تمثل وكالات الإعلام مصدرا مهم في المجتمعات المستهدفة، ولقد تبوأت هذه المؤسسات الصدارة في التعامل مع الأحداث وتغطية مجرياتها للجمهور عبر شبكاتها ومراسليها.
أما المجتمعات التي تفتقر للأضواء الإعلامية تواجه مشاكل عدة ومنها صعوبة إيصال صوت المغتربين ومواهبهم ونشاطاتهم الثقافية والتي هي بالنتيجة تعكس ثقافة بلدانهم وتراثهم وحضارتهم.
إن الجالية العربية بشكل عامة والعراقية خاصة في تركيا, المدن الكبرى على وجه الخصوص، ومنها أنقرة, تشهد عملية غير متوازنة بالكامل في بث الأخبار وتغطية الأحداث أو قد تكون معدومة في بعض الأحيان من الأساس، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة والشباب أصحاب صفحات الفيس بوك.
في حين إن أنقرة واجهت أسرع أزمة لجوء في السنوات الأخيرة, حتى أصبحت أن تكون أشبه بمجتمع عربي متكامل نظرا للوافدين العرب إليها، حيث بلغ عدد الوافدين زهاء ( 100000الى 120000) جنسية عربية منها (30000-50000) جنسية عراقية.
افتقرت أنقرة و لاجئيها إلى الوكالات الإعلامية على عكس اسطنبول, في حين إن أنقرة شهدت الكثير من الأحداث المهمة والنشاطات الأدبية والثقافية المختلفة التي تقام بين الحين والآخر من قبل أدباء ومثقفي الجالية العربية، حيث لإنها تضم مجموعة كبيرة من المثقفين العرب بمختلف جنسياتهم وقومياتهم المختلفة.
إن أبرز المشاكل التي تعرضت إليها الجنسية العربية هي عدم نقل الحقائق أو المآسي التي تواجههم وإيصال صوتهم وما يعرقل يومياتهم, مما تسبب بشعورهم بالغبن الشديد في هذا المجال, بينما كان ينبغي على بلدانهم الأم وممثليها الدبلوماسيين أن يكون لهم الدور الأبرز في تبني مثل هذه النشاطات ورعايتها بما ينسجم وتطلعات الجالية العربية, وهي بالنتيجة أيضا ستعكس بطريقة أو بأخرى صورة لامعة عن حضارة بلدانهم وثقافتهم وتراثهم الأدبي الزاخر بشتى ألوان الثقافة والأدب.
بات من الضروري أن تتواجد وكالات انبائية وإعلامية تحتضن هذه الأعداد من اللاجئين والمقيمين، والطلاب ونقل ما يحدث داخل هذه المجتمعات الصغرى لما تعكسه من صور ايجابية, وفتح أبواب المساعدة أمام جميع مثقفي وصحفيي العراق ونشر نشاطهم، وكذلك اعطاء أمل أو حافز للذين تخرجوا حديثا أو المقبلين على التخرج من أقسام الصحافة والإعلام، فهم أكثر من غيرهم بحاجة إلى إعادة تأهيل من جديد وتلبية طموحهم التي افتقروا لها في بلادهم الأصل في ظل الأحداث التي تعرض إليها العراق منذ عام 2003.
الجالية العراقية هنا في أنقرة تمتلك الكثير من الكفاءات التي تستطيع تبني هذا المشروع والعمل على إدارته بشكل جيد وإدارة ذات قدرة جيدة, فقط هي تفتقر للدعم الاقتصادي من كلا الحكومتين ومن الجهات الإعلامية الخاصة، غير أنه الآن المشروع بدأ التخطيط له ورسمه من قبل الشباب، لكن بانتظار أن تلتفت لهم الجهات ذات العلاقة لشد أزرهم وتوفير ما يلزم لإتمامه.
اضافةتعليق
التعليقات