عندما نهي ادم عن الاكل من الشجرة التي في الجنة كنت هناك وحين وقعت حادثة اكله من تلك الشجرة كنت ارتشف بضع قطرات من نهر الكوثر احسست بشيء عجيب يسري في كياني فماء العشق من نهر الحبيب خلدني الى يوم الدين!.
عشت زمناً في تلك الجنان هادئ ومرتاح البال لم يكن ليعكر صفوة مزاجي هرج ومرج البشريين لأني لم اختلط بهم بعد! لم ار الدماء ولا القتل كنت اظن ان لا شيء ماوراء ذلك المكان الذي وجدت فيه، ولكن ظني كان خاطئاً وتصوراتي كانت محدودة جداً فهناك عوالم اخرى وأناس كثيرون، مختلف المعتقدات، ومختلف الهويات حروب، ودمار، وفقر، رأيتها عندما هبطت الى الأرض، كان نزولي معضلة لي في بادئ الأمر ولكن ماهدء من روعي اني كنت بأيدي رحيمة واهديت الى أيدي رحيمة مثلها، خضت الحروب ورأيت المآسي رأيت من يقتل ابيه لكرسي حكم او للقمة عيش وكذلك العكس منهم من يقتل فلذة كبده على ذلك، سمعت برزية الخميس وتحسرت على اولئك القوم الذين لم يرعوا حرمة نبيهم، وسمعت بحادثة الباب وكنت حاضراً فيها لكني لم استطع ان افتح عيني فالمشاهد مؤلمة ولاتحتمل، فقد عاصرت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم واهديت بيديه الكريمتين لعلي بي ابي طالب عليه السلام..
وفي كل عام يعم ارجائي الحزن في مثل هذه الأيام لافتقاد علي وكيف لي ان انسى تلك الكف التي لامستني لسنوات طوال وكأني احد ايتامه حين يمسح على رأسي انسى همومي ومصاعب الحياة انا الذي شربت من ماء عشقك سيدي حتى ارتويت فصار لي الشرف ان يسموني بسيف علي، نعم انا ذو الفقار سيف نزل به جبرئيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله، فأعطاه إلى علي عليه السلام، وأنّا موروث عند الأئمة، مع مواريث الأنبياء عليهم السلام.
ففي الكافي: ۱/۲۳٤، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال:
«سألته عن ذي الفقار، سيف رسول الله صلى الله عليه وآله، من أين هو؟
قال: هبط به جبرئيل عليه السلام من السماء، وكانت حليته من فضة، وهو عندي».
وفي الكافي: ۱/۲۳٦ : ۹ ـ محمّد بن الحسين وعلي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد شباب الصيرفي، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «لمّا حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين عليه السلام، فقال للعباس: يا عم محمّد! تأخذ تراث محمّد، وتقضي دينه وتنجز عداته؟ فَردّ عليه فقال: يا رسول الله! بأبي أنت واُمّي، إني شيخ كثير العيال، قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح.
قال: فأطرق صلى الله عليه وآله هنيئة، ثمّ قال: يا عباس! أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقضي دينه؟
فقال: بأبي أنت واُمّي، شيخ كثير العيال قليل المال، وأنت تباري الريح.
قال: أما إني ساُعطيها من يأخذها بحقها. ثمّ قال: يا علي! يا أخا محمّد! أتنجز عدات محمّد وتقضي دينه وتقبض تراثه؟
فقال: نعم، بأبي أنت واُمّي، ذاك علي ولي.
قال: فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من أصبعه، فقال: تختم بهذا في حياتي.
قال: فنظرت إلى الخاتم حين وضعته في أصبعي فتمنيت من جميع ما ترك الخاتم.
ثمّ صاح: يا بلال! عليَّ بالمغفر والدرع والراية والقميص وذي الفقار والسحاب والبرد والابرقة والقضيب.
قال: فوالله ما رأيتها غير ساعتي تلك. يعني الابرقة. فجيء بشقة كادت تخطف الابصار، فإذا هي من أبرق الجنة، فقال: يا علي. إن جبرئيل أتاني بها، وقال: يا محمّد. اجعلها في حلقة الدرع واستدفر بها مكان المنطقة... الخ».
وفي الكافي: ۸/۳۱۸: عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «لما انهزم الناس يوم اُحد عن النبي انصرف إليهم بوجهه وهو يقول: أنا محمّد، أنا رسول الله، لم أقتل، ولم أمت، فالتفت إليه فلان وفلان فقالا: الآن يسخر بنا أيضاً، وقد هزمنا وبقي معه علي، وسماك بن خرشة أبو دُجانة رحمه الله. فدعاه النبي فقال: يا أبا دجانة! انصرف وأنت في حلّ من بيعتك، فأمّا علي فأنا هو وهو أنا، فتحول وجلس بين يدي النبي وبكى وقال: لا والله، ورفع رأسه إلى السماء وقال: لا والله، لا جعلت نفسي في حلّ من بيعتي، إني بايعتك فإلى من أنصرف يا رسول الله؟! إلى زوجة تموت؟! أو ولد يموت؟! أو دار تخرب ومال يفنى وأجل قد اقترب؟! فرقّ له النبي، فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة، وهو في وجه، وعلي في وجه، فلما اُسقط احتمله علي عليه السلام فجاء به إلى النبيّ فوضعه عنده، فقال: يا رسول الله: أوفيت ببيعتي؟ قال: نعم. وقال له النبي خيراً.
وكان الناس يحملون على النبي الميمنة فيكشفهم علي، فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي، فلم يزل كذلك حتى تقطّع سيفه بثلاث قطع، فجاء إلى النبي فطرحه بين يديه وقال: هذا سيفي قد تقطع. فيومئذ أعطاه النبي ذا الفقار، ولمّا رأى النبي اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي وقال: يا رب! وعدتني أن تظهر دينك وإن شئت لم يعيك.
فأقبل علي إلى النبي فقال: يا رسول الله! أسمع دويّاً شديداً، وأسمع أقدم حيزوم، وما أهمّ أضرب أحداً إلا سقط ميتا قبل أن أضربه. فقال: هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في الملائكة. ثمّ جاء جبرئيل فوقف إلى جنب رسول الله فقال: يا محمّد. إنّ هذه لهي المواساة. فقال: إن علياً مني وأنا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما».
هذا هو علي وما ادراك ماعلي عاشرته فعرفته لا تأخذه في الله لومة لائم وأشارت النصوص أنّي أصل إلى الإمام المهدي الحجّة بن الحسن عجّل الله فرجه, وأنّ من علامات الفرج وخروج الإمام أرواحنا له الفداء هو نطقي وخروجي من غمدي, وكلامي بلسان عربي مبين (قم يا وليّ الله على اسم الله فاقتل بي أعداء الله) فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
اضافةتعليق
التعليقات