من المقدسات التي تملك الكثير من الحقوق الغير مسجلة في منظمات الحقوق، وليستْ هناك عقوبات قانونية على انتهاكها أو ظهورها بشكل مفاجئ للانسان فتخبطه بدون مساجلة أو غرامة مالية، وحتى عندما يتعمد الفرد وجودها وتنميتها فلا يحق لأحد أن يعارضه.. ذلك الشعور هو الحب.
هذا الشعور الذي لا ضريبة عليه من الممكن والضروري أن نستثمره في شتى المجالات ولو إطلعنا على محاور عدة نجد زاوية الحب هي قمة الهرم لأي أمر والحل الأمثل لكثير من المشاكل التي لا زالت تنخر أيامنا الزائلة، وزعامة هذا الشعور والمؤيد له هو الدين حينما أختصر الامام الصادق عليه السلام تعريفه قائلا: وهل الدين إلا الحب! بغض النظر طبعا عمن يمثلون الدين ولا يطبقونه فإولئك لم يفهموا ماهيته.
نعود لمحور حديثنا ألا وهو الحب ونطرح أمرا أمرني الحب به لنحل معا تلك العقدة التي تتشكل بين التشابه والإختلاف، فهل الانجذاب بالحب نحو المختلف أو المتشابه؟.
في تراث العرب نجد بيتا من الشعر تحول الى مثل سائغ بين أفراد المجتمع ألا وهو (شبيه الشيء منجذب اليه)، وعندما حاولت أن أبحث في ذلك وحقيقته وجدتُ أمورا من الجيد أن أعرضها على القارئ ليجد بنفسه الحل لتلك الاجابة، منها (الوحدة في التنوع) شعار جنوب أفريقيا بعد أن أنهت نظام الفصل العنصري ونجحت جنوب أفريقيا؛ لأنها استطاعتْ استيعاب الاختلاف فحولته الى عنصر ثراء بعد أن كانت مشكلة مؤرقة لأكثر من قرن، ولو أردنا أن نصل الى حقيقة تغنينا (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ﴿الحجرات ١٣﴾.
فالتنوع في جعل شعوب وقبائل لغرض التعارف وهذا دليل واضح لتقبل الاختلافات حيث في الخلق هناك تنوع وإختلاف، يبقى كيف ممكن أن أتقبل الاختلاف؟.
لازلنا نرى الاختلاف بالعين الضيقة ولم يقتصر على الاختلاف الديني أو المذهبي أو العرقي وامتد الى القبلي داخل المنطقة الواحدة، وداخل المذهب الواحد بل وحتى داخل الاسرة الواحدة والتي تشكل نواة المجتمع والتي تنبثق منها الاجيال، نعود الى سؤالنا كيف أتقبل ذلك الاختلاف. من الضروري أن نفهم أمرا، في كل فرد منا نقص في أمر معين ولا يوجد شيء إسمه تكامل في جانب معين فلا وجود لشخص متكامل ولا مجتمع ولا قبيلة، في الوقت الذي نفهم هذه القاعدة التي تشعر الانسان دائما بوجود نقص معين يجب أن يبحث عن طريقة لترميمه سينظر للمقابل بنفس هذه النظرة ويتقبل أنه مختلف عنه وهذا الاختلاف هو النقطة التي قد تكمله.
وشعور الحب للجميع من باب حديث الامام علي عليه السلام: إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.
فقاعدة الانسانية التي قوامها الحب هي الاساس لنتقبل بعضنا بعضا ونكمل مسير الحب لنتخلص من عبئ الكراهية والاقتتال الداخلي والخلافات الشخصية فإناء الحب فضاء يمكن أن يتسع ويفيض أيضا ليشمل القاصي والداني لنحقق المبدأ المفقود ألا وهو التعايش.
اضافةتعليق
التعليقات