اختارت مصممة الديكور وكوشات الأعراس منال العبيدي مجالاً عشقتهُ منذ طفولتها، كما عشقت كل مالهُ صلة به، فتوسعت في هذا المجال الذي أحبته ُوأبدعت فيه حتى صار لها خطها الخاص وأسلوب يعرف بها.
ولأنها تتدخل في أدق التفاصيل الخاصة بعملها وكل مايرتبط بها، يبدو عملها متكاملاً من كل النواحي وبمختلف تفاصيله مما ساهم في انجاحها أكثر، خصوصاً انها عملت طيلة حياتها المهنية على تطوير نفسها وعملها.. عن بداياتها ومسيرتها في عالم الديكور كان لنا معها هذا الحوار.
-هل بإمكانكِ اعطاءنا لمحة تعريف عنكِ وعما يمثله ُعالم التصميم الداخلي لكِ؟
بالنسبة لي اعتبر نفسي متذوقة لجميع أنواع الفنون منذ صغري، ومجال تصميم الديكورات وكوشات الأعراس الذي أصبح مجال عملي في الوقت الراهن هو تراكمات من هذه الخبرات فأنا بنت لأم خياطة وفنانة أيضاً تعلمت منها فن الخياطة وهو أول عمل فني وحرفي أحببت أن امارسه وأنا طفلة بعمر خمس سنوات وتلقيت المساعدة والدعم من والدتي، بعدها شاركت في معرض مادة الفنية في عمل الكثير من الأفكار المجسمة مثل عمل الورود من القماش وصناديق من الكارتون والرسم والتطريز والحياكة وعمل المكرميات فكان لهذه الممارسة والتجارب أثرها على خزيني المعرفي وصقل ذائقتي في هذا المجال مما وصل بي إلى تصميم كوشات الأعراس وعمل جميع متطلبات العرسان من اثات منزلي وجميع مستلزمات حفلات الزواج.
أما مايمثله عالم التصميم لي فهو بصراحة كل ما يحيط بي ومايدور في ذهني فأنا أحب ترتيب الأماكن بحسب رؤيتي الشخصية مع مراعاة جميع الجوانب من الألوان والمكان، أي نوع المعرفة والإضاءة ومزاج المقابل وإبداء النصائح للمقابل ولفت نظره إلى فوائد ومضار طريقة الترتيب.
-الهندسة الداخلية تتطور بتطور الإنسان فما هي اللمسات التي تركتها برأيكِ على طرق تأثيث المنزل إن كانت الأقمشة أو الألوان؟ وهل أعطت مجالاً أكبر للابتكار والتفنن في عالم الديكور الذي يمثل الرقي والجمال في كل جانب؟
بالتأكيد هناك تطور ملحوظ في متطلبات الإنسان ورغباته وذوقه، والتاريخ يشهد بهذا من خلال تطور طريقة بناء المنازل والابنية وطريقة تأثيث وترتيب هذه المنازل وغيرها.
نجد في السابق كانت المنازل بنفس الألوان ونفس المستوى وحتى خارطة البناء متشابهة وخاصة الأقوام التي تسكن الصحراء مثل شبه الجزيرة العربية مثل السعودية فأغلب بيوتهم باللون الأبيض أو البيجي واثاثهم يكون ذو ألوان فاقعة لأنها تحسسهم بالجمال لأن بيئتهم صحراء خالية من الألوان
وكذلك بلاد اليمن..
أما في العصر الحديث وتمازج الحضارات والإطلاع والاختلاط فتح المجال واسعاً على اختلاف الأذواق واستيراد الأفكار وتنمية الموجود فيما يخدم تطور هذه الرغبات والحاجات وبالنسبة لي اعي جيداً هذه الأمور وتأثيرها على نفسية الإنسان فكل شيء لهُ تأثير أما إيجابي أو سلبي إن كانت قطعة اثاث أو الألوان المنتقاة أو النباتات الموجودة وكيفية تشكيل خليط متجانس وجميل يجذب نظر المقابل ويريح نفسيته هذا مااطمح إليه في أعمالي لأن الإنسان مخلوق وهو تواق للجمال بكل أشكاله.
-في كل تصميم كيف توظفين خبرتك في اختيار العمل؟
من خلال المتابعة لجميع الأفكار والتطورات بالعالم، في كل تصميم أقوم بدراسة عامة حول نوع التصميم مثلاً هل هو كوشة أعراس ام إحدى غرف المنزل أو قاعة أو شيء آخر..
يجب التعرف جيداً على ذوق صاحب المكان الذي أريد تصميمه والمناقشة معهُ في أدق التفاصيل والتعرف على ذوق أفراد العائلة اذا كان منزل يتكون من عدة غرف وكذلك نفس المتطلبات إن كان التصميم لمؤسسة ما.
إختيار الألوان المناسبة للتصميم ومقارنتها مع ذوق المقابل وتعريفه بأسباب وفوائد هذه الألوان.
-مالخطوط العريضة التي تتبعينها في تصميم ديكور القاعات أو الفنادق أو المنزل في عهدتكِ؟ وكيف توفقين بين ذوق صاحب المكان والخط المتبع لتنفيذ ديكور المنزل؟
الإطلاع على التصاميم التي لها علاقة بالتصميم المراد تنفيذه ومن مختلف الثقافات هذه هي الخطوط العريضة التي اتبعها لتنفيذ تصميم ما.
-ماالالوان الطاغية هذا العام؟ وما الألوان التي تفضلين إستخدامها عند تصميم ديكور معين؟
لا توجد ألوان محددة فهذا تفرضهُ العديد من العوامل منها نوع المكان وذوق صاحب المكان حتى فصول السنة تؤثر في طريقة إختيار الألوان وكذلك الطبيعة الجغرافية أيضاً تؤثر في الإختيار.
أما بالنسبة للألوان التي أفضل إستخدامها في تصاميمي فهي (التركواز) والأبيض أو (الاوفوايت) لأنها تخدم طبيعة الجو العام للعراق فهو جو صحراوي كما هو معروف بالإضافة إلى انها ألوان قاعدة تتناسب مع الكثير من ألوان قطع الاثاث المختلفة وهي ألوان باردة وباعثة للهدوء والسكينة والجمال.
وأفضل أيضاً جميع الألوان الباردة خاصة في تصاميم المنازل لأسباب عديدة منها أنها تعطي انطباعا واسعا للمكان.
-يقولون ان ديكور المنزل يعكس ذوق وشفافية صاحبة المنزل فما رأيك في ذلك؟
بالتأكيد كل شيء يختاره الإنسان هو انعكاس لنفسيته وانطباعاته وذات الشيء بالنسبة للتصاميم، ربة المنزل تخرج جميع أفكارها وذوقها في ترتيب منزلها هذا إن كانت هي المسؤولة في هذا المجال، أقرب تصميم بالنسبة للمنازل، أنا أفضل أن تكون جميع غرف المنزل وملحقاته في الطابق الأرضي ويكون مكان المطبخ وغرفة الجلوس عبارة عن مساحة مفتوحة أي شبيه بـ (الدزاين الأوربي) مع مراعاة خصوصية بعض الغرف بما يتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعنا العربي المحافظ.
-كلمة أخيرة..
شكراً لموقع بشرى حياة الالكتروني لتسليط الضوء على هكذا مجالات والتي يعتبرها البعض أنها كمالية لكنها مهمة ونستخدمها يومياً في حياتنا، الشكر الجزيل لأستضافتي في هذا الحوار الجميل والممتع.
اضافةتعليق
التعليقات