• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الافتراضات الثلاث في أسباب القلق.. تعرّف عليها

سارة المياحي / منذ 3 ساعة / تطوير / 12
شارك الموضوع :

في ذات صباح منذ سنوات عديدة، جلست أمام حاسوبي لأبدأ بتأليف أول كتاب لي: دليل اليافعين في الخجل والرهاب الاجتماعي. لم أحاول قبل ذلك كتابة أي شيء في هذا المجال، وما كنت لأصدق أنني أقوم بذلك حينها. وكوني معالجة نفسية، كنت أتحدث يوميًا مع مرضاي عن الرهاب، ولكن الكتابة عنه كانت أمرًا مختلفًا.

عندما مددت يدي إلى لوحة المفاتيح، بدأت نبضات قلبي بالتسارع وتشنجت معدتي. فكرت في نفسي:

«لست متأكدة تمامًا كيف أقول ما أريد قوله؟!»

وأضفت: «والمؤلف يجب أن يكون متأكدًا».

ثم نظرت إلى أصابعي المتجولة فوق لوحة المفاتيح، ولاحظت أن أظافري بحاجة إلى تشذيب.

«ماذا إذا لم تكن فرضيتي متبلورة بشكل كامل؟» وتابعت: «ماذا إذا كان تكويني للمفهوم غير ملائم للكتاب؟ والأسوأ من ذلك، ماذا إذا كان مفهومي مغلوطًا؟ إن كنت على خطأ، فسيعرف العالم أجمع أنني محتالة!»

تذكرت فجأة مقالة كنت أنوي قراءتها. «هل سيمنحني القليل من البحث الإضافي بعض الوضوح؟ إن لم يكن هذا الكتاب جيدًا، فسأخيب ظن المحرر والقراء، وأصدقائي وعائلتي، وسأخذل جميع من حولي!»

في تلك اللحظة، كانت يداي ترتعشان بشكل ملحوظ. نظرت إلى النافذة ولاحظت أنه يجب على أحدهم أن يزيل براز الكلب في الفناء الخلفي.

لم تكن أي من المهام التي دعتني إلى الابتعاد عن حاسوبي مهمة جدًا أو ملحّة، ولكن ما جعلها ضرورية فجأة هو أن عقلي وجسدي كانا يخبراني بأن شيئًا ليس على ما يرام. كنت أعيش الحالة نفسها التي كنت أعاني منها: القلق. لقد تم الاستحواذ على تفكيري.

إذا قمنا بدراسة الأفكار المقلقة التي راودتني في ذلك الصباح، يمكننا ملاحظة ثلاث افتراضات:

الافتراض الأول: فكرت أنه يجب أن أكون متأكدة مما سأكتبه.

الثاني: هو أنني إذا قدمت شيئًا خاطئًا سيراني العالم محتالة.

والافتراض الثالث: فكرت إن لم يكن الكتاب ناجحًا، فسأخيب ظن الجميع.

هذه الافتراضات الثلاثة شائعة بين الأفراد القلقين عالميًا. (نعم أيها القارئ، كما تعلم إذا قرأت المقدمة، أنا واحدة منكم!)؛ لأنها تردد صدى الأجندة الباقية لعقل القرد، وأنا أدعوها بالإجمال: عقلية المبالغة في تحمّل المسؤولية: أنا مسؤولة عن سعادة وأمان الجميع.

إن هذه الافتراضات معايير مستحيلة، وكلما حاولنا أن نلتزم بها، ازداد قلقنا، وأصبحت قدرتنا أقل على القيام بالمجازفة الضرورية لنعيش بحرية ونسعى لتحقيق أحلامنا.

في ذلك الصباح في الفناء الخلفي، توقفت ونظرت إلى نفسي وفكرت: «إن تأليف هذا الكتاب هو حلمي، فلماذا أحمل أداة إزالة البراز في يدي عوضًا عن ذلك؟»

نادرًا ما تأخذنا عقلية القرد إلى حيث نريد. في الواقع، هي غالبًا ما تمنعنا عمّا نرغبه في الحياة.

إذا تأملت، ستلاحظ على الأقل واحدًا من الافتراضات الثلاثة، إن لم يكن كلها، كدعامة أساسية لنظام معتقداتك. ولكن الافتراض الأول واسع الانتشار بشكل خاص؛ فلا يمكنك أن تكون قلقًا من دونه!.

عدم احتمال الشك

إن القدرة على التخطيط للمستقبل – أي استباق حدوث المشاكل والفرص – هي واحدة من أكثر طرق تكيّف عقل الإنسان العاقل أهمية، إن لم تكن هي الأهم على الإطلاق. سواء كان الموضوع هو صحتنا، أو حالتنا المادية، أو عائلتنا، نود أن نعرف ما ينتظرنا.

ماذا لو مرضت؟

هل سينهار السوق المالي؟

هل سيصل أحبابي من سفرهم بأمان؟

هذه هي مشاغلنا الدائمة، ونخطط وهي في عقلنا.

ولكن متى يتحول التخطيط العقلاني إلى همٍّ وهوس؟

تتحقق المهمة الأساسية لقردك على أفضل وجه – وهي إبقاؤك على قيد الحياة وبأمان في مجتمعك – بإزالة الشك. فشعار القرد: «ما لا تعرفه يمكن أن يقتلك».

من وجهة نظر القرد، الوقت المناسب الوحيد للاسترخاء هو عندما يمكنك توقع كل نتيجة والسيطرة عليها. كن موقنًا، أو مُت!

مع ذلك، الشيء الوحيد الموقنون به هو أن الشمس ستشرق غدًا من جديد. فإذا كنا لا نستطيع تحمّل عدم معرفة ما سيكشفه لنا ضوء الصباح، فلن نتمكن من النوم، ولن نتمكن من الاسترخاء، ولن نحس بأي متعة حتى نتخلص من كل تهديد، وسنتعذب في اتخاذ القرارات؛ لأننا نعتقد أننا بالبحث والحذر الكافيين يمكننا دائمًا أن نتخذ الخيار الصائب.

ولكن عندما نتعرض لشيء جديد، سنفترض أنه خطر ما لم يُثبت أنه عكس ذلك. دائمًا ما نُهيئ أنفسنا للأسوأ؛ لأنه ربما يكون الأسوأ قاب قوسين أو أدنى.

إن لطريقة التفكير هذه ضريبتها؛ لأن المبالغة الدائمة في الحرص تجعلنا قلقين ومتوترين – وتصبح مشكلة بشكل خاص في الليل عندما نحاول النوم. لذا فإن اتخاذ القرارات أمر صعب؛ لأننا نظن أننا بحاجة لأن نتيقن من أننا نقوم بالخيار الصائب. إن القرارات المهمة مثل اختيار جامعة، أو اختيار وظيفة، يمكن أن تكون محبطة. حتى شيء بسيط كاختيار حذاء يمكن أن يتحول إلى متاهة من السلبيات والإيجابيات.

قد يؤدي الشك في تحمّل المصاعب إلى سلوك قهري تفقدي، مثل التأكد من أن الأبواب مقفلة وأن الأدوات والأجهزة مطفأة. وستميل إلى المبالغة في تخطيط الأمور، حتى عطلات نهاية الأسبوع والإجازات تكتب فيها قائمة، وعندما لا تتم القائمة أو لا تسير الأمور كما خططت لها، ستنزعج وتجد صعوبة في الاستمتاع باللحظة.

إن المشكلة في الحاجة لتكون متيقنًا، هي أنه لا يوجد كمٌّ يسير من الأشياء التي يجب التحقق منها، ففي كل دقيقة تمر، ستناضل للحصول على ما لا يمكن الحصول عليه: اليقين التام من كل شيء.

عندما يكون البروتوكول الافتراضي لديك هو ضمان نتيجة جيدة في كل ظرف، فسينتهي بك المطاف إلى أن تعامل الحياة بحد ذاتها كتهديد – شيء يجب التحقق منه، وتحليله، وتقييمه، والتحكم فيه، والانتصار عليه.

بدلًا من أن تستمتع بالحياة وأن تتعامل مع ما هو قادم في وقته، ستقضي أيامك الثمينة على وجه الأرض قلقًا حيال ما قد يحدث.

دعني أعرّفك على عميلة مركَّبة لديها العقلية هذه. كانت مشكلة ماريا الحالية هي حساسيتها تجاه الأحاسيس الجسدية، مثل وخزة ألم في منطقة القلب، أو ضغط في رأسها، أو وميض من الضوء في عينيها، أو دغدغة في أطرافها. وعندما كانت تعاني من أحد هذه الأحاسيس، كانت تقلق لأنها إشارة إلى أن شيئًا ما ليس على ما يرام: كنوبة قلبية، أو ورم دماغي، أو انفصال في الشبكية، أو خلل في الجهاز العصبي.

ولكي تريح قلقها، راقبت الأعراض بتمعّن، وبحثت عنها في الإنترنت. ومع أن طبيبها أكد لها أنها ليست ضارة، وأن فحوصاتها قد بيّنت أنها سليمة، إلا أن ماريا كانت تقضي المزيد من الوقت والجهد في التعامل مع هذه الأحاسيس حتى شعرت أنها تدمّر حياتها.

«كنت أعلم أن الألم الذي كنت أشعر به ليس مؤذيًا، ولكن ماذا إن كان تضخمًا في الأوعية؟» هذا ما أخبرتني به بعد زيارة إلى غرفة الطوارئ.

ورغم أن ماريا ذكية بما يكفي لتدرك أن الأحاسيس العشوائية نادرًا ما تكون مرضية، إلا أن افتراضها هو: «لا بد أن أكون موقنة».

وكل إحساس هو خطر إلى أن يُثبت العكس. وكانت تكلفة التحقق من هذه الأحاسيس هي إنهاك ماريا. لقد تم الاستيلاء على ماريا، وأصبحت تتصرف على أساس عدم تحمّل الشك.

تقريبًا كل الأشخاص القلقين الذين قابلتهم يشاركون ماريا طريقة تفكيرها: هذا الافتراض بأن اليقين ليس ممكنًا فحسب، وإنما ضروري لسلامتنا وسعادتنا.

إلا أن الحقيقة هي العكس تمامًا: ما من مقدار من الاستعداد كفيل بأن يتحكم بكل النتائج. فالحياة مليئة بالمحن التي تحتاج للمرونة والليونة، وهي مليئة بالمفاجآت السارة أيضًا، تلك اللحظات السعيدة والمفرحة التي لا نستطيع توقعها. ولكن للأسف، تضيع هذه اللحظات عند الأشخاص المنفتحين فقط للأشياء المؤكدة.

بعض المشاكل التي يتعرض لها مَن هم بحاجة لأن يكونوا على يقين هي: صعوبة في الاسترخاء، وصعوبة في اتخاذ القرارات، وصعوبة في تكوين رأي، والقلق على الصحة والعائلة والموارد المالية، والإفراط في التخطيط، والانزعاج عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، والتصلب وعدم المرونة، وميول وسواسية قهرية، والمبالغة في السيطرة.


مقتبس من كتاب لا تُغذِّ عقل القرد، لـ جينيفر شانون


القلق
صحة نفسية
قصة
المجتمع
التفكير
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ليش.. بين الاعتراض وغياب التسليم

    عشوائية الأدوار.. ومأزق بناء الإنسان

    من خلال صورتك.. الذكاء الاصطناعي يكشف عمرك البيولوجي

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    الصلاة الخاشعة... حين يصمت الجسد ويتكلم القلب

    "الخرف الرقمي"... آفة التكنولوجيا تصيب عقل الإنسان

    آخر القراءات

    الاكتئاب والأمومة

    النشر : السبت 09 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    كيف تؤثر تغيرات الكتلة العظمية على الإنسان مدى الحياة؟

    النشر : الخميس 16 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    هل تعد المكملات الغذائية الخاصة بصحة الكبد فعّالة؟

    النشر : الثلاثاء 07 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    ليش.. بين الاعتراض وغياب التسليم

    النشر : منذ 3 ساعة
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    كيف تتعلّم مهارة ترتيب الأولويات؟!

    النشر : الأربعاء 10 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    الثمن الخفي للراحة: أضرار الإفراط في استخدام الأجهزة

    النشر : الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 50 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 793 مشاهدات

    شوكولاتة صُنعت في دول غربية!

    • 374 مشاهدات

    نيران خافتة

    • 354 مشاهدات

    في ضيافة أنيس النفوس

    • 321 مشاهدات

    فوائد العسل الملكي..ما أبرز استخداماته؟

    • 318 مشاهدات

    تأملات عند شاطئ الرضا

    • 306 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2294 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1315 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1292 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1164 مشاهدات

    الشهادة الجامعية بين ضوابط التربية وسلوكيات التعليم

    • 910 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 824 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ليش.. بين الاعتراض وغياب التسليم
    • منذ 3 ساعة
    الافتراضات الثلاث في أسباب القلق.. تعرّف عليها
    • منذ 3 ساعة
    عشوائية الأدوار.. ومأزق بناء الإنسان
    • منذ 3 ساعة
    من خلال صورتك.. الذكاء الاصطناعي يكشف عمرك البيولوجي
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة