تحدثنا في مقال سابق عن أهمية متابعة الأخبار، ونتحدث اليوم عن كيفية فعل ذلك بخطوات عملية.
- نوِّع مصادرك:
شاهد الأخبار على التلفاز، استمع لها عبر المذياع في طريقك إلى العمل، تابع تطوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، زاوج بين متابعة الصحفيين المستقلين والمواطنين الناقلين للحدث والمؤسسات الإعلامية الكبرى ذات المعايير المهنية.
كذلك اطلع على الأخبار من مصادر محلية ومصادر عربية وأخرى عالمية باللغة العربية، وإن كنت قادراً على الاطلاع على المحتوى باللغة الإنجليزية، فأنصحك أن تفعل.
- أقرأ كل ما يرتبط بالحدث:
لا تقرأ عن الحدث نفسه فقط، بل اطلع على التقارير والتصريحات، والأخبار ذات العلاقة، فلو قرأت خبراً عن لقاء رؤساء دول ما، أقرأ الأخبار والتقارير التي تتعلق بالسياسات والاتفاقيات العسكرية والاقتصادية التي تربط بين هذه البلدان، والخروقات الأمنية عابرة الحدود التي حصلت، أو الإنجازات المشتركة المرتقبة.
- تحقق من المصادر الناقلة للخبر:
كل خبر صادر من المؤسسات الإعلامية ليس فيه مصادر واضحة موثوقة أو مصادر لها صلاحية التصريح والتوضيح فهو قصة خيالية محضة ولا يمكن أخذه بجدية.
وكل مؤسسة تنقل الأخبار من طرف واحد دون غيره هي مؤسسة غير محايدة وهناك الكثير الذي لا تريد لك معرفته، كما إنها تريد تعزيز مكانة هذا المصدر الذي تنقل عنه في وعيك، فمثلاً نقل أحداث حرب في دولة ما دون ذكر المصادر سواء كانت حكومية أو مؤسسات مجتمع مدني أو مؤسسات إعلامية على أراضي الدولة تلك أو مراسلين على الأرض أو شخصيات ذات مكانة في ذلك المجتمع أو شهود عيان يضعف الخبر، وكذلك نقل الأخبار من إعلام أحد طرفي النزاع.
- ابحث عن البيانات والمعلومات:
الأخبار يجب أن تدعم ببيانات دقيقة، ومعلومات صحيحة يقبلها العقل، وتصريحات من مصادر معتمدة ذات سلطة، وكل ما عدا ذلك لا يتعدى كلام قيل وقال، فعلى سبيل المثال موت أحدهم بعد شربه قنينة ماء يعد كلام من قبيل ما يتسلى به الناس في مجالسهم ما دام فاقداً لتصريح من الأطباء في المستشفى الذي رقد فيه المريض، ونتائج مخبرية عن محتوى هذه القنينة، وفاتورة شراء قنينة الماء، وتصوير كاميرات المراقبة إن توفرت، وما إلى ذلك.
- الحسابات الوهمية أو غير معروفة التمويل ليست مصادراً للخبر:
أحياناً نجد حسابات بأسماء وهمية تنشر أخباراً، أو أشخاصاً ممن نعرفهم عن طريق أنشطة من نوع معين يغيرون مسارهم فجأة ليتحدثوا عن جهة معينة، أو حسابات إخبارية تظهر من العدم، أو منشورات مجهولة المصدر تتناقل كالفيروس على واتساب أو فيسبوك أو X وغيرها من المنصات، كل ما يصلك عن هذه الطرق مبهمة لا يمكن الوثوق به.
- قارن بين الصياغات
انظر إلى الكلمات المستخدمة في صياغة الخبر، فلكل كلمة دلالة، ولكل تركيب معنى ووقع على النفس والفكر، فكلمة "مقتل" غير "استشهاد"، و"إسرائيل" غير "الكيان الصهيوني"، وغير ذلك.
- اسأل ذوي الخبرة:
في بداية متابعتك للأخبار قد يحصل لديك تشوش وحيرة لكم المعلومات والأخبار الجديد المنسكب، لذا لا بأس بالاستعانة بذوي الخبرة وسؤالهم عما يدور في خاطرك.
- أجل اتخاذ الموقف:
بين وقوع الحدث ووضوح الصورة الكاملة فترة زمنية تمتد إلى أسبوع وأحياناً أكثر، لا تبني مواقفك على أول خبر آني يصلك في خدمة الأخبار السريعة عبر منصة تيليجرام أو واتساب أو غيرهما، في التأني السلامة.
- استمر بالمتابعة:
استمر في متابعة الحدث وتداعياته وتطوراته، لا تتوقف عند الحدث نفسه، فالجريمة التي وقعت لا بد من محاكمة تليها، والمحاكمة لا بد أن يتمخض عنها حكم، وإن الاطلاع على الجريمة وحدها ليس كافياً لمعرفة حال الدولة والمجتمع وبناء المواقف عن ذلك.
وعلى الرغم من إنها قد تبدو خطوات كثيرة ومعقدة، ولكنك ما أن تبدأ بمتابعة الأخبار حتى يتمرن عقلك على كل هذه الخطوات تدريجياً ودون أن تشعر، وتصبح لديك رؤية فذة وحكيمة تجعلك قادراً على الفحص والتحقق، كل ما عليك هو أن تدرك ماهية هذه الخطوات وأهميتها.
اضافةتعليق
التعليقات