• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نساء في ظلال الحشد

نجاح الجيزاني / الأثنين 03 ايلول 2018 / اعلام / 3489
شارك الموضوع :

امرأة عراقية أصيلة، حفرت اسمها في سجل الخالدين، ارتأت أن يكون لها حضوراً فاعلاً في معادلة الحشد الشعبي، لم تنتظر احداً يقدم لها دوراً كي تؤد

امرأة عراقية أصيلة، حفرت اسمها في سجل الخالدين، ارتأت أن يكون لها حضوراً فاعلاً في معادلة الحشد الشعبي، لم تنتظر احداً يقدم لها دوراً كي تؤديه، بل كانت هي صاحبة المبادرة الشجاعة للحفاظ على ارواح الطلبة العراقيين من مقصلة (داعش), كانت قاب قوسين أو أدنى من الخطر المحدق بها وبأسرتها, لكنها لم تأبه ولم تبالي، بل عقدت العزم لإظهار شجاعةٍ نادرةٍ في زمنٍ  قلّ  فيه الشجعان...

إنها (أم قصي) هي واحدة من نساء العراق، ممن تركن بصمة في تاريخنا المعاصر.

 سُمّيت بـ (طوعة) استذكاراً للدور البطولي الذي قامت به السيدة (طوعة) تلك المؤمنة الواعية التي احتضنت ممثل الثورة (مسلم بن عقيل) حين تفرق الناس عنه، وفتحت له أبواب بيتها حين أُغلقت دونه الأبواب، وآوته وأسكنته الأحداق حين تقاذفته سكك الكوفة وشوارعها، فتفوقت بهذا الموقف الثوري على جميع رجال مجتمعها، ممن آثروا السلامة والاختباء مخافة بطش آل أميّة.

(إن الرجولة ليست رجولة الجسد، بل رجولة الوعي والموقف) فكم من امرأة مغمورة لم يؤبه لها هي أقوى من الف رجل ورجل؟! وكم من رجال تنزوي الرجولة عنهم حين تظهر امارات الضعف والتردد في مواقفهم؟!

وقديماً.. كانت هناك صور مشرقة للدور الجهادي الذي قامت به المرأة في معارك العزة والكرامة واحقاق الحقوق، من تلك الصور: الصحابية (أم عطية) التي شاركت النبي صلى الله عليه وآله في سبع غزوات، وكانت تخلفهم في رحالهم وتصنع الطعام وتضمّد الجرحى، وكذلك (أم عمارة نسيبة المازنية) هي الأخرى تركت لنا إرثاً عظيماً نفخر به على مر التاريخ، فقد شهدت غزوة أحد وبيعة الرضوان، ويوم اليمامة كانت تقاتل مع ابيها عبد الله حتى قُطعت يدها وجُرحت اثنا عشر جرحاً، هذا هو حال المرأة في صدر الإسلام الأول.

واليوم يحق لنا أن نتساءل: ما هو دور المرأة في الصراع الدائر؟ وكيف يكون جهادها ضد قوى الشر والظلام؟

المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسلامي، ولا نغالي إذا قلنا: هي كل المجتمع، وأنّ فتح الباب لها بحسن التبّعل كنوع من جهادٍ نسويٍ خالصٍ لها، هذا لا يعني حرمانها من جهاد أكبر وأعظم... وإلا قولوا لنا بربّكم: هل تأخذ المرأة دور المتفرج وتنتظر ولا تحرك ساكناً حتى تنتهي أحداث المعركة فلا يكون لها دوراً يُذكر؟ ام ستكتفي بإدارة شؤون البيت وحفظ العيال بغياب الزوج أو الأب وهي ترى بأمّ أعينها ألسنة النيران قريباً من دارها، بل وتطال أطراف مدينتها؟

لو افترضنا جدلاً ان الإسلام ينظر للمرأة على انها مخلوق تابع للرجل، خلقها الله لتلبية احتياجاته فقط، أو اعتبرها وجوداً هامشياً لا دخل له في شؤون المجتمع، لأمكن اعفاءها وإراحتها من مهمات الجهاد، ولجعلها في منأى عن قضايا الأمة المصيرية.

أما ما دامت المرأة هي جزءاً أساسياً من المجتمع، ووجوداً مستقلاً كأخيها الرجل تماماً، فلا يمكن أن يسمح لها الإسلام بالتغاضي عن الظلم، والقبول بالأمر الواقع.. بل انها مسؤولة مع الرجل وبنفس المقدار عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. يقول تعالى: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)).

فالجهاد اذن ليس حكراً على الرجال، وليسوا وحدهم معنيّون بالدخول الى الجنة، بل تشاطرهم النساء في ذلك لأنهن شقائق الرجال، ومن يقول بغير ذلك فإنه يغرّد خارج السرب.

لقد أبدت المرأة العراقية شجاعة منقطعة النظير ابّان تسلط (داعش) وما رافق ذلك من اعتداءات يندى لها جبين الانسانية، وما موقف (أم العراقيين) طوعة زماننا، إلا واحداً من تلك المواقف المشرّفة، والتي رصّعت جبين الوطن بتاج الفخر والكرامة.

نحن اذن  بحاجة ماسة لشجاعة نسوية بشقيّها: شجاعة الكلمة  وشجاعة الموقف... فهما جناحا كل شجاعة يُكتب لها الخلود... وبين زينب الكلمة وطوعة الموقف نعيش اليوم في ظلال معادلة صعبة فرضت نفسها وبقوة على واقع العراق، انها معادلة الحشد الشعبي والذي لعب دوراً عظيماً في إعادة التوازن الى المشهد العراقي بعد الانهيار الذي هدّد وجودنا كوطن.

فما أحوجنا الى حشدٍ زينبي واعٍ يكون رديفاً للحشد المقاتل يساويه في القوة ويوازيه في الاندفاع، خصوصاً في هذا الزمن الرديء، والذي تتكالب فيه قوى الشر وتتكاتف لتهميش دور المرأة، واستغفالها تحت مسمّيات الموضة والجمال واللحاق بركب الحضارة.

فهل بمقدور المرأة أن تعيد الألق الى صورتها الجهادية الناصعة؟ سؤال نتركه على طاولة (نون النسوة) لعلها تصحو من غفلتها ولو بعد حين.

المرأة
الوطن
مفاهيم
الحشد الشعبي
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    آخر القراءات

    ثقافة التفريق بين الرجل والمرأة

    النشر : الأثنين 21 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    هل يحتاج الحق إلى دعاية؟

    النشر : السبت 16 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    النشر : الأربعاء 04 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    التصوير.. بين الهواية والإحتراف

    النشر : الثلاثاء 15 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    وبدأت الحكاية.. دروس في الطف

    النشر : الأربعاء 03 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    بين التأثر والتأثير علامات فارقة

    النشر : السبت 30 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1182 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 605 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 425 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 424 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 390 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 389 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1525 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1307 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1182 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة
    • منذ 23 ساعة
    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات
    • منذ 23 ساعة
    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب
    • منذ 23 ساعة
    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة