إنتشرت في الآونة الأخيرة وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحديدا منشورات كثيرة تحمل محتوى خطير ومعلب، هدفه تحفيز الأفكار المنحرفة في عقول الناس، والتي ربما قد تكون نائمة في أذهان الكثير، فعلى سبيل المثال صورة تنتشر على منصة الإنستجرام يتراءى للمشاهد بأن الهدف الظاهري منها هو اختبار مدى نظافة تفكير المجتمع فيوحى بأنها صورة لإمرأة عارية ولكن بعد التركيز نجد بأنها صورة اعتيادية لمنظر طبيعي، أو كلمات تقرأ بطريقتين مرة تقرأ بصورة بذيئة جدا، ومرة تقرأ وكأنها كلمات اعتيادية، جميع هذه الخدع درجت تحت عنوان (صفي نيتك).
الهدف من نشر هكذا أمور ليست اختبار نظافة تفكير الناس مثلما يوحى لنا أو مثلما تدعي (أصحاب البيجات)، بل هي من أجل تأجيج الفكر المنحرف في عقل المجتمع، إذ إن الأفكار السيئة والمنحرفة موجودة في عقول الناس مثلما الشيطان موجود، إلاّ أن الإنسان يحاول بإيمانه وتقواه السيطرة عليها وضبط أفكاره بالطريق الذي رسمه الإسلام له، فينشغل بضبط نفسه ورعاية أهله وعائلته ويبتعد قدر الإمكان عن الطريق الذي من الممكن أن يقوده إلى الانحراف.
إذ "إن وجود الفكرة المحورية في أذهان الناس لا يعني خلو أذهانهم من أفكار أخرى، إذ إن ثمة أفكار كامنة وخاملة أو أقل فاعلية وظهورا تمثل خلايا نائمة في ذهنية الفرد والمجتمع"[1]
فيأتي على أساسها أشخاصا مدعومين يحاولون أن يلوثوا نظافة الأفكار ويقودوا المجتمع نحو الانحراف من خلال تنشيط الخلايا النائمة التي تمثل الأفكار المنحرفة وتفعيلها وفق الخطط والغايات التي يريدها العدو.
فالإنسان الذي يعيش في مدينة خالية من النساء المتبرجات أصعب عليه الانحراف من الانسان الذي يعيش في مدينة تشيع فيها الفواحش والمنكرات وتعرض عليه النساء والعلاقات المحرمة بشكل يومي، وبالتأكيد الانسان الورع سيبتعد بنفسه عن كل المآثم ويلتهي بحياته وعمله وسيكون من الصعب جدا انحرافه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، ماذا سيستفيد العدو من تنشيط الأفكار المنحرفة في عقل المجتمع؟
إن المجتمع الملتزم دينيا وأخلاقيا هو مجتمع منضبط ومحافظ على مبادئه وسلوكياته، والمجتمع الذي يتميز بهذه الصفات من المستحيل ضربة أو هدمه!
فالخطوة الأولى ستكون نخر المجتمع من الداخل ليسهل على العدو ضرب المنظومة الإسلامية، ولا يحصل ذلك إلاّ من خلال نخر الأفراد الذين يتكون المجتمع منهم، وذلك عن طريق زرع الأفكار المنحرفة والتضليل الإعلامي ونزع المبادئ والقيم الإسلامية، وتبديلها بالأفكار الغربية التي تهدف إلى الحرية الكاذبة وهدم الكيان الأسري والتهميش والادمان والانحراف.
ولأن المنكر موجود في كل مكان، فالشيطان يقف متأهبا للإنسان على مدار اليوم، ولكن قدر الإمكان نحاول أن لا نكون فريسة سهلة في مصيدة الشيطان ولا نُضحك العدو على سذاجتنا في الوقوع في فخاخ الضلال التي وضعوها لنا في مواقع التواصل الاجتماعي والكتب والأفلام.
ولأن من الصعب جدا أن نلغي استخدامنا وتصفحنا لبرامج التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والانستجرام وغيرها من البرامج، إلاّ أن من السهل أن نحدد ما نريد مشاهدته، إذ إن هنالك خاصية في البرامج هو الإبلاغ أو تجاهل أو رفض ظهور كذا نوع من المنشورات أو المقاطع في الصفحة الخاصة، وبعد تحديد هذه الميزة التي وفرتها التكنولوجيا لنا من الممكن أن نسيطر على ما نريد أن نشاهد وما نريد أن نمتنع عنه من الصور الخلاعية والمنشورات البذيئة، وحتى إذا ظهرت صدفة منشورات من هكذا نوع من الممكن تجاهلها، والاستغفار والاستعانة بالله من الشيطان الرجيم وتذكير النفس بالأهداف الخبيثة التي يرنو لها العدو في هدم كيان المجتمع الاسلامي... فالنظرة المحرمة الواحدة لها تأثير كبير على الروح والنفس.
والإنسان بكل حالاته غير معصوم عن الأخطاء والزلات، ولكن يحاول قدر الإمكان الحفاظ على نفسه ودينه ومجتمعه من التضلل والانحراف، ودحض مخططات العدو التي تسعى إلى ضرب المجتمع المتدين ومقاومتها وردعها من خلال:
١-تجاهل هكذا نوع من المنشورات
٢-الإبلاغ على الصفحات التي تنشر منشورات ذات اهداف معلبة وخبيثة
٣-إعادة المجتمع الى القيم الإسلامية الصحيحة
٤-توعية المجتمع من الوقوع في فخاف العدو
٥-تكثيف العمل الإعلامي والمجازي في نشر الأفكار الانسانية القيمة
٦-تنشيط خلايا الخير والأعمال الصالحة التي تصنع من الانسان شخصية هادفة ورسالية وتهدف إلى تقوية المنظومة الإسلامية في العالم.
اضافةتعليق
التعليقات