"لم يعد الخبر الصحفي مجرد وصف اعتيادي لحدث معين يحظى بالاهتمام بل أصبح صناعة مميزه لها سماتها الخاصة، وهذه الصناعة الصحفية دخلت وتفاعلت فيها عوامل عدة أسهمت في تطور أساليبها ووسائلها وطرائق إيصالها إلى الجمهور.
وقد تعقدت تبعا لعالم مليء بالصراعات المختلفة من إيديولوجية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية تركت أثرها واضحا في العملية الإخبارية.
وقد شهد النصف الثاني من القرن الماضي ظهور أنماط جديدة من أساليب تحرير وكتابة الأخبار وتغيرت النظرة إلى الخبر تعريفا ومفهوما وأصبحت عملية إعداده صناعة متقنة ومعقدة تجاوزت الوصف الاعتيادي للأحداث الجارية لتصبح عملية دقيقة لها وسائلها وأساليبها وفلسفتها الخاصة".
وكثيرا ما كنا نقرأ في كتب الصحافة تعريفات للخبر تكاد تلتقي في مفهوم عام وهو أن الخبر وصف لحدث آني يحظى بالاهتمام. ومضت عقود طويلة ظل فيها هذا المفهوم العام راسخا في أذهان كتاب الخبر والمحررين والمراسلين الذين وجدوا أن مهمتهم الصحفية تقوم على اطلاع القراء وتنويرهم بما يجري من أحداث، ومن أجل مواكبة الحداثة والتطوير للأقلام النافعة والمحترفة نظمت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية في محافظة كربلاء المقدسة دورة صحفية بعنوان: “فن كتابة الخبر الصحفي” والتي استمرت لمدة شهر ونصف، وبحضور نخبة من الكاتبات، وحاضر في الندوة المدرب مسلم عباس/ تدريسي في قسم الصحافة _ جامعة أهل البيت عليهم السلام، وكاتب في شبكة النبأ المعلوماتية وعدد من المواقع العراقية والعربية.
وشملت الدورة مفاهيم الخبر الصحفي وآلية كتابته واستعراض لأهم المدارس الصحفية، فضلا عن شرح الأساليب الخبرية بين المؤسسات الاعلامية العراقية والعربية والعالمية.
كما تطرق المدرب إلى أساليب تغطية المهرجانات والندوات مستعرضا فيها بعض الأخبار من أجل تحليلها وتوضيح آليات الاجابة على الأسئلة الستة التي تعد الركيزة الأساسية لكل مادة صحفية.
وأوضح عباس أن الدورة ركزت على الاختبارات العملية من أجل تعزيز المعلومات النظرية، عبر تكليف المتدربات بواجبات أسبوعية فضلا عن استعراض لأهم المدارس التحريرية للمؤسسات الاعلامية العالمية.
وأضاف: إن المتدربات على مستوى عالٍ من النشاط والرغبة في إضافة كل جديد إلى خزينهن المعرفي والعملي، لذلك كنت سعيد بالقاء المحاضرات أسبوعيا، ومن خلال هذه النشاطات تؤسس جمعية المودة والازدهار لبناء جيل اعلامي نسائي يأخذ على عاتقه حمل الرسالة الاعلامية السامية.
وختم حديثه بالقول: نطمح إلى مزيد من الدورات الاعلامية المكثفة في مجالات أخرى، مثل التقارير والتحقيقات والمقالات، فهذه الفنون لها أهمية كبيرة في العمل الصحفي".
وكانت من ضمن آراء المشاركات في الدورة الكاتبة زينب السماك حيث أبدت رأيها قائلة: دورة متكاملة وجميلة وحملت كم كبير من المعلومات وشرحت بطريقة السهل الممتنع وصول المعلومة بطريقة سهلة ومباشرة، بالنسبة لي افادتني جدا، كل التوفيق إلى الاستاذ مسلم عباس وشكرا جزيلا إلى إدارة جمعية المودة والازدهار التي دائما ما تسعى جادة لتطوير طاقاتها..
وأوضحت إدارة الجمعية أن الهدف من تنظيم هذه الدورة اليوم، يكمن في تكوين الأقلام الشابة وتطويرها حتى تجيد الكتابة الصحفية على مستوى متقدم، وتفعيل دور النشاط النسوي في المحافظة من خلال إقامة الدورات الثقافية والاكاديمية التي قدمتها سابقا.
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية ستقدم قريبا دورات أخرى في الصحافة الاستقصائية.
اضافةتعليق
التعليقات