بين الحب والحرب، بين الأفراح والأحزان التي خيمت على الشعب العربي وبالأخص العراقي في الفترة التي مضت، بين دخول داعش وانتصارات الجيش العراقي وولادة الحشد الشعبي، بين موت أطفال اليمن وضحايا سبايكر وفاجعة الكرادة، وبين صوت هلاهل الأمهات عند عودة أبنائهم الشهداء محاطين بعلم الوطن والعقيدة شهدت بشرى حياة في تلك الفترة أسوء الظروف وأفضلها، وحاولت بكل ما أوتيت من مهنية وصدق أن تشارك متابعيها كل الأحداث والوقائع التي حصلت خلال الثلاث سنوات الماضية..
لأن الكاتب يبقى نبضا للشارع الحي، ومواطن بسيط يحاول من خلال كلماته أن يشارك الناس مشاعره، سواء بين دمعة وضحكة، أو بين مقال سياسي وساخر، أو قصة وخبر... فإن كل ما كنتم تقرؤونه ليس إلا حروف تخرج من قلبه قبل قلمه، فكل خبر عن شهيد كان يمتزج بألف دمعة صادقة، وكل خبر انتصار كان يتلون بالفرح والحب.
ولا يخفي الموقع على متابعيه الكرام الصعوبات والتحديات التي واجهها حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن، وإنه بإذن الله باق على هذا المسير ببركة الله والقائمين على الإدارة، فالهدف الذي يسعى إليه الموقع هو هدف عالمي في تطوير العائلة وبالأخص المرأة التي تعد الركيزة الأساسية في بناء المجتمع.
ولأن المرأة تعد بمثابة القلب النابض بالمجتمع إذن من المهم أن تؤدي وظيفتها على أكمل وجه، لأن خلل واحد بسيط سيؤثر سلباً على هيكلية المجتمع، وبالتالي هذا الخلل سيشكل خطراً على حياة الأمة ويؤدي بحياتها نحو الهلاك، لكون المرأة هي نصف المجتمع والمسؤولة عن تربية النصف الآخر، وهذا ما حاولت ولازالت بشرى حياة تحاول زرعه في نفوس النساء عبر مجلتها الالكترونية، وإيقاظ حس المسؤولية عند الشريحة النسوية في تبيان أهمية موقعها داخل المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي.
ولما تتركه المرأة من تأثير عميق في نفوس الناس وجدنا الغرب واضعاً جلّ تركيزه على استغلال المرأة بصورة سلبية في الدعايات والاعلانات التجارية، ولكن لو أخذنا هذا التأثير بصورته الايجابية لطورنا الكثير من القدرات التي ستساهم في ارتقاء المجتمع، وكلما طورت المرأة نفسها أكثر كلما كان تأثيرها أقوى.
والمرأة كذلك عندما تستوعب أهمية الدور الذي تلعبه في هذا المشروع، حينها ستتدارك مسؤوليتها وستسعى جاهدة في العمل على نفسها وتصريف جل طاقاتها في بناء شخصية متكاملة وستتغاضى عن الاهتمام المبالغ بمظهرها الخارجي لتصل بذلك إلى الرضا، ويكون همها الوحيد هو العمل على نجاح هذا المشروع المبارك.
ومن أبرزها تطوير المهارات الشخصية وبناء الذات الإسلامية الصحيحة بكامل أبعادها، ولن يتم ذلك إلاّ من خلال العمل المتواصل في خلق شخصية نسوية مميزة في الخط الإسلامي، ويتم ذلك عن طريق اكتساب مهارات معينة والسعي في تطويرها، مثلاً من لها ملكة الكتابة من الواجب عليها تطوير هذه الموهبة والسعي في توظيف هذه القدرة العظيمة في خدمة الإسلام، كإيصال الصوت الإسلامي والشخصيات العظيمة من خلال القصص والروايات ليتعرف العالم على تفاصيل وشخصيات هذا الدين العظيم، بالإضافة إلى الصحافة ومجال الأفلام والتصوير والنحت والرسم وكافة الهوايات المعروفة، وقد فتحت بشرى حياة بابها الواسع في تطوير المواهب النسوية عن طريق "جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية" التي اختصت في تدريب وتطوير هذه الشريحة المجتمعية المهمة في العالم.
والتوسع أكثر في دائرة الجدية، نستطيع أن نجزم بأن وجود المرأة كتفاً بكتف الرجل هو أمر ضروري جداً ولابد منه، إذ إن الساحة السياسية والعلمية والتربوية..الخ تفتقد إلى العناصر النسوية القوية، وهذا يعد نقطة ضعف كبيرة على النساء المهدويات المنتظرات، لكون ٥٠ شخص من أصل ٣١٣ هنَّ نساء، فكيف من الممكن أن لا تكون المنتظرة الحقيقية والمؤهلة للقيادة في حكومة الإمام المهدي حاملة لهذه القدرات!.
وهكذا كانت الفُضليات من النساء السابقات في هذه الأمة كالسيدة الزهراء (سلام الله عليها)، وابنتها السيدة زينب (عليها السلام)، فقد كان لهما دوراً سياسياً واعلامياً واجتماعياً كبيراً جداً، وشهد لهنّ التاريخ التحليلات العميقة والاستنتاجات الفذة التي كنَّ يتوصلنّ اليها، إضافة إلى إعطاء المحاضرات والسعي الدائم في نشر العلم.
فقد ناهضت السيدة زينب (سلام الله عليها) بأعباء الحركة السياسية الإصلاحية الكبرى، وكانت من المحدثات الرائعات اللاتي يمتلكن أسلوباً وعقلاً سياسياً فذاً، وقد شهدت الميادين لهن بذلك، لتبقى السيدة (سلام الله عليها) على أثره أعظم نموذج للمرأة المسلمة في أروقة التاريخ.
فإن نساء اليوم لا يُقصرن عن مثل ذلك، وخصوصاً لو كانت السيدة الزهراء والسيدة زينب (عليهما السلام) هما القدوة النسوية في محورهنَّ الحياتي، ولكن انعدام الوعي وتحيّز الشعور بالمسؤولية تجاه الإسلام والأمة، وتراجع الروح الرسالية إضافة إلى الحواجز النفسية التي صنعتها الثقافة الجاهلية، جميعها كانت عوامل مساعدة في خلق هذا البرود الفكري الذي شجع النساء على البقاء بعيداً عن الخوض في الساحات الثقافية والعلمية وحتى السياسية منها والاقتصادية، لتُصد المرأة عن تفعيل دورها الرسالي في المجتمع.
وفي الختام تتمنى بشرى حياة وهي تطفئ شمعتها الثالثة لنساء العالم أجمع أن يعملنّ بكل ما أوتين من قوة في توسعة الدوائر الثقافية والعلمية في المجتمع والتركيز على الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في الساحة الإسلامية، ابتداءً من محيط البيت وصولاً إلى العالمية..
اضافةتعليق
التعليقات