تمثل المراهقة مرحلة النمو التي تلي مراحل الطفولة، وخلالها ينمو الجسم بمعدلات سريعة وتحدث تغييرات فسيولوجية يكون لها أثرها النفسي في حياة المراهق، كما تنمو الإمكانات العقلية وتتمايز، ويمر المراهق بخبرات انفعالية واجتماعية وتظهر خبراته وتكون معتقداته واتجاهاته وقيمة عن نفسه وعن أسرته وعن الناس وعن المجتمع والوطن والدين.
معنى المراهقة:
هي عبارة عن طفرة في النمو الجنسي، العقلي، الاجتماعي، الانفعالي، الجسمي، ويختلف عن (البلوغ) الذي يعني النمو الجنسي والعضوي فقط.
الجوانب الأساسية للمراهق:
1- الجانب الجسمي والجنسي:
يزيد النمو في هذه المرحلة عن معدله الطبيعي يزيد المراهق من حيث الطول من 10:15 سم ويزيد الوزن من 5:10 كجم مع عنصر الفروق الفردية.
2- الجانب العقلي:
في هذه المرحلة يتحول المراهق والمراهقة من التفكير المادي إلى التفكير المجرد المعنوي، ويتحول من التفكير الفردي إلى التفكير شبة الجماعي ومن التفكير الموجه للخارج فقط إلى التفكير القادر على تأمل الذات وتأمل المحيط الخارجي في الوقت نفسه.
3- الجانب الانفعالي:
تظهر في هذه المرحلة موجات من الغضب عند المراهقين أكثر من غيرهم ويتم التعبير عنها بالانفعالات الشديدة أو المباشرة كالمصارعة والمضاربة والتحدي ويتسرع المراهق في انجاز القرارات وفي الحصول على ما يريد مع التربية السليمة الإسلامية يستطيع المراهق أن يتحول إلى شخص يثق في نفسه وفي الآخرين.
4- الجانب الاجتماعي:
ينمو المراهق اجتماعيا ويكون علاقات وصداقات اجتماعية ولكن يحدث ما يسمى بالتمرد والعصيان وعدم تقبل آراء الآخرين، ترعى استخدام أسلوب ديني وخلقي وفقًا للمثل الشعبي إذا كبر ابنك خويه أي صاحبة.
تُعد مرحلة المراهقة ثورة نفسية وعقلية، بالنسبة للشباب أو الفتيات، والتي يعبّرون عنها أحياناً بسلوكيات وتصرفات قد تبدو عدوانية، وهذه الأمور التي يراها الأهل والمربون بأنها سلوكيات تتسم بالمبالغة، في الحقيقة هي طبيعية جداً.
الأخصائية النفسية الاكلينيكية والمستشارة التربوية والأسرية نادرة الحمدان تخبرنا عن أسباب الاضطرابات السلوكية عند المراهقين وكيف يمكن معالجتها:
المراهقة مرحلة مهمة جداً:
بيّنت "الحمدان" بأن مرحلة المراهقة هي مرحلة مهمة جداً من مراحل النمو في حياة المراهق، ففيها يبدأ أولى خطواته نحو النضج الجنسي والعقلي والانفعالي والاجتماعي، ويواجه تغيرات سريعة في جميع هذه الجوانب.
وقالت "فالجسم يأخذ بالنمو وتبدأ علامات البلوغ بالظهور بشكل واضح يرافقها تغيرات هرمونية متسارعة، هذه التغيرات والنمو المتسارع يؤثر تأثيراً كبيراً في انفعالاته ويزلزلها بشكل كبير، وبسبب هذه التغيرات المتسارعة يبدأ المراهق بالشعور بالاضطراب والتخبط في المشاعر، الأمر الذي قد يسبب ظهور ثورات عارمة من القلق والتوتر والضيق، كما يتسبب في الهيجان احياناً لأتفه الأسباب، ايضاً تبدأ نوبات من التمرد على الكبار وخصوصاً الوالدين وذلك لأخذ زمام القيادة واثبات الذات.
أسباب الاضطرابات السلوكية عند المراهقين:
تقول "الحمدان" إنّ الصراع بين الرغبة في الاستقلال عن الآباء والاعتماد على النفس وبين الحاجة إليهم والميل للاعتماد عليهم من أهم أسباب الاضطرابات السلوكية عند المراهقين، فالصراع بين الرغبة في التعامل كراشد ومعاملة الآخرين له كطفل يؤدي إلى التسرع في تأكيد الهوية وتحقيقها ومحاولة إثباتها بأي طريقة حتى لو كانت خاطئة، عندها يحدث التصادم مع الوالدين من ناحية ومع المجتمع من ناحية أخرى، مما يؤدي لظهور سلوكيات تتسم بالعدوان والعنف ضد النفس أو ضد الآخرين.
كيف يمكن للمراهق التغلب عليها:
• عليك فهم ما تمر به من نمو وتغيرات متسارعة في جميع جوانبه الجسمية، الجنسية، العقلية والانفعالية والاستعداد لها وتقبلها، فأنت المتحكم في حياتك ولَك اليد العليا عليها.
• أعد النظر في علاقتك بأسرتك وتحدث مع والديك يومياً وأخبرهما بمشاعرك وبما يحدث لك خلال يومك داخل وخارج نطاق البيت.
• تحدث عن مخاوفك وما يشغل بالك ولا تخجل من ذلك.
• كذلك تحدث عن ميولك واهتمامك.
• نمي علاقتك مع أفراد عائلتك لتستطيع اللجوء إليهم وطلب المساعدة والنصيحة منهم، واحرص على تخصيص جزء من وقتك للاستماع لخبرات ونصائح من هم أكبر سناً منك.
• شجع والديك على التواصل مع المدرسة والمدرسين ومع أصدقائك وآبائهم.
• أحرص على إخبار والديك عن الاشخاص الآخرين في حياتك واللذين يجعلونك تشعر بأنك ذَا قيمة ومكانه عالية وكذلك عمن يقلل من قدرك وقيمتك.
• غذي عقلك بالاطلاع والقراءة وتنمية المعارف وممارسة الأنشطة المفيدة.
• أحرص على التخطيط لمستقبلك واحداث تغييرات حقيقية فيه، عندها ستجد جميع من حولك يدعمك ويقف إلى جانبك.
المصادر:
اضافةتعليق
التعليقات