سعيا لبث روح الإيجابية وزيادة الوعي الثقافي في التعامل مع الأحداث في المجتمع، أقام نادي أصدقاء الكتاب جلسته الشهرية في مقر جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية في كربلاء النسوية.
حيثُ كان الكتاب المختار ذا طابع مختلف وتنموي بطرحه يحمل عنوان (فن اللامبالاة) لعيش حياة تخالف الواقع للكاتب "مارك مانسون" يتحدث فيه الكاتب عن ما يسمى صدمة تشعر بها بعد قراءتك للكتاب ..
الكتاب يتحدث عن أن الانسان لا يجب بالضرورة أن يكون إيجابياً وإنه هذا هو الفخ الذي أوهمونا به طوال الوقت وأن المفتاح إلى بشر أكثر قوة وسعادة كامن في التعامل مع الشدائد تعاملاً أفضل ..
يقول مانسون: فلنكن صادقين، الشيء السيء سيء وعلينا أن نتعايش مع هذا ولا نتهرب من الحقائق ولا نغلّفها بالسكّر، بل نقولها كما هي، فجرعة من الحقيقة الفجّة الصادقة المنعشة هي ما ينقصنا اليوم.
ويتناول الكتاب في فصوله عن كيفية تغلب الإنسان على عقبات حياته بطريقة منطقية بعيداً عن التهرب والخوف منها حيث جاء فيه:
١- لا تحاول :
كثيرًا ما يأتي النجاح والتطور الذاتي مترافقين معًا، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه شيء واحد، وهنا أشار بالأمر القاطع وبقوة التعبير أن جميع الأحلام التي نحلمها والنصائح التي نتزود بها ترتكز دوماً على ما نفتقر إليه، مثل أن نتعلم أفضل الطرق لكسب المال وهذا لقناعتك بقلة راتبك، ووقوفك أمام المرآة والتكرير الدائم لجملة أنا شخص جميل ما هو إلا لأن في قناعتك ليس كذلك.
ومن ثم ينصح الكاتب بأن علينا أن نتوقف عن التفكير السيء، يجب أن نتقبل أحساسنا السيء لكل شيء، وكأن أحداً رشَّ علينا مسحوق اللامبالاة السحري، يجب أن نوقف “الحلقة الجحيمية التي تكرر نفسها“ أن نوقف أنفسنا بأن نشعر بهذا السوء.
أي بشكل أكثر بساطة: لا تحاول
٢- السعادة مشكلة
يتوصل في النهاية أن الحياة نفسها نوع من أنواع المعاناة، يعاني منها الأثرياء بسبب ثرائهم، يعاني منها الفقراء بسبب فقرهم، يعاني منها من ليس لديهم أسرة بسبب عدم وجود أسرة، ويعاني منها من لديهم أسرة لأن لديهم أسرة، ليس معنى هذا أن أنواع المعاناة جميعها متساوية كلها، بالتأكيد هناك معاناة أشد ألماً من معاناة أخرى، ولكن بالرغم من ذلك لنا جميعاً من المعاناة.
نحن مركبون هكذا، مركبون بحيث لا نكون راضيين مهما حققنا، ولكن إن الغياب الدائم للرضا هو ما جعل جنسنا البشري يقاوم وينجح في البقاء، فألمنا ليس عيباً، بل تطور للجنس البشري وسمة من سماته الأصيلة، فالألم هو من يعلمنا الأشياء التي يجب أن ننتبه إليها عندما نكون صغاراً أو طائشين، يساعدنا في رؤية ما هو الجيد لنا وما هو العكس، يساعدنا من فهم حدودنا وعدم تجاوزها، بالنهاية تأتي السعادة من حل المشكلات، ونتخلص من مشكلة بـ ورود مشكلة أخرى جديدة ..
لن تشعر بالسعادة من دون أي سبب، حل المشكلة هو ما يخلق السعادة.
٣ - لست شخصًا خاصًا مميزًا :
ما يسمى التقدير العالي للذات، أن يكون للمرء أفكار ومشاعر إيجابية تجاه نفسه، وقد أشارت الأبحاث أن الأشخاص الذين يقيمون أنفسهم تقييماً عالياً يكونوا أصحاب أداء أفضل ويسببون نسبة أقل من المشاكل في المجتمع، لذا أصبح تقدير الذات في عقد السبعينات موضوعاً يتناوله الأهل ويشد عليه المعالجون النفسيون والمدرسون، ليصبح بعدها جزءاً من السياسة التعليمية أيضًا، على كل حال عنوان هذه الفقرة ليس مخصصاَ فقط للأشخاص النرجسيين، بل للذين أيضًا يرون العالم من فوقهم وهم في قعر الدنيا، الذين يرون أن على الناس أيضاً معاملتهم معاملة خاصة لبؤسهم وسوء حظهم وفشلهم.
٤- قيمة المعاناة:
إذا كنت تجد نفسك تعيساً في وضعك الراهن، فمن المحتمل كثيراً أن يكون ذلك الاحساس ناجماً جزءاً منه على الأقل من أمر خارج عن إرادتك، هنالك مشكلة ليست لديك قدرة على حلها مشكلة فرضت عليك فرضاً من غير إختيار من جانبك ..
أما عندما نحس أننا إخترنا مشكلاتنا فأننا نشعر بالتمكن منها وكأننا شُحنا بطاقة جديد .
عندما نحس أن مشكلاتنا مفروضة علينا ضد إرادتنا نرى أنفسنا تعساء ونرى أنفسنا ضحايا.
إذا ما الحل؟
بالتأكيد الحياة مليئة بالأشياء التي تجعلنا تعساء ولكن من يهمه الأمر بما يخص سعادتنا؟ نحن المسؤولين عن ذلك، نحن من يجب عليه السعي لسعادتنا، بالمقابل ليس كل شيء من صنع الحياة، بل بعضها من صنع أيدينا، لسنا دوماً الطرف البريء، علينا أن نعلم أن جزء من مأساتنا نحن سببها بشكل أو بآخر.
أنا لم أختر هذه الحياة ولم أختر هذه الحالة المخيفة حقاً لكن علي أن أختار كيف أتعايش معها، نعم علي أن أختار كيف أتعايش معها ..
٥- أنت مخطئ بكل شيء (وأنا أيضًا):
لقد كنُت مخطئًا في كل خطوة من خطوات طريقي، كُنت مخطئاً في كل شيء طيلة حياتي، كُنت مخطئاً في ما يتعلق بنفسي وبالآخرين وبالمجتمع وبالثقافة وبالكون وكل شيء ..
ولكن هكذا يكبر الأولاد وهكذا يخلق الوعي فنحن لا ننتقل من الخطأ إلى الصواب عندما نتعلم شيئًا جديدًا لأننا ننتقل من خطأ إلى خطأ أقل بمقدار طفيف ..
٦-الفشل طريق التقدم :
إذا كان شخص ما أفضل منك في أمر ما فمن المحتمل كثيراً أنه فشل فيه أكثر مما فشلت أنت وإذا كان شخص ما أسوأ منك فمن المحتمل أن السبب في ذلك كامن في آلام عملية التعلم الطويلة التي مررت بها ..
هذا ما أوضحه الكاتب والذي أعطى مثالاً عن الطفل الصغير عندما يتعلم المشي كم سيقع ليفلح في النهاية؟
بالتالي عليك التذكر جيداً وأن تقتنع جيدًا لا يمكن أن تكون ناجحًا في الأشياء التي لا تريد الفشل بها فعندما تتجنب الفشل فأنت تتجنب النجاح أصلاً، بكل الأحوال مقياس الفشل يُمكَّنك التحكم به وتحديده إنه أمر هام بالطبع بربط الفشل بشيء ما لا تخشاه عندها يمكنك التقدم تتناسى الفشل وتمضي بطريقك.
٧-أهمية قول لا:
يجب عليك أن ترفض شيئًا ما لكي تغدو بمعنى، فإذا لم تصادف شيئًا أفضل من شيء آخر أو مرغوبًا بالنسبة لك أكثر من الآخر فأنت إنسان فارغ تعيش حياة بلا معنى، تعيش حياة من غير قيم ومن غير غاية.
أما الرغبة في تجنب الرفض مهما تكن التكلفة أو رغبتك في تجنب المواجهات أو رغبتك أن يكون كل شيء منسجماً ومنسقاً فهو شكل من أشكال الشعور الزائد بالاستحقاق يهتم صاحبه بأن يكون ممتازًا طيلة الوقت لا يشعر بأي سوء ولا يريد لأحد أن يشعره بسوء بالتالي يعيشون حياة تسوقها المتعة والاستغراق في الذات يتجنبون الفشل وأي نوع من أنواع المعاناة ..
٨- وما بعد ذلك تموت:
الموت يخيفنا ولأنه يخيفنا نتجنب التفكير به حتى لو أصاب شخصاً قريباً لنا ولكن الأمر في النهاية لولا وجود الموت لبدا لنا كل شيء معدوم الأهمية ولصارت القيم والمقاييس كلها صفرًا.
العبرة أن حياتنا ليست محض صدفة قد خُلقنا لغاية ما، بالطبع بإمكانك كتابة “قصة خلودك” فهو ليس الشباب الدائم بل الذكرى الحية الدائمة التي لا تمحى بمحوك أبدًا.
وجدير بالذكر أن نادي اصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات