لا أحد ينعم بسعادة مطلقة على الدوام فهنالك في بعض الأحيان عوائق تمنعنا ان نسعد او نتمتع بحياتنا، لكن من المفيد أن نعيش حياتنا لحظة بلحظة ونستمتع بها، وأن لا ننظر يوماً إلى الوراء ونتمنى لو أننا قمنا بالأمور بطريقة مختلفة، علينا أن نطوي صفحة الماضي ونمضي قدماً في حياتنا.
قال أحدهم «ابحث عن أسباب سعادتك في غرفتك، فإن لم تجدها ففي الغرفة المجاورة داخل دارك، فإن لم تجدها ففي بيت قريبك، فإن لم تجدها فلدى جيرانك، وهكذا عند الأقرب فالأقرب، فإن السعادة أقرب ما تكون إليك، وانت تظن أنها أبعد ما تكون عنك».
حول هذا الموضوع قام موقع بشرى حياة باستطلاع رأي طرح فيه السؤال التالي: ماهي العوائق التي تمنعنا من التمتع بالحياة؟!
حيث أجابت الكاتبة اسراء الفتلاوي: الاهتمام بما لا يستحق مثل كلام الناس والعيش على اوتار حزن الماضي وتذكر الخطأ وكثير من الأمور الغير مجدية بالنفع نجعلها في غير مكانها الصحيح لتصبح عائقاً بيننا وبين سعادتنا ونحن نصدق بذلك فيتهيئ لنا اننا لا يمككنا العيش دون حزن او اننا غير محظوظين كون اقراننا يتمتعون بها بسبب الفكر الخاطئ وعدم فهم انفسنا بشكل صحيح واضاعة الوقت على توافه لا تستحق منا كل هذا العناء.
أما رقية علي أبدت رأيها قائلة: بالنسبة للمرأة سبب عدم تمتعها بالحياة التمسك بالمعتقدات الدينية الخاطئة والتعصب والتقاليد البالية التي أثرت بشكل او بآخر على تمتع المرأة خاصة بالحياة وإضافة ان هنالك عوائق أخرى تتمثل بالحسد والحقد حيث ان الإنسان الحقود لا يمكنه أن يرى مباهج الحياة والحسود لا يمكنه ان يتمتع بالنعم الكثيرة التي أنعم الله عليه.
وأجابت الكاتبة ولاء عطشان: الله سبحانه وتعالى خلق الحياة وملأها جمالاً وجعلها يسيرة لعباده لحبه لهم، فقال لهم: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، {إن مع العسر يسرا}.
وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، وقد فطر عباده على الخير وجعل باقي المخلوقات لخدمتهم واحتياجاتهم، لكن ولجهل العباد وظلمهم لأنفسهم لم يسيروا كما أراد لهم خالقهم اللطيف الكريم، فجعلوا من حياتهم صعبة متأزمة، فأول عائق يمنع الفرد من التمتع بالحياة هو الجهل، التفكير الجاهلي والسلبي الذي جعل الفرد لا يُحسن وضع الأمور بمحلها وأدخل الصعوبات لحياته، فالجهل وحب الذات أكثر عاملين أساءا للبشرية.
واجابت مريم محمد: إن من العوائق المهمة التي تعيقنا من التمتع بحياتنا هي الاستلام للعادات السيئة التي لا يمكن التخلص منها ومن أمثلة تلك العادات؛ التشاؤم فمثلا في بعض الأحيان افكر بالسفر لكن اكون متشائمة وخائفة من حدوث مشاكل أثناء السفر ونظرا لتفكيري بصورة متشائمة تحدث الكثير من الأمور السيئة التي تمنعني من التمتع بالسفرة.
وقد أجاب الصحفي والإعلامي صباح زنگنة: هنالك عدة أسباب تمنعنا من التمتع بالحياة وهي الانشغال بصغائر الامور وتضخيمها! والانهماك في التشكيك بحسن نوايا الطيبين والانشغال بما لدى الناس من مكتسبات، والبكاء على ما مضى وقضى وترك الحاضر والمستقبل، والالتفات إلى ما يقوله الناس فيك وهو ليس ما فيك.
وقد أجاب الأستاذ صباح الحايد:عوائق كيثرة منها عشائري ومنها امني ومنها فهم خاطئ للدين، الحياة جميلة وقصيرة علينا التمتع بها بحدود معقولة لاتتعارض مع الدين ولا تؤذي الاخرين.
واجابت الإعلامية آمال المسلماوي: إن هناك أسباب كثيرة تعيق التمتع بالحياة منها تخلف الأهل والعقد التي يعانون منها وخوفهم غير المبرر، وانعدام الأمن والعادات والتقاليد البالية.
وقد أجاب الدكتور ازاد حسن: يعد التمتع بالحياة من أسمى الأهداف التي خلق البشرية من أجلها لكن في نسق غير عبثي لقولة تعالى: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وقوله تعالى: «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ».
فتلك إشارات من الباري للإنسان بأن يعيش حياته وفق الضوابط التي وضعتها الشرائع السماوية لكن الإنسان تملص بشكل أو بآخر من كل أو جزء من تلك الضوابط ومن العوائق التي تربك استمتاع الفرد بالحياة:
1. العمل والمال: أصبح جمع المال هو الشغل الشاغل للبعض فأصبح أحدهم كالماكنة يعمل ويعمل ويفقد لمسة الحياة.
2. انعدام التفاؤل: فالكثير يميل إلى توقع حصول أشياء سيئة ولا يميلون إلى التفاؤل بالمستقبل.
3. فقدان الحب: فقطع الأرحام وعدم التواصل مع الآخرين ومساعدتهم والأنانية في التعاملات.
4. الخوف من الموت: فالتقيد المفرط بالحركة خوفا من التعرض لحادث مميت يجعل الإنسان غير مستمتع بحياته.
5. الحسد: فالنظر إلى مايملكه الآخرون وتمني زواله هو أيضاً من عوائق التمتع بالحياة.
وقد ذهب البعض إلى بعض المعالجات التي قد تسهم في تغيير مسار حياة الأفراد من ضدية الحياة إلى التمتع بها ومن هذه المعالجات:
1. مساعدة الناس: فمساعدة الآخرين والحرص على إدخال السرور عليهم تعكس على الفرد نفسه الذي قدم يد المساعدة فلذا ذهب العديد من الافراد إلى تأسيس مؤسسات خيرية داعمة للفقراء أو تقديم تبرعات مالية.
2. تربية الحيوانات الأليفة وما تحققه من ملئ أوقات فراغ البعض أو تعطيه متعة عند رعايتها.
3. تحديد يوم في الأسبوع على الأقل للتمتع مع أفراد الأسرة أو السفر الى مكان يتمتع بها.
4. الخوض في أشياء كان في السابق يتخوف منها ويتجنبها وما تولده هذه الحالة من متعة وتحدي يحقق للفرد ذاته.
5. الابتسامة والمزاح مع الآخرين ورسم الابتسامة على وجوه الآخرين أيضاً تحقق متعة الحياة.
6. إبراز بعض الهوايات التي كانت مخفية نتيجة زحمة الحياة.
7. التواصل مع بعض الأصدقاء المخلصين وملاطفتهم واستشارتهم في بعض الأحيان.
8. السفر الى المناطق السياحية أو إلى الريف والهروب من زغم المدينة وضجيجها.
وخلاصة القول قالها امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حين قال:
«خذ القناعة في الدنيا وَأرضى بها, وَإجعل نصيبك منها راحة البدن.. وَأنظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن وَالكفن».
واخيرا تمتعوا بالحياة لأنها تستحق ذلك، انتم من تجعلون الحياة سعيدة لا هي، تمتعوا بأصغر وابسط التفاصيل، قال أحدهم: «كل شيء في هذه الحياة يمكن ان يكون مصدرا للسعادة، إذا نظرنا اليه كمصدر للسعادة».
لكي تحقق السعادة وتتمتع بالحياة ارفع عن طريقك كل عوائق الشقاء كن متفائلا كن إنسانا كن انت لكي تسعد بالنعم التي منحك الله كن شاكرا لكي تتمتع بحياتك.
قال أحدهم «اذا اردت ان تعيش سعيدا خالي البال، فكن شجاعا كالأسد، صبورا كالجمل، نشيطا كالنحلة، مبتهجا كالعصفور».
اضافةتعليق
التعليقات