• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من أسس التحرك البشري: الهدف

سارة المياحي / الثلاثاء 21 كانون الثاني 2025 / تطوير / 632
شارك الموضوع :

إن أي اخلال بهذا المبدأ، يُصبح مؤشراً إلى سل الشخصية من نطاق سويتها، وتعريضها إلى المرض

الشخصية السوية - في التصور الاسلامي - هي التي تتعامل من حيث مجمل سلوكها مع الله فحسب، أي أنها تتحرك من خلال كونها موظفاً في مؤسسة رسمية، يلتزم بتنفيذ مقرّراتها. وهذا يعني أن العمل ينحصر لـ الله، بحيث لا تشرك معه أية قوى أخرى، سواء أكانت عائدة إلى الذات، أم إلى الآخرين أم إلى مختلف قوى الوجود .

إن أي اخلال بهذا المبدأ، يُصبح مؤشراً إلى سل الشخصية من نطاق سويتها، وتعريضها إلى المرض بقدر حجم الإخلال الذي تصدر عنه من هنا ندرك أهمية هذا التوظيف، من خلال مبدأ عام تطالب التوصيات الاسلامية به وهو :

النية أو الهدف

إن النية تشكل أساساً عاماً لأي تحرك بشري، بصفتها تعبيراً عن العمل من أجل الله، ويكفينا أن نقرأ توصيات من نحو: [الأعمال بالنيات] و [لا عمل إلا بنية] ولو أن عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله والدار الآخرة وأدخل فيه رضا أحد من الناس، كان مشركاً، أقول، يكفينا أن نقرأ أمثلة هذه التوصيات، لندرك موقعها من خط الاستواء لدى الشخصية. فالعمل، لا قيمة له، بل يترتب عليه أثراً سلبياً أخروياً إذا استهدف الشخص منه - ولو في نطاق صغير - إرضاء أحد من المخلوقين. والسبب في ذلك عائد إلى أن ادخال رضا غير الله يعني: فسح ذاتياً، بدلاً من أن نتحرك موضوعياً في العمل المجال لأن نتحرك أي أننا سنتعامل بقدر النفع الذي نكسبه لذواتنا وليس بقدر ما يتطلبه العمل من أهمية.

وقد سبق أن أوضحنا - في مواقع سابقة من هذه الدراسة - أن المتعة التي يسعى كل منا إلى تحقيقها تتمثل في نمطين: أحدهما ذاتي والآخر موضوعي، وإلى أن الأول يعني: الاشباع الطليق من كل قيد، الاشباع المقيد بمبادىء خاصة، وإلى أن الأول مؤشر إلى (المرض)، والآخر مؤشر إلى (السوية) في السلوك. والآن حين نعود إلى الآخر يعني أننا سمحنا لأنفسنا باشباع عابر هو: المتعة التي نحققها من خلال التقدير الاجتماعي الذي ننشده من هذه النية، ونمزج معها رضا غير الله،

الشخص أو ذاك ممن توخينا إبراز العمل أمامه، وهذا هو قمة التمركز حول الذات فيما يعد عرضاً مرضياً كما هو واضح أن أهمية النية الموضوعية تتمثل في كونها تساهم بشكل فعال في تجسيد مبادىء الصحة النفسية، لأن عدم وجودها أو مجرد إبرازها بقدر ما تجر نفعاً بالنسبة إلى الآخرين، يدع الشخصية نهباً للصراع. وتحضرني في هذا المجال توصية لأحد علماء الشخصية المحدثين، وهو: (اليورت) - عبر تحديده للشخصية السوية وافتراقها عن الشخصية المرضية - إن (الأهداف) الطويلة أو الاستمرارية هي التي تحدد دلالة الشخصية وتميز الآدمي من الحيوان، والراشد من الطفل، والصحيح من السقيم.

بيد أن هذا التحديد يبقى (وهذا هو شأن كل تصوّر أرضي منفصل عن السماء) مفتقراً إلى الفاعلية التي ينطوي عليها بحث الشخص عن «أهداف» استمرارية فالشخص المنعزل عن السماء وعن معرفة الوظيفة المحددة له، يضطر إلى أن ينسج له (أهدافاً) بشكل أو بآخر حتى يضفي (معنى) على دلالة الحياة وإلا فسيبقى نهباً لصراع لا حدود له، ولذلك سيضع بعض الحد لهذا الصراع حينما يرسم له (أهدافاً) دنيوية عابرة، في حين أن وعيه أساساً بـ (وظيفة) خاصة هي الخلافة في الأرض، ووصلها بكل مستوياتها بـ (النية) من أجل الله، سيردم أساساً أية امكانية للصراع، ويجعله مطمئناً آمناً، محققاً للتوازن الداخلي بأبعد مدى يمكن تصوره في هذا الصدد.

إذن التعامل مع (الله) من خلال مفهوم (النية)، يحقق أول مبادىء السواء في السلوك، وبدونه لا يمكن أن يتحقق السواء إلا في نطاق محدود أشار إليه الباحث الأرضي المذكور .

مقتبس من كتاب دراسات في علم النفس الإسلامي، د. محمود البستاني


الايمان
النجاح
صحة نفسية
السلوك
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

    بين العبقرية والجنون: كيف غيّر سد الصين العظيم نبض الكوكب؟

    العراق يستعد لمواجهة لهيب الصيف: إجراءات حكومية وتحذيرات صحية

    عقل المستقبل

    بين الفن والإيمان: حوار مع الفنانة رهاف السعيدي

    انخفاض عدد ساعات النوم يرفع من أخطار أمراض القلب

    آخر القراءات

    جائحة كورونا

    النشر : الأحد 20 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    للمرأة في يومها العالمي.. حقوق ومطالب

    النشر : الأحد 10 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    كريمة الفقيه الشيرازي تروي لنا من حياة الوالد الشهيد

    النشر : الأربعاء 13 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    ما هو نزف الدوالي؟

    النشر : الأحد 28 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    غانم المفتاح: المعجزة

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    المسحراتي.. والذكريات

    النشر : الأحد 20 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 871 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 555 مشاهدات

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    • 389 مشاهدات

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    • 374 مشاهدات

    الخيانة في الولاء للخونة: قراءة في حديث الإمام الجواد

    • 367 مشاهدات

    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري

    • 354 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3841 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 961 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 871 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 768 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 555 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 540 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل
    • منذ 8 ساعة
    بين العبقرية والجنون: كيف غيّر سد الصين العظيم نبض الكوكب؟
    • منذ 8 ساعة
    العراق يستعد لمواجهة لهيب الصيف: إجراءات حكومية وتحذيرات صحية
    • منذ 8 ساعة
    عقل المستقبل
    • الأحد 01 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة