من قال بأن الوقت ثابت!، من هو العالم الذي اكتشف بأن الساعة دائما تساوي ستين ثانية؟
لا، الأمر ليس كذلك يا سادة، لقد ضحكوا على عقولنا الفيزيائية بهذا التحليل العلمي، فالوقت ليس ثابتا، وسأثبت لكم ذلك..
الوقت الذي تقضيه وأنت في عملك الروتيني الممل كيف يكون يا ترى؟ أو كم يستغرق الوقت الذي تنتظر خلاله السيارة التي ستقلك إلى مكان عملك؟
ماذا عن الوقت الذي تحتاجه كي تشحن به بطارية جوالك المحمول؟، فلنقل مثلا نصف ساعة، ونغير السؤال هذه المرة، هذه النصف ساعة التي انتظرت بها السيارة أو انتظرت جوالك كي يشحن لو أنت جالس بها مع شخص تحبه جدا على شاطئ البحر كم كانت ستقضي عندك؟؟
نصف ساعة؟!، أعلم جيدا بأنها ستمر وكأنها ثواني تخطفك من نفسك دون أن تشعر بأن هنالك شيئا يدعى وقت!.
وتلك النصف الساعة التي قضيتها في انتظار السيارة ستمر وكأنها ساعات طويلة من الملل والتعب!.
بربكم أجيبوني الآن، هل النصف ساعة هذه تساوي النصف ساعة تلك؟، ألم أكن محقة عندما قلت بأن الزمن ليس ثابتا يا سادة؟
بعض الأشياء التي تعلمناها في المدرسة تعيد الحياة تعليمنا إياها ولكن بطريقة واقعية أكثر وحقيقية، تلك القوانين والنظريات والبراهين المعقدة ترسخها الحياة في وجدانك وتعلمك إياها بالمواقف والاختبارات تحت اشراف المدير، ولا أحتاج أن أذكر بأني قصدت بالمدير الله جل وعلا.
في الحقيقة نحن من نصنع للزمن قيمته، كلما فعلنا شيئا نحبه وجدنا الوقت يركض دون أن نلحق به، وكلما فعلنا شيئا مملا وروتينيا ولا نميل إليه وجدنا الوقت كالسلحفاة لا يشأ أن يحرك قوقعته مترا واحدا، أو بالأحرى دقيقة واحدة.
أوليس (لكل قاعدة شواذ) بحسب العلم الذي درسوه لنا في المدرسة؟ أريد أن أزيدكم من الشعر بيتا هنالك زمن شاذ لا يحسب أساسا من عمر الانسان، وكأنه لم يمض من دفتر عمره.. إنه الوقت الذي يمضيه المرء في حرم شهيد كربلاء، الإمام الحسين (عليه السلام)، أسمعتم يا علماء الفيزياء!، لا يحسب من عمره، هكذا الله يصنع للقاعدة شواذ.
فالأفضل أن يستغل الانسان وقته بأفعال تنفعه في الدنيا والآخرة، وبالأخص أوقات الفراغ التي تذهب هباءً منثورا دون الشعور بالمسؤولية بأن كل دقيقة تمر عليه ينفذ تدريجيا من العمر الذي وهبه الله له.
وكم من مواهب اندثرت لأنها لم تنل الوقت الكافي للصقل والتدريب؟ هنالك الكثير من المراكز والأندية التي تهتم بالأمور الرياضية والترفيهية وحتى الثقافية.
وبالأخص الأشخاص الذين يحبون كسب المعرفة أو تعلم لغة جديدة أو حرفة معينة ويبدؤون بها في المنزل ولا يمر عليهم يوم أو يومين ويتركونها، هؤلاء بالذات يملكون حب التعلم ولكنهم يفتقدون إلى الاشراف ومزاج التعلم الجماعي.
هذه الفئة تنفعهم الدورات الثابتة، لأنهم سيتحددون بالزمان والمكان ويتعرفون على زملاء جدد وهكذا سيلتزمون بالتعليم ويستمرون بها.
كما أن الكتب التي تأخذ القليل من الوقت تعطي الكثير من الثقافة والعلم النافع، وربما هنالك الكثير ممن لا يحبون القراءة أقول لهم لا بأس، هنالك فيديوهات ومحاضرات يعج بها موقع اليوتيوب يمكنكم الاستماع اليها بدل القراءة التي تكرهونها.
هنالك ألف طريقة وطريقة لكسب المعرفة واستغلال الوقت بالطريقة الصحيحة، إذن استغلوا أوقاتكم بطريقة نافعة كي تشعروا بقيمتها ولا تندموا على العمر الذي سيفنى في الفراغ..
اضافةتعليق
التعليقات