عشقت الفن منذ صغرها فأصبح ملاذها الوحيد في عزلتها عن العالم, لتعيش في عالمها الخاص بين رائحة الألوان والدهان, فانطلقت ببوادر ابداعها إذ لم تكتفِ بالرسم على القماش والورق لتحط فرشاتها الرحال على جدران الطفولة فرسمت عليها أجنحة ملونة كأزهار الربيع, لتحلق في سماء البراءة, وتجعل من الجدار الأصم ينطق حبا للحياة.
كانت لنا هذه الوقفة مع الفنانة التشكيلية آلاء الغزالي لتسرد لنا تجربتها مع الفن ورسمها على جدران المدارس.
متابعة دؤوبة
في المرحلة الأولى من دراستها, كانت آلاء تتابع معلمة الفنية بدقة حينما ترسم على السبورة, ومنذ ذلك الحين وأصبح الفن هاجسها الوحيد, إذ عزمت على التفوق في دراستها لتدخل كلية الفنون, كما شاركت في العديد من النشاطات المدرسية آنذاك.
نجاح باهر
انطلقت الغزالي في رحلتها الفنية وقد آزرها في مسيرتها مجموعة من الأساتذة فكان لهم الفضل الكبير بالوصول إلى ما هي عليه الآن.
شاركت في الكثير من المعارض والدورات التثقيفية, وأيضا الدولية منها امريكا, هذا وقد اعتمد المعهد الثقافي الفرنسي بعض من لوحاتها, فضلا عن مشاركتها فيه لثلاث سنوات على التوالي.
كما ساهمت بنشاطات تطوعية بالرسم على جدران المدارس في عدة محافظات منها بغداد, والنجف, ومدينة كربلاء, حصدت من خلالها شهادات تقديرية وتكريم.
ومن خلال رحلتها الفنية نالت الغزالي على شهادة مناصفة عن أفضل ديكور لمسرحية (الرحلة) في مهرجان مسرح التربية للمدارس الثانوية على عموم العراق لتحقق بذلك نجاحا باهرا يضاف إلى سلسلة نجاحاتها المتواصلة.
تجربة مميزة
وعن تجربتها في الرسم على جدران المدارس قالت: كانت من التجارب المميزة التي خضتها, ولشغفي بالرسم ومشاركة التلاميذ هذا الشغف والارتقاء بمادة التربية الفنية التي مع الأسف أصبحت اسقاط فرض عند بعض المدارس وليس الكل, سعيت بنشاط واسع في الرسم على جداريات المدارس لنشر الذائقة الجمالية وتنمية مواهب الأطفال وحثهم عليها.
كما أن الفن بجميع مستوياته الثقافية والفنية يعتبر رسالة انسانية وتربوية, وخير وسيلة لترجمتها هو الرسم على الجدران لزرع الثقة وحب التواصل والطموح من خلال مبدأ العمل الجماعي للأطفال, وإطلاق العنان في مخيلتهم الصغيرة وفحواها الكبير.
وبينت آلاء أنها اختارت الكثير من الشعارات ذات الأهداف التربوية منها الحث على العلم والنزاهة والتربية في خطها على جدران الصفوف وأسوار المدارس الخارجية.
وعن أول مدرسة خطت ريشتها جدرانها قالت: بدايتي كانت في كربلاء المقدسة, في مدرسة الخليل للبنين وفاطمة الصغرى والعزة, وإحدى رياض الأطفال في ناحية الحسينية, وفي مدينة بغداد مدرسة الأمة العربية, وقطاع الدورة, والكرخ الثانية, وفي مدينة النجف روضة الياسري.
رؤية فنية
وعن رؤيتها للفن قالت: إن الفن في حالة ازدهار, فهو رسالة ولغة مفهومة بين أوساط مختلفة, وخاصة الفنان العراقي, فقد أجاد بنقل الرسالة بألوان صادقة ومعبرة عما يدور بين حياة الانسان العراقي, إذ نقل أوجاعهم من خلال التواصل الخارجي بإقامة المعارض خارج وداخل العراق, فقد أثبت بأن الفن لغة سلام, وحب, وتقارب بين الانسانية.
دعم واسناد
وعن دعمها لها في مجال هوايتها أكدت: إن الفضل يعود إلى والداي ثم زوجي بالوقوف معي, وحثي على الرسم وتنمية موهبتي لجعلها تبصر النور في ساحة الفن, وأنا أعمل الآن على مشروع معرضي الشخصي الأول.
كلمة اخيرة مع أمنية
وفي الختام قالت: أحلامنا كثيرة ومهما كانت عسيرة لابد لنا أن نعانق الأمل, ليكون الغد أجمل, وإننا سننال ما تهفو له طموحاتنا, فلا بد أن تطأ أحلامنا الوردية أرض الواقع بعدما كانت تسبح في فضاء الخيال, علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي, ونصنع من المستحيل ممكنا.
أمنيتي هي ازدهار الثقافة أكثر في مجتمع واع يقدر الفن وخاصة الرسم, وأن أحظى بفرصة أشارك بها في معارض عالمية أمثل بها بلدي العراق الحبيب.
اضافةتعليق
التعليقات