طموحة هي المرأة.. ولاحد لها للتوقف، فالتوقف بالنسبة لها يعني الموت، لكنها تتمادى في بعض الأحيان في طموحاتها وامانيها لتصل بها لمرحلة تؤثر على حياتها الزوجية... معتبرة تحقيق احلامها التي لم تتمكن من الوصول اليها او تحقيقها في بيت أهلها بمثابة امر واجب على الزوج تحقيقه وتلبيته لها، فلا يحق له ان يناقش ويبدي رأيه في هذا الامر ولو ابدى معارضته فإنها تعتبر ذلك كعائق لأحلامها وطموحاتها.. لذا ترغب منه دائما ان يمد يد العون بدون نقاش او جدال او أي ردة فعل بل عليه ان يعتبر ذلك واجبا يؤديه اتجاهها.
في بادئ الامر نقول لك سيدتي عند انتقالك الى عش الزوجية فان احلامك التي قد يكون اهلك انفسهم لم يسمحوا لك بتحقيقها اما لكونها خيالية في بعض جوانبها، او لكونها ليست ذات أهمية، أو ان ظروفهم الاجتماعية لا تسمح بتحقيقها لك او قد تكون تلك الطموحات والاماني مكلفة بشكل لا تستطيع العائلة تحمل نفقاتها، فتركتيها معلقة طامحة بان يأتي الزوج ليحققها لك، معتبرة ذلك من ضمن واجباته... لكن في الحقيقة ان زوجك غير مسؤول عن تحقيقها لك، فهو غير مجبر بان يقدم لك امنياتك الشخصية مالم يعدك بذلك قبل الزواج.
فهو ملزم اتجاهك بالنفقة والسكن.. لا ان يكون لك المارد الذي يخرج من المصباح لتطلبي منه ان يحقق امنياتك التي ابسطها قد يكون فتح مكتب، اوتكوين شركة، او السفر الى مختلف البلدان الاوربية البعيدة، وركوب السيارات الحديثة، وشراء منزل في ارقى الاحياء او تغيير اثاث المنزل كل سنة ومواكبة صيحات الموضة ولبس افخر الثياب، او دراسة خارج القطر..وغيرها من الأمثلة كثير، فكل هذا وذاك يعتبر عبئا إضافيا على الزوج ليس من واجبه ان يقدمه لك بمجرد انه امر ترغبين به وعليه تنفيذه، فأمنياتك واحلامك قد تسبب له ضائقة مادية، او ربكة في الوضع الاجتماعي، او تقصير من قبلك اتجاه العائلة نفسها، وربما تتجمع كل الأسباب لتؤدي الى مشاكل وشجارات وخلافات كون ما ترغبين به غير مستساغا بالنسبة له او قد يَرفُض بعض الاحلام التي تتمنين تحقيقها فينتج بينكما تعارض للأفكار لينتهي أحيانا بالانفصال... وان لم يحصل الانفصال فسيعيش الزوجين تحت سقف واحد محاولين ان يظهرا للناس بانهما متفاهمين ومتعاونين في ما بينهما لكن في الحقيقة شحنات التنافر تملأ حياتهما وعلاقتهما، وتؤثر بشكل مباشر على الأطفال.
في بعض الأحيان هناك نسبة من الأزواج ممن يرغبون في ان يشاركوا زوجاتهم في تحقيق امنياتهم واهدافهم، والسعي يد بيد بان تصل الزوجة لما تطمح له، لكن ما يقدمه الزوج يكون شيء من باب المشاركة لا الواجب.... وفي مثل هذه الحالة يجب ان تكون الزوجة ممتنة وشاكرة لا ان تسلك اتجاه التكبر بعد اول ارتفاع لها نحو القمة، تاركة من مد يد العون لها نادما لما فعل.
قد يشترط في بعض الأحيان الاهل على المتقدم للزواج شروط يقتضي بموجبها ان يقدم الزوج ما يستطيع، ويبذل ما بوسعه لان تحقق ابنتهم طموحها وهنا يكون بمثابة الاتفاق بين الطرفين يحق للشخص الخاطب فيه الرفض او القبول، فحرية التصرف متروكة له وهو في مثل هذه الحالة ما يزال على بر الأمان.
ولكن رغم هذا وذاك وما يقدم ويفعل نقول لك سيدتي... بأن ما تتمنيه عليك ان تبدئي بتحقيقه ووضع خطواته قبل الزواج، لا ان تنتظري موعد انتقالك لعش الزوجية لتبدئي بالمطالبة بتحقيق احلامك، وان فاتتك الفرصة فأغتنميها لبناتك، علميهم وسانديهم لكي يحققوا احلامهم او على الأقل ان يبدئوا بزرع بذورها قبل ان يرتبطوا بشريك حياتهم... واضعة في ذهنك الحكمة المعروفة التي قالها بوتراند راسل "علموا بناتكم تحقيق احلامهن قبل الزواج فالرجل ليس مصباح علاء الدين".
اضافةتعليق
التعليقات