التفويض هو توزيع العمل على أشخاص بغرض إنجازه، والإدارة الناجحة هي التي تحقق الأهداف من خلال العاملين. ولذلك، فإن التفويض يُعدّ مهارة من ضمن المهارات الإدارية الأساسية للمديرين والقادة.
مع ذلك، فإن التفويض مهارة وسلاح ذو حدين، مما يعني أنه مهارة خاصة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتدريب. فالبعض قد يستخدمها كوسيلة للتنصل من المسؤوليات الملقاة على عاتقه، أو حتى درء الفشل عن نفسه وإلصاقه بالآخرين.
بينما يراها البعض الآخر أداة ديناميكية تلعب دوراً حيوياً في تحفيز وتدريب فريق العمل، على نحو يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الأهداف المرجوة.
يُعرَّف التفويض على أنه نقل بعض السلطات أو الاختصاصات الموكلة إلى المدير إلى أفراد آخرين، وهو ما يعني:
أن يكون بمقدورهم التصرف واتخاذ المبادرة على نحو مستقل.
أنهم يتحملون المسؤولية مع المدير عما يتخذونه من قرارات أو يقومون به من أعمال.
إذا ما حدث خطأ ما، تظل المسؤولية على المدير؛ فما زال هو المسؤول رغم ما فوضه إلى غيره من سلطات أو اختصاصات.
التفويض نمط من أنماط الإدارة يُمكّن المرؤوسين من توظيف مهاراتهم وقدراتهم على الوجه الأكمل، بهدف استخراج أفضل ما لدى العاملين من مهارات وقدرات.
يتمثل الغرض الرئيسي من التفويض في أداء الأعمال الموكلة إليك، ولكن عن طريق أشخاص آخرين. ولا تقتصر مهمتهم على مجرد توصيل تعليماتك إلى الغير، بل يتعين عليهم أيضاً اتخاذ القرار وإجراء التعديلات إذا ما استجدت أمور تستدعي ذلك.
حرية النفاذ إلى المعلومات وسرعة الحصول عليها عند الحاجة أحد الشروط الرئيسية الواجب توافرها من أجل ضمان نجاح التفويض كنمط للإدارة.
فالتفويض لا يمكن أن يؤتي ثماره المرجوة ما لم تُتح للأفراد الذين تم تفويضهم فرصة النفاذ الكامل والسريع إلى المعلومات التي يحتاجون إليها.
وهو ما يعني ضرورة إنشاء نظام يضمن التدفق السريع للمعلومات بين شتى أجزاء المنظمة، على نحو يضمن معرفة كل فرد في المنظمة بطبيعة الأدوار التي يقوم بها الآخرون، بما فيهم مدير المنظمة، ما دام من الممكن أن يتم تفويض أي فرد داخل المنظمة لأداء المهام المنوطة به.
ومن الإنجازات المميزة التي انطوت عليها ثورة الاتصالات والمعلومات أنها يسرت، وبصورة غير مسبوقة، عملية نشر المعلومات على أوسع نطاق ممكن.
والمدير الذي يعتقد بتوافر مهارات ومعارف لدى العاملين في المنظمة، والتي يمكن أن تثري العمل وتسهم في أدائه على نحو جيد، هو المدير الذي سيدعم حرية النفاذ إلى المعلومات، ويشجع العاملين لديه على المشاركة في عملية صنع القرار، ويرحب بمساهماتهم.
بهذا الشكل، سوف يؤتي التفويض ثماره المرجوة، ويزداد شعور العاملين بمساهمتهم في إنجاح المنظمة التي يعملون بها.
ما هي الأعمال التي يجب تفويضها؟
الأعمال الدورية اليومية المعتادة، والتي ربما يُحسن الموظفون القيام بها أكثر من المدير.
الأعمال التي يمكن تدريب الموظفين عليها واستيعابها بسهولة.
الأعمال التي ليست في مجال تخصص المدير، ولكنها من ضمن مهامه، وقد يفوقه بعض الموظفين خبرة فيها.
الأعمال التي لا يحبها المدير، والتي قد ينجزها بشكل سيئ أو يُسوّف في تأديتها.
الأعمال الطارئة والاستثنائية، والتي يمكن للآخرين القيام بها.
الأعمال الكبيرة التي يمكن تجزئتها وتوزيعها على الآخرين.
اضافةتعليق
التعليقات