كلما كثرت القوانين المتصلبة في حياتك كلما كنت أقرب للإصابة بالاضطرابات النفسية المعقدة.
وقد تعيش قوانين متصلبة وأنت لا تعلم تبدأ بكلمة "يجب" وتنتهي بكلمة قانون حياتي.
عزيزي القارئ إن الكلمات التي تقولها لنفسك تتحول لسلوكيات في المستقبل فتعكس تلك الكلمات على أفعال وسلوكيات إما تجلب لك الفرص أو تبعدها مثل أن تقول "وضعي يائس" فإنك ستتوقف عن المحاولة والبحث، هذا البحث الذي لو واصلت فيه قليلا لوجدت فرصة كانت في انتظارك في المحاولة المائة، لكنك اكتفيت بالمحاولة العشرين وتاريخ العظماء مملوء من المحاولات حتى أصبحوا أشخاصا ناجحين.
قبل أن تبذل جهداً، وتخسر وقتاً، تأكد أن جهدك تم وضعه في المكان الصحيح، لا تهدر سنوات وكلّك حماس ثم تكتشف أنك في المكان الخطأ أو مع الشخص الخطأ.. إنتبه في اختيار العمل المناسب والأجر حتى لا تعيش حالة من الندم.
توقف عن محاسبة نفسك علىٰ الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي، والمنعطفات والعلاقات الخاطئة والتي لم يكن أمامك خيار آخر غيرها، فعلت كل ما يلزم في ذلك الوقت، كُن ممتناً لكُل تلك الخسائر، والإنكسارات، والفوضىٰ التي بعدها قررت ترتيب نفسك حتىٰ تصل للنضج الذي أنت عليه اليوم.
ليست الصحة النفسية أن تكون حياتك خالية من المشاكل، بل أن تعرف كيف تتعامل معها، والتعامل مع المشكلات ليس بالضجر والغضب ولوم الآخرين، فهناك من يفعل ذلك لتفريغ غضبه، بل بالتكيّف مع تلك المشكلات وتحمل مسؤولية حلّها، والتواصل الناضج لحلها، ورؤية الفرص في كل مرحلة تغيير.
اسمح لنفسك بالبكاء، فهو ليس علامة ضعف، ولن تفقد السيطرة لو أجهشت بالبكاء، البكاء متنفس وإنسانية، وسلوك يفعله كل مخلوقات الأرض، ليس مُحرجاً أبداً، إن حبس البكاء مضر للإنسان، لا تتصور كم يؤذيك، لا تجعل حبس البكاء يتحول لآلام جسدية دون أن تدري.
لتدوم العلاقات استمر بالاحترام، بعض الناس يفعّل صفة الاحترام فقط في بداية بناء العلاقة، ثم تقل تدريجياً لطول وتعمق العلاقة، ثم يحدث التصادم والانشقاق، لا تكن من الذين ينضبطون في احترام الغريب ويقصّرون في احترام القريب، ليكن احترامك ثابتاً مهما فسح الطرف الآخر أجواء شخصيته لك.
إن الشعور بالرغبة أني مقبول من قبل الآخر طبيعي، لكن هناك من يركض بإلحاح أن يكون مقبولاً لدى الآخر وقد يقدم تنازلات ينتهك فيه حقوقه ويصبر على إيذاء وآلام لا تطاق، السبب أنه يستند في تعريف نفسه وبناء قيمته من خلال عناصر خارجية تحدد هو من! وهذا خطأ استراتيجي في حياته.
قيمتك مبنية على أنك إنسان لك قيمة مطلقة، وقد ولدت بذلك، دون انتظار من يعطيك هذه القيمة، ودون الاعتقاد أن تحتاج أن تسعى لأن يكون لديك قيمة، أنت لك قيمة منذ البداية، هي ليست بيد شخص، يمكنك أن تكون طموحاً لتحقق منازل عليا فتزيد ثقتك لكن لا أحد فيها يجعل لك قيمة، لأن لك قيمة على الدوام.
بحسب ما تكون نظرتك لنفسك أنها ضعيفة، فإنك نتأثر سريعاً بكلام الآخرين، رأيت البعض بمجرد أن يقول له أحد وصف سلبي فإنه يمتصه سريعاً، فنظرته لنفسه هشة وإن بدا قوياً، بالمقابل من تكون نظرته لنفسه أنه جيّد بشكل مطلق ودون شروط لا يتأثر سريعا بما يقال له بل قد يضحك منها.
أنت لا تحتاج رأي أحد لتعلم أنك شخص جيّد، ولك قيمة، وتقوم بعمل رائع، وأن وجودك له تأثير، يُحجم الكثير من المميزين لمجرد أنه قيلت لهم كلمات سلبية تصفهم وصدقوها، ثم تراجعوا بعدما كانوا على بعد شعرة من اكتشاف أنفسهم والنهوض بها، لا أحد سواك يخبرك من أنت وما يصلح لك.
هناك اتصال وثيق بين زيادة ثقتك بنفسك وبين قلة العصبية في المواقف الاجتماعية، كلما كنت واثقاً من نفسك قلّت رغبتك بالصراخ، أو الاتهام، أو العصبية، بحيث تدير الموقف بعقلك، لأنك تعرف من أنت، وماهي قيمتك.
إن قوة رضاك عن نفسك تمنعك عن التهور، ومن زاد نقصه علا صوته.
استعمل عقلك، فما يصلح لغيرك ليس بالضرورة أن يصلح لك، وليس كل قرار متصل بحياتك تتخذه تحتاج فيه أن تستأذن أحداً أو تبرر لأحد، اصنع حياتك، ولا تنتظر أحداً أن يلتفت لك.
اضافةتعليق
التعليقات