطيع أن يعبر للآخرين عن آراءه.
- يتعلم هذا الطفل بشكل أفضل عن طريق الأنشطة الاجتماعية والنقاش.
7- الذكاء الذاتي:
- يواجه هذا النوع بعض المشاكل في الاندماج مع أقرانه، فهو يستمتع بالوحدة.
- يستطيع التعلم من أخطائه بسهولة، وتطوير تصرفاته والتعامل مع ما يخافه.
- يفضل الأنشطة الفردية.
- ويتعلم من خلال ربط الأمور بحياته اليومية (مثلاً: إذا كان الدرس التعليمي عن دورة المياه فيمكن إسقاطها على كيفية استخدام الأسرة المياه يومياً، وشرح الموضوعات الدراسية من خلال حياة الطفل الشخصية وما يلمسه من مواقف وأمثلة حية بنفسه.
8- الذكاء الطبيعي:
- يمتلك معظم الأطفال هذا النوع من الذكاء فنجدهم يهتمون بالطبيعة والحيوانات والزراعة وكل ما حولهم ويحبون التواجد باستمرار في الطبيعة.
- يميل إلى اكتشاف الطبيعة من حوله، ومعرفة أنواع الحشرات والنباتات فإذا وجدت طفلك يراقب النمل الصغير الموجود في المنزل، فقدم له مزيداً من المعلومات عن حياة النمل، وغيرها من الكائنات الحية في بيئته.
- يستمتع بتلقي دروسه في الهواء الطلق ويمكن ربط دروسه العلمية بالحيوانات والنباتات من حيث كيف تكبر وأين نشأت.
اعلم في النهاية أن لكل طفل درجة ذكاء تختلف عن غيره، فلا تتسرع في الحكم على درجة ذكاء طفلك، فقد شاءت حكمة الله أن يخلق الناس متنوعين، وأن يخلق في داخل كل نفس قدرات متنوعة، وهذا يعطي الحياة ثراءً ونمواً وتطوراً وتفاعلاً وتكاملاً، حيث أن لكل طفل قدراته وموهبته الخاصة في التعلم وتختلف نسبة ذكاء الأطفال فيما بينهم ومن المهم معرفة نوع الذكاء الذي يتمتع به طفلك، وتتبع علامات الذكاء عند الأطفال من أجل التعرف على قدراته الشخصية والفروق الفردية بينه وبين غيره، وتنمية هذه القدرات وتوجيهها في مكانها الصحيح.
اضافةتعليق
التعليقات