بخطواتها الأبيّة تسير نحو كربلاء، مع قافلة تضم الحسين واهله وعياله وانصاره، تتجه الى حيث تعلم ويعلم سيد الشهداء الى اين المبتغى، لم تتردد لحظة ولم تضعف بل سارت بعزيمة وثبات.. أتعلمون من هي تلك المرأة العظيمة؟؟ انها جبل الصبر ام المصائب السيدة زينب عليها السلام.. تلك المرأة الشامخة التي شاهدت في يوم عاشوراء جثث اخوانها واولادها ومحبيهم وانصارهم على صحراء كربلاء مقطعين تلسعهم حرارة الشمس الحارقة ظهيرة ذلك اليوم العصيب.
عندما خرجت تلك السيدة الجليلة من المدينة مع اخيها الحسين كانت تعلم ان دورها اكبر من مرافقة الرحل المتجه الى ميدان القتال، فمن تربت في حجر الرسول ورضعت من امها البتول وتغذت من علوم ابيها المرتضى واعية بما يكفي، ومجهزة بأفضل المقومات لتعلم جيدا انها هيئت واعدت لتكون الصوت الحي لتلك الواقعة...
فانطلقت بصحبة الحسين (عليه السلام) رغم المعارضات التي ابديت لمنع الحسين (عليه السلام) من اخذ الاطفال والنساء... لكن جواب الامام كان "شاء الله ان يراني قتيلا وان يراهن سبايا".
ففي دورها البطولي الاول عند وصولها الى كربلاء حيث برز دورها الكبير في الدعم المعنوي للحسين واهل بيته وعياله ولا يخفى دورها العظيم في حماية الامام زين العابدين من القتل وحماية النساء والاطفال بعد ان استشهد الحسين عليه السلام وانصاره.
استمر دورها عليها السلام في نقل الوقائع فلم تسكت على الظلم في مسجد الكوفة بل نطقت وتكلمت واسكتت من حولها وافجعت الحضور بطريقة الوصف والتأثير... ثم اكملت مهمتها السامية في الشام حين دخولها في مجلس يزيد حيث ردت على يزيد بعد ان لاحظت افعاله البشعة وطريقة كلامه وشماتته ومحاولته لان يبين للناس مدى انتصاره فنطقت بكلمات ادهشت يزيد والحاضرين في ذلك المجلس.
اكملت السيدة زينب دورها عند رجوعها الى المدينة... حيث وقع على عاتق السيدة زينب والمخدرات فضح اعمال وافعال يزيد واعوانه، وشرح ونقل ما حدث للحسين في يوم عاشوراء بكل مصداقية... وهنا اخذت السيدة زينب والنساء اللاتي كن في ارض الطف، بشرح وتبيان تفاصيل الواقعة وما فعل أعداء الإسلام بسلالة العترة الطاهرة من قتل وقطع للرؤوس والجثث، وأوضحوا للناس جميعا كيف انهم سيروا بهم سبايا من دون مراعاة لحرمتهم، وهم اشرف الخلق، وبذلك اتضح دور السيدة اكثر من قبل فهي التي استطاعت ان تبين المظلومية التي حدثت في يوم الواقعة، وما حدث بعدها.
فأوضحت وبينت في مدينة جدها ماذا فعل بنو امية بأخيها ريحانة رسول الله وكيف انتهكوا حرمة ال البيت بفعلهم في يوم عاشوراء.. ليفتضح بفعلهم ذلك مدى الحقد والغل في دواخلهم اتجاه سلالة العترة الطاهرة.
واخيرا نذكر قول الشيخ عبد الوهاب الكاشي في خروج السيدة زينب عليها السلام مع الحسين عليه السلام:( ان الحسين عليه السلام كان يعرف انه اّذا قتل فلا يوجد رجل في العالم يمكنه ان يتكلم بشيء ضد سياسية الامويين مهما كان عظيما حيث انهم قطعوا الالسن وكموا الافواه فكان في قتله سدى وقد لا يعرف أحد من المسلمين ما جرى عليه... فأراد الحسين عليه السلام ان يحمل معه السنة ناطقة بعد قتله لتنتشر تلك التضحية في العالم الإسلامي, وهذا ما حصل فعلا فقد سِرن النساء مع الحسين الى كربلاء ليبدأ دورهُن الأساسي والضروري).
اضافةتعليق
التعليقات