جئت يا عيد الله الأكبر يا من حدّث عنك المعصوم وهو الذي لا ينطق عن الهوى فقال: إن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب..
إلا إنّا نعتذر منك فأهل الأرض لم يحتفلوا بك كما احتفل بك أهل السماء. لم يعرفوا حقك ولم يدركوا عظيم شأنك، فتراهم يمرون بيومك وكأنه يوم لا ميزة له، قد تناسوا التعيد فيه والتصدق والتوسيع على العيال، والأعظم من هذا أن بعض من غرفوا من معينك العذب لم يرشدوا الأمة اليك ولم يذكّروا من جعلوا علياً الرابع بالبيعة، فهو من عين في يومك وصياً وإماما لا من تقمصها ظلماً وعدوانا. ما اجرأه على الله وعلى رسوله وعلى أمير المؤمنين!.
ولابد هنا أن نذكر أول من احتج بك للدفاع عن الوصي الشرعي وهي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حين قالت للقوم: أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله صلى الله عليه وآله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام؟.
أو ليس تذكيرها دليلاً على أنك الحجة الدامغة التي تاهت فيها عقول أهل الحقد في محاولة إطاحتها..
فهل سيقتدي شيعة علي ومحبيه بسيدة النساء ويذكّروا الآخرين فيك كي تعود الأمة الى الخليفة الشرعي بعد ما جحدت ما جرى فيك وأزاحته ومنعته من الحق الذي وهبه الله له، وما هذا إلا لما حملته صدور القوم من ضغائن وحقد وغيرة من الأمير عليه السلام وحب للدنيا وزخرفها.
أما حان الوقت ليستفيق أهل الارض ويلتفتوا إليك وليعلموا أن تنصيب علي فيك هو من الرب العلي، وأن يعتبروا من عقوبة ذاك الناصبي حين سأل رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا شيء منك أو من الله ؟ وعندما أجابه بأنه من الله تعالى رفع رأسه وقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتنا بعذاب أليم، وما أن قام من مكانه وذهب نحو راحلته حتى أنزل الله عليه ما يستحقه من العقوبة أمام القاصي والداني، ونزل جبرائيل بقوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع).
أوليست هذه الحادثة كافية لأهل الارض كي يقرّوا بإمامة علي عليه السلام وولايته المقرونة بإتمام النعم وبإمامة الائمة الهداة عليهم السلام وبذلك يضمنون سلامة دينهم وكماله واستقامة حالهم ووحدة كلمتهم فإن طاعة أهل البيت عليهم السلام نظاماً للملة وإمامتهم أمان من الفرقة كما قالت مولاتنا الزهراء أرواحنا فداها.
وما أيامك يا عيد الله إلا فرصة لتعود هذه الأمة للبيعة الحقة لأمير المؤمنين والأخذ بعلومه والتعلم من سيرته ومبادئه وأن ينهل مسلمي هذه الأمة من منهل الولاء والعشق لآل محمد عليهم السلام ليفوزوا فوز الدنيا والآخرة.
اضافةتعليق
التعليقات