إن العاشر من صفر حتى يوم العشرين من صفر هي أيام استثنائية في حياة الشيعة الموالين يوقفون أعمالهم وأرزاقهم، يتركون بيوتهم، أحياء كاملة تفرغ من ذويها لأنهم انطلقوا في المسير على درب العشق الإلهي وفي هذا الطريق الطويل تتقدم الخدمات بشتى أنواعها وأشكالها من الألف للياء وفي هذا السياق كان ل(بشرى حياة) استطلاع رأي لمجموعة من الخدمة والزائرين وتم سؤالهم بـ: ما هي الخدمة التي قدمتها للحسين (عليه السلام)؟
شاركتنا فاطمة العمران/ بكلوريوس تربية أحياء ومتطوعة في الهلال الأحمر تجربتها قائلة: "نقدم مجموعة من الخدمات الطبية لمختلف الزائرين من قياس الضغط والسكر وتقديم الأدوية، اسعاف فوري للحالات الاستثنائية ففي يوم واحد تم نقل اثنين من النساء الحوامل في شهرهم التاسع بالإسعاف إلى مستشفى الولادة، نوبة قلبية لرجل كبير في السن أثر الازدحام، تشنج حاد نتيجة الاختناق الحاد ونزف من الأنف وهذه الحالة تكررت مع امرأة متوسطة العمر ورجل، واحدى الحالات جاءت امرأة إيرانية لديها تشنج حاد بالقلب نتيجة الاختناق وقلة الاوكسجين في المناطق القريبة من باب طويريج وتم اسعاف هذ الحالات إلى مستوصف العباسية لأنه أقرب مستوصف، أكثر الحالات المؤسفة هي حالة طفل عمره عشر سنوات فقد أربع أصابع نتيجة وضعها في جهاز فرم اللحم وفقد الوعي بسبب الألم وتم نقله لمستشفى الامام الحسين الطبية".
أما اسراء حسين/ طالبة ماجستير ومتطوعة في الهلال الأحمر تروي تجربتها في الخدمة قائلة: "كوني أتقن اللغة الفارسية قدمت خدمة الترجمة للزائرين الايرانين من خلال مبادرتي في المساعدة بالمفرزة الطبية التابعة للهلال الأحمر في باب طويريج وترجمة للزائرين خاصة المرضى يحتاجون إلى عناية خاصة وسريعة وقلة المترجمين في هذا الزخم يسبب عرقلة تقديم الخدمة فأحاول قدر الإمكان تقديم خدمة الترجمة وتقديم الخدمة الطبية للزائرين وإن أكثر الحالات الواردة في المفرزة الطبية هي انتفاخ أصابع القدم نتيجة المشي المتواصل للزائرين".
وقد نقل المتطوع على محمداوي/ مسعف أولي مجموعة من الحالات قائلاً: "تعددت حالات الوفاة في مستشفى المهندس الواقع في شارع الحولي طريق النجف لعدة أسباب منها النوبات القلبية وحالات الاختناق لكبار السن فإن أحد الحالات هو رجل كبير السن لا يملك أي معلومات تخص هويته تعرض لنوبة قلبية توفي أثرها ووضعت جثته في الطب العدلي التابع لمستشفى الحسيني في انتظار الوصل إلى عائلته، كما إن إحدى الحالات المتوفية هي امرأة إيرانية في نهاية الأربعينات كانت تعاني من اضطراب حاد في نبضات القلب وتم اجراء الإنعاش القلبي الرئوي لمدة ساعتين متواصلة نتيجة تقطع النبض وبعدها توفيت ونقلت إلى الطب العدلي مع وجود ذويها".
أما نور مظفر شاركتنا الحالات التي وردت لقسم الحرق: "إن حالات الحروق وردت بشكل كبير في المفرزة لعدة أسباب لكن أكثرها هو الاحتراق بماء الرز أو فوح التمن وكذلك أثناء تحضير وتوزيع الشاي وكذلك الحروق بسبب زيت القلي أثناء تحضير الطعام للزائرين، وحروق الشمس أثناء النهار".
والمتطوعة أسماء علي تحدثت عن حالات الاختناق قائلة: "ازدادت حالات الاختناق بشكل كبير نتيجة الزخم وكثرة الزائرين خاصة في المناطق القريبة من الحرم وفي المدينة القديمة وما يحيطها خاصة مع دخان الشوي وحرارة الطبخ، عندما ترد هذه الحالات نقيس نسبة الأوكسجين من خلال الأوكسيجين ميتر وإذا كانت النسبة غير طبيعية يتم نقل المريض إلى المستوصف وإعطاء الأوكسجين للمريض".
تعددت الخدمات التي تقدمها المفارز الطبية والمتطوعين من الصيادلة والأطباء والكوادر الطبية لمساعدة الزائرين بكل الإمكانيات المتوفرة وكذلك مراكز المفقودين التابعة للهلال الأحمر الموجودة على طول طريق النجف وبغداد والطرق المؤدية للإمام (عليه السلام) من خلال سلسلة من الشبكات الالكترونية والهواتف الأرضية بالتنسيق مع شركة آسيا سيل للاتصالات مع سجلات خاصة بمعلومات المفقود التي تشمل الاسم، العمر، رقم الهاتف، وصورة المفقود التي يتم تعميمها على الشبكة المشتركة التي تغطي جميع مراكز الهلال الأحمر وآسيا سيل لمحاولة الوصول له ووصله بذويه.
اضافةتعليق
التعليقات