كان من الوجوه البارزة والثقاة ومشهور بثباته واستقامته في طريق الولاية وحبه لأمير الغدير، ومن المقربین والفدائيين لأمیر المومنین (سلام الله علیه).
کان یحب المولی کثیرا ویرافق أمیر المومنین (سلام الله علیه) في غزوات کثیرة، کان محاربا وقائدا في الحروب وراویا للحدیث.
من أهم الروایات التي رواها أصبغ بن نباتة هي (معاهدة مالك الأشتر) وأبرزها هي خطبة الغدیر العظیمة.
کانوا یسمونه مطیعا تاماً لأمیر المومنین (سلام الله علیه) في کل الأمور.
منقول أنه في یوم من الأیام قال لأمیر المومنین (سلام الله علیه): یا مولاي سیفي علی رقبتي ومستعد للحرب وسیفي بیدي لأحارب به أي شخص تشیر إلیه.
في صفين حرَّض علي عليه السلام أصحابه، فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين، قدِّمني في البقيَّة من الناس، فإنَّك لا تفقد لي اليوم صبراً ولا نصراً، أما أهل الشام فقد أصبنا منهم، وأما نحن ففينا بعض البقية، أيذن لي فأتقدَّم؟
فقال الإمام علي: (تقدَّمْ بِاسم اللهِ والبَرَكة).
فتقدَّم وأخذ رايته، فمضى وهو يقول:
حتى متى تَرجو البقايا أصب إن الرجـاء بالقنوط يُدمَ
أما تـرى أحداث دهـر تنب فادبُغْ هواك والأديمُ يُدبَ
والرفـق فيما قد تريـد أبل ** اليوم شـغل وغداً لا تفر
فرجع الأصبغ وقد خضَبَ سيفه ورمحه دماً، وكان شيخاً ناسكاً عابداً، وكان إذا لقي القوم بعضهم بعضاً يغمد سيفه، وكان من ذخائر علي ممَّن قد بايعه على الموت وكان من فرسان أهل العراق، فمن هذا القول یتبین أنه کان مطیعا لأوامر مولاه علیه السلام.
ولما اصيب أمیر المومنین (سلام الله علیه) بضربة الملعون ابن ملجم وکان طريح الفراش، قال الامام الحسن للناس: اترکوا دار أمیر المومنین وارجعوا لبیوتكم... بعد دقائق سمعوا صوتا خلف الباب، جاء الامام الحسن (سلام الله علیه) ورأى أصبغ بن نباته جالسا خلف الباب وهو یبكي بكاءا شدیدا.. سألوه: (ألم أقُل لكم إنصرفوا) قال أصبغ بن نباتة: یا مولاي (ماتتابعني نفسي ولا تحملني رجلي فإن عزمت علی الرحیل فلا یطیق قلبي علی ذلك ولا یطیع رجلي علی ذلك).
أصبغ بن نباتة هو من کبار الغديریین، له كتاب: مقتل الحسين، عمَّر بعد علي بن أبي طالب (عليه السلام) طويلاً، توفي بعد المِائة، أي: في القرن الثاني والتحق بمولاه وفاز فوزا عظيماً.
اضافةتعليق
التعليقات