ثمة الكثير من الأشخاص الذين تمكنوا من تحويل أفكارهم إلى مشروعات صغيرة،ونجحوا في وضع الاستراتيجيات والسياسات التي يقوم على أساسها المشروع، وتحقيق نجاحات عظيمة في بداية الانطلاقة، وربما تمكنوا أيضًا من كسب ثقة العملاء وجذب قطاع كبير من الجمهور، وبعد الانتهاء من بناء المشروع؛ حيث أصبح الحلم حقيقة، فهل حان وقت الاسترخاء؟ كلا، فربما يأتي خطأ واحد قد يُعيدك إلى نقطة البداية وكأن الحلم لم يتحقق من الأساس.
إنَّ كل ما تم إنجازه منذ توليد الفكرة وحتى خروج المشروع إلى النور، يُعد بمثابة النصف الأول من الشوط الذي تود قطعه في قطاع سوق الأعمال، أما عن النصف المتبقي فهو يكمن في الحفاظ على المشروع وتطوير قدرته على التنافسية، وهو ما يضمن عملية استمرار المشروع.
إنَّ عملية الحفاظ على مشروعك الصغير، تحتاج إلى تركيز ذهني عالٍ ومجهود شاق، فينبغي على أصحاب المشروعات الصغيرة أن يعملوا بمقولة «لا راحة بدون تعب»، إن تركيزك الذهني وذكاءك الحاضر ومجهودك الشاق في مشروعك الصغير، حتمًا ستمكنك من تحقيق النجاح الذي تسعى إليه، فلو أمعنا النظر في مسيرة الأثرياء الذين بنوا ثرواتهم من التجارة والاستثمار، سنلاحظ أنها كانت مليئة بالعمل الشاق والصبر والاجتهاد والإخلاص.
لا بدّ من إجراء البحث الكافي الذي يضمن تحديد مدى قدرة الفكرة الخاصة بالمشروع على تحقيق النجاح المطلوب، حيث إنّ المشروعات الصغيرة يجب أن تعمل على تلبية احتياجات السوق، وأن تكون قادرة على حلّ مشكلة ما، وهنا نستطيع القول بضرورة خلق حالة من التوازن من الواقع المحيط لصاحب فكرة المشروع، وذلك بعد اختيار أو تحديد فكرته، علماً أنّ هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها إجراء ذلك البحث، بما في ذلك استكشاف السوق، وعن طريق التجربة والخطأ، بما في ذلك طرح بعض الأسئلة، مثل:
ما هي مدى حاجة السوق للمنتجات أو الخدمات التي سيقوم المشروع بتقديمها؟ هل هناك شركات منافسة تقدّم الخدمات والمنتجات ذاتها؟ هل سيكون المشروع مناسباً للسوق؟
كما أن هناك العديد من التقنيات التي تضمن إلى حّد كبير نجاح المشروعات، وعلى رأسها كلّ من:
_ تحديد المهام: حيث إنّ هناك هدف واضح من كلّ مشروع، يجب أن يتم تحقيقه لضمان إرضاء جميع الأطراف أو أصحاب المصلحة، ويتطلّب ذلك توظيف الأساليب التي تضمن إتمام المشروع كما هو مخطط له، وذلك من خلال مطابقة العمل الفعليّ مع الصور والرسومات والتصاميم الأصلية، والتأكّد من مدى ملاءمة المعدّات المستخدمة لذلك عن طريق فحصها، والتأكّد من مواصفاتها، علماً أنّ تلك الخطوات تحول دون حدوث أيّ تأخير ناتج عن الأخطاء أو الأعطال.
_ الإنجاز: حيثّ إنّ الطريقة التي يُختتم فيها المشروع تعتبر من الأساسيات التي تحدّد مدى نجاحه، لذلك لا بدّ من تحديد الأهداف المنشودة أو المراد تحقيقها لضمان قبوله.
إذن، يُمكن لرواد الأعمال الحفاظ على مشروعاتهم الصغيرة وضمان النجاح والتوسع، لذلك، وحرصًا منا على تزويدك بكل ما يُمكن أن يفيدك حتى تحافظ على مشروعك الصغير؛ سنخبرك فى هذا المقال كيف يُمكن أن تحافظ على مشروعك الصغر حتى تضمن النجاح وتحقيق الأرباح.
الاهتمام بالعملاء ومشاكلهم:
إن اهتمامك بعملائك تُعد من الأساسيات التي لا يُمكن إغفالها، فهي بالطبع تساعدك على استمرار مشروعك والحفاظ عليه؛ لذلك ينبغي على أصحاب المشروعات الصغيرة الاستماع جيدًا للشكاوى وأخذها بجدية، فكن حريصًا دائمًا على مشاركتهم في الرأي وتشجيعهم على إرسال الشكاوى؛ لأنها ستخبرك إذا كان الاتجاه الذي تسير فيه خطأ أم صحيحًا.
وكصاحب مشروع صغير، احذر من تجاهل آراء من ينتقدون مشروعك أو الخدمات التي يقدمها مشروعك، لأن هذا ربما يفقد مصداقيتك لدى العملاء، فأخذ ما يقوله عملاؤك بجدية تامة، يعكس مدى اهتمامك وحرصك على تقديم أفضل الخدمات وبأعلى جودة ممكنة، وهو الأمر الذي سيكسبك احترامهم، وتحصل على زبائن أوفياء يستمرون في التعامل معك في المستقبل.
مراقبة الأسواق ودراستها:
لكي تضمن نجاح مشروعك الصغير والحفاظ عليه، ينبغي عليك أن تراقب الأسواق، خاصة الخدمات التي تتشابه مع الخدمات التي يقدمها مشروعك، إن مراقبة الأسواق تُمكن أصحاب المشاريع الصغيرة من معرفة نواقص السواق وما يحتاجه العملاء والأخطاء التي من الممكن أن يرتكبها منافسوك، كل هذه الأمور تساعدهم على تطوير الخدمات والحفاظ عليها.
مما لا شك فيه أن دراسة السوق تُمكن صاحب المشروع الصغير من اكتشاف بعض الفجوات التي لم يكتشفها المنافسون أو لم ينتبهوا لها، ما يكسبه مكانة جيدة بين المنافسين، كما يساعده في اكتشاف شرائح جديدة من العملاء لم يتم التعامل معهم من قبل، ومعرفة حجم الطلب بالنسبة للمنتجات أو الخدمات التي تقدمها لعملائك.
توفير رأس المال:
بلا شك أن رأس المال يُعد من المحركات الأساسية للمشروعات الصغيرة، فعلى أصحاب المشروعات الصغيرة أن يكونوا حريصين على توفير رأس المال اللازم لضمان استمرار نجاح مشروعاتهم.
ويتمثل رأس المال هنا في الأشياء التي لا يُمكن للمشروع الاستغناء عنها، كالمعدات، المنشآت والمباني، الموقع الإلكتروني وتطويره، المواد الخام، وتوفير الأيدي العاملة التي يحتاجها المشروع، إذن، يساعد رأس المال على زيادة ونمو الإنتاج وبالتالي تتزايد الأرباح.
تطوير خطة العمل:
لا يُمكن لأي مشروع أو أي عمل تحقيق النجاح بطرق عشوائية، فالنجاح واستمراريته لا يأتي إلا بالتنظيم والتطوير ومعرفة مواطن الخلل، لذلك ينبغي على أصحاب المشروعات الصغيرة أن يكونوا حريصين على وضع الخطط التي تتناسب مع طبيعة المشروع لكي يسير عليها فريق العمل.
ويُمكن هنا وضع الخطط على عدة مراحل، فهناك خطة قصيرة على المدى القصير، وخطة للتوسع على المدى البعيد، والأهم من ذلك هو الالتزام بهذه الخطط وتنفيذها.
الاهتمام بفريق العمل:
إن فريق العمل يُعد من الركائز الأساسية لأي عمل أو مشروع، فهو أساس التقدّم والتطور؛ لذا يُمكننا القول إن فريق العمل هو القوة التي تدفع العمل إلى النجاح والتميز والتفرد؛ وإذا كنت تطمح في أن تحافظ على مشروعك الصغير وتحقق التنافسية، ينبغي عليك أن تهتم بفريق عملك والنظر فى الشكاوى التي يُقدمها أحد أفراد فريق العمل، والعمل على حلها.
كما ينبغي على أصحاب المشروعات الصغيرة، عقد الدورات التدريبية وورش العمل اللازمة التي تعمل على رفع كفاءة فريق العمل وتطويره، وتوفير كل المعلومات التي يحتاجها فريق العمل؛ حتى يكون مواكبًا لكل المستجدات التي تتعلق بسوق العمل.
اضافةتعليق
التعليقات