أصبحنا في زمن تحيط بنا البدع من كل جانب حيث اختلط الحابل بالنابل والصح بالخطأ ومن أجل تسليط الضوء عليها ومعرفة بطلانها كان كتاب المناقشة لهذا الشهر هو ابن عربي عارف أم ملحد لمؤلفه علاء فيصل في نادي أصدقاء الكتاب في مقر جمعية المودة.
منذ ولوع البدعة والمبتدعون في الدين وأئمة الضلال بداية من السقيفة وصولاً إلى يومنا هذا..
نراهم هم من فرقوا الامة وتسببوا في تشتتها الديني والاجتماعي والسياسي وفي النهاية تخلَّفها.
ومن المؤسف حقاً أن نرى أن الامة وبسبب عدم تسليم أمورها للمعصوم عرضت دينها قبل دنياها لعواصف الفتن وسلمت زمام عقيدتها وشريعتها لمن ليس أهلاً لذلك هُدم دينها كما هُدم دنياها في مابعد.
فأصحاب البدع وبعد ما فرقوا الأمة الى مذاهب فقهية لاتمت بأدنى صلة إلى المباني التشريعية المصرحة في السنة النبوية وبعد أن هدموا أسس الشريعة الصحيحة التي لابد وأن تأخذ من المعصوم (سلام الله عليه).
جاؤوا الى الابتداع في مجال العقيدة وأركان العقيدة الاسلامية، فبدأ التلاعب بعقائد المسلمين بدأ بالنبوة والإمامة ومروراً بالمعاد ووصولاً الى التوحيد، الذي كان شعار الاسلام الاساسي بقول النبي صلى الله عليه واله:" قولوا لا اله الا الله تفلحوا".
واحاديث الرسول وأهل البيت في هذا المضمار هائلة والتي تتناول موضوع البدع وتحذر الامة من الوقوع في شراك المبتدعين وتوضيح الواجب الشرعي للعلماء ازاء ذلك..
ومن أهم هذه النظريات، نظرية "وحدة الوجود بل الموجود" ومن اهم هؤلاء المنظرين هو الموسوم ب "محي الدين ابن عربي".
لكن ما أتى به إبن عربي من بدع وضلال لم تنحصر في هذه النظرية الشيطانية فحسب بل توسعت واتسعت حتى أخذت منحى الطعن بشخصية الرسول الاعظم بل شملت مجالات اخرى في العقيدة منها العدل والميعاد.
وما محور الكتاب إلا امتثالاً لأمر أئمتنا الهداة بوجوب فضح اهل البدع والضلال.
حيث يتدرج ابن عربي في تصريح عقائده في الله بالتجسيم الاسرائيلي كما انه يقدس ذاته الى ابعد الحدود ويعتبر نفسه في موازاة الانبياء. كما وان كرامات العرفاء لاتقل عن معجزات الانبياء.
وكذلك عقائده في المعاد وشؤون الآخرة حيث ينسب لله معاقبة البريء وتكليف ما لايطاق جائز عقلاً وأن المشرك موحد ومُنعم في الجنة.
لم يكتفِ بذلك بل تعدى الى ان ينتقل الى الغلو في الحديث عن نفسه في أنه يفسر أوائل السور بأمر من ربه واجتماعه مع الخُضر.
ليختتم الكتاب بذكر بعض مواقف كبار العلماء من أبن عربي كالمحدث الكبير محمد بن الحسن حر العاملي قدس سره والعلامة المجلسي رحمة الله عليه.
منتقلاً الى تقييم علماء أهل العامة لابن عربي كالذهبي والقاضي سعد الدين الحارثي وغيرهم ممن كفَّر ابن عربي.
وجدير بالذكر ان نادي اصدقاء الكتاب اسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف الى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات