هناك عدة عوامل تدخل في عملية بناء شخصية الانسان منها عنصر الوراثة والبيئة واجمع على ذلك علماء النفس، كما افصح عنها المشرع الاسلامي واعطى ادلة على علاقتهما بتصرفات الانسان وسلوكه وان كلاهما تؤثر في بناء شخصيته وعلاقته في المجتمع، على حسب الوراثة التي تنقل اليه ان كانت نقية وصالحة او تكون غير صالحة كما جاء في الحديث (اختاروا لنطفكم فان العرق دساس).
قد يكون العرق هو الوراثة التي تنقل اليه عن طريف النطفة، فقد اعطى المشرع الاسلامي توصيات في موضوع الزواج حتى في اختيار الايام والاوقات التي يصلح فيها انعقاد النطفة، وحذر من بعضها كما جاء في وصية الرسول محمد صلى الله عليه واله للامام علي عليه السلام، واستمر في الوصايا حتى شمل فترة الحمل وتناول الاغذية التي تساعد في تقوية الجنين، ويستمر الى الرضاعة.
فكل هذه جاء بها الدين الاسلامي، قبل ان يتحدث بها علماء النفس ويعمل عليها التجارب العالمية اليوم، "فإن كل ما يأخذه الفرد من والديه عن طريق ما يسمى بالكروموزومات (الصبغيات) ويتم انتقال السمات الوراثية مع بداية حياة الجنين.
فينقل لها بعض الصفات التي تؤثر في تكوين شخصيته مثل: (البخل او الكرم، العصبية، والهدوء، وقد يأخذ الشكل واللون ايضا)، فعن أبي جعفر عليه السلام، قال: "أتى رجل من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: هذه ابنة عمّي وامرأتي، لا أعلم منها إلا خيراً، وقد أتتني بولد شديد السواد، منتشر المنخرين جعد قطط، أفطس الأنف، لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي.
فقال-النبي صلى الله عليه وآله وسلم- لامرأته: ما تقولين؟
قالت: لا والذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما أقعدت مقعده منّي - منذ ملكني - أحداً غيره.
قال الإمام الباقر عليه السلام -: فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه مليّاً، ثم رفع بصره إلى السماء، ثم أقبل على الرجل فقال: يا هذا، إنّه ليس من أحد إلا بينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقاً كلّها تضرب في النسب، فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق وتسأل الله الشبه لها. فهذا من تلك العروق التي لم تُدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك.
خذي إليك ابنك. فقالت المرأة: فرّجت عنّي يا رسول الله".
وفي بعض الاحيان تتدخل الظروف فتحسن بعض الصفات وتضعف اخرى.
اكتشاف الوراثة في علم النفس..
اكتشفت القوانين التي تحكم انتقال الصّفات الوراثيّة من جيل لآخر في منتصف القرن التّاسع عشر، دون أن يعرف شيئاَ عن الطّبيعة الفيزيائيّة أو الكيميائيّة للجينات، وقد أطلق عليها في تلك المرحلة المبكرة اسم "الوحدات" أو العوامل. وقد ظهرّ مصطلح علم الوراثة (بالإنجليزيّة: Genetics) عام 1905 على يد عالم الأحياء الإنجليزي ويليام باتسون (William Bateson)
اقترح العالم الفرنسي جان باتيست لامارك فرضيّة (Jean-Baptiste Lamarck) وراثة الصّفات المُكتسبة، وفرضيّة الاستعمال والإهمال، وافترضّ أنّ بعض الأعضاء قد تتطوّر نتيجة للتغيرات البيئيّة، وأنّ هذه الصّفات التي اكتسبها الكائن الحي يمكن أن يورّثها لسلالته.
وافترضّ داروين أنّ الإنسان والحيوانات لهما أصل مشترّك، إلا أنّ هذه الأفكار بدت في ذلك الوقت متعارضة مع تجارب العالم مندل في الوراثة.
ويلجأ علماء الوراثة إلى الاعتماد على الرسوم البيانية والرموز الخاصة في ذلك لإطلاق الوصف على الوراثة، ويكون ذلك بالتمثيل بالأحرف والأعداد والرمز + للإشارة إلى الأليلي غير القابل للتحوّل للجين المتوارث، ومن أبرز الوسوم أو الرموز هي P، F1 وغيرها. تفاعلات الجينات المتعددة: يحتوي جسم الكائن الحي على الآلاف من الجينات الخاصة فيه التي تبدأ بالانشطار عن بعضها خلال عملية التكاثر الجنسي للكائنات الحية، إذ يطرأ بعض التعديل على هذه الجينات بين الآباء المتزاوجين فتصبح معدلة وراثياً فيكتسب الجيل الجديد صفات جديدة مختلفة بعض الشيء.
رؤية الامام الشيرازي لهذه النظرية
يرى الامام الشيرازي في هذا المجال على: أن (البيئة الوراثية تؤثر على الولد بالإضافة إلى تأثيرها فـي نفس الأم وأخلاقها وآدابها وأعمالها والتزاماتها وغير ذلك). لذا اكد المشرع الاسلامي على الوراثة واهميتها في بناء شخصية الانسان.
اضافةتعليق
التعليقات