من منطلق الأنا المزيفة، يريد الطموح منا أن نؤمن أننا الوحيدون المهمون، إذا كنا تشربنا معتقد الأنا المزيفة هذا، فمن الصعب جدا النظر في فكرة وجود الأرض دوننا، أو فكرة أن يكون هناك سبب لوجود الأرض في المقام الاول، إن الكلمة المفتاحية في قائمة مكونات الأنا المزيفة الثلاثة الأخيرة هذه هي الانفصال.
إذا اعتقدنا أننا منفصلون ومتميزون عن الجميع فنحن بذلك ننفذ برنامج الذات المزيفة، وتصر الأنا على الانفصال لأنها بتلك الطريقة تغوص الولاء للذات الحقيقية، عندما ندرك ونحترم حقيقة كوننا متصلين ببعضنا البعض، الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه والشمس التي نعتمد عليها والأكثر أهمية، المصدر الخفي الذي يحركنا، حينها يمكن أن تعود الأنا المزيفة الى حيزها المناسب.
إن رأي (رامانا ماهاريشي) المثير للجدل: "ليس ثمة اخرون" يثير التفكير على نحو ممتع، وبالنسبة إلى من يضع الأنا المزيفة خارج الخدمة تماما. تعيش الأنا المزيفة وتزدهر على أساس إيماننا بانفصالنا عن الاخرين، يشكل الانفصال عاملا محفزا في رحلة الطموح، كونه يجعلنا ندرب عقلية المقارنة لدينا بواسطة أفكار من قبيل: أنا أجمل، أذكى، أكثر موهبة، وهكذا.
انطلاقا من هذا الموقف الراسخ بقوة نسعى وراء اعمال من اجل إثبات تفوقنا في علاقاتنا مع الاخرين. إذا كنا واعين أنه ليس ثمة انفصال ولا اخرون، فلسنا في حاجة إلى اثبات تفوقنا.
إن الطموح هو في اغلب الأحيان رغبة قوية في التفوق من خلال الحكم على أنفسنا أننا متفوقون على الاخرين، الحقيقة هي أنهم "نحن" لكنهم يضعون قناع هم، عوضا عن أن ننتبه إلى اتحادنا، رحنا نركز على اختلافاتنا التي تقنعنا بها الأنا المزيفة.
على النقيض من ذلك، عندما يهيمن اتصالنا مع الاخرين على معتقداتنا، فلا حاجة بنا الى هزيمة أحد، الكفاح من أجل ما نعتبره حقوقنا، لا حاجة بنا أن نشنّ حربا أو نستغل أحدا، او نحاول باستمرار أن نكون شخصا نعتقد أنه الرابح. عوضا عن ذلك، فأن رؤية الاله متجليا في كل انسان يعني أنه ليس صراع، لأننا نرى أنفسنا في الاخرين. نفهم الحكمة في هذه الملاحظة كالتالي: عندما تحكم على الاخرين، فأنت لا تقوم بتعريفهم، وانما بتعريف نفسك كشخص يصدر الاحكام على الاخرين. نحن عاجزون عن إدراك فكرة العدو وبالتالي عاجزون عن المشاركة في القتل وشنّ الحرب على أي اخ لنا في الانسانية كما يحب الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين أن يقولوا: "ليس هناك شجرة تمتلك أغصانا غبية الى درجة التصارع مع بعضها البعض".
ان التنافس، القتال، الاستغلال، الحقد، الصراعات، من الاوصاف التي تنبع جميعا من الذات المزيفة التي تخلقها الأنا المزيفة، عندما نسمح لها أن تقنعنا أن علينا المحافظة على وهم انفصالنا.
اضافةتعليق
التعليقات