انتشرت في الآونة الاخيرة بعض النصائح والمعلومات التي قد تساعد النساء في اختيار اطلالتهن المناسبة ليظهرن بمظهر المتألقة المُتميزة، وما يلفت الانتباه أن بعض هذه النصائح تُشير الى تفاصيل صغيرة جدا غالبا لا تلتفت اليها النساء.
مثلا: (الفتاة ذات البشرة الفاتحة جداً يفضل ابتعادها عن ألوان الباستيل مثل الزهري الفاتح والأصفر الليموني والأزرق السماوي، لأنها تظهر شحوب بشرتها أكثر، وتناسبها الألوان الجريئة مثل الفوشي والأحمر والبرتقالي، بعكس الفتاة ذات البشرة السمراء أو الداكنة، فألوان الباستيل تكون مناسبة لها).
(يجب أن تجدد في اختيار الملابس، حيث لا تكون دائماً على النمط نفسه بل يجب أن تنوع في ملابسك حتى تظهر بشكل جذّاب).
بالاضافة الى قوائم الممنوعات التي قد تطول ابتعدي، تجنبي، احذري وووو...
لم أسمع يوما ما أنَّ احدا اعترض على هذا الكلام وقال: كفى تعقيداً، لماذا كل هذا التعقيد، لمَ الاهتمام بالتفاصيل؟ بالعكس تماما نرى انتشار امثال هذا الكلام بسبب ما يلاقيه من تفاعل وتشجيع.
هكذا في الكثير من التفاصيل الحياتية الصغيرة، حتى اصبح جل تفكيرنا في هذا الزمن بالتفاصيل الحياتية سواء في حياتنا الخاصة او حياة من حولنا، نُدقق في كل صغيرة ونرتب على كل كلمة ردة فعل.
فهل سيكون تقبلنا لهذا الكلام نفسه لو قلنا بأن تلك الثواني القليلة التي يقضيها البعض وهو يستمع الى الغناء او الموسيقى يؤثر سلباً على الروح وتُفسد نقاءها وروحانيتها، روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (الغناء يورث النفاق, ويعقب الفقر).
هل سنتقبل برحابة صدر حقيقة أن وضع الاعجاب في مواقع التواصل سنحاسب عليه يوم القيامة، إعجاب (لايك) لفتاة مُتبرجة يُعد تشجيعاً لها، (لايك) لمقدم برامج وهو يمازح زميتله في العمل، امرأة تعرض تفاصيل حياتها بلا فائدة مرجوة، مقطع جميل وقد يكون مفيد ولكن فيه موسيقى، صورة ليد فتاة مُزينة، صورة لفتاة وشاب، والكثير من المنشورات ألا يُعد هذا تجاوز على حدود الله تعالى، إعجابي بمثل هذه المنشورات معناه انني اوافق على مافي المنشور! روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحب قوماً حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم.
بالتأكيد إن الكلام هنا سيكون، لمَ كل هذا التعقيد، الدين يسر وليس عسر..
يوماً ما كنت اتكلم مع مجموعة من البنات وحين علموا انني ادقق كثيرا في حسابات من اتابع ومتى اضع لايك، جاءت ردت فعلهم بأن من يفعل مثلكِ يُعد معقداً، قالت احداهن انكم تهتمون بتفاصيل لا داعي منها وتشغلون انفسكم بأمور صغيرة جداً، في الوقت ذاته كانت هي مهتمة جداً في مظهرها الخارجي وتبحث دائماً في تفاصيل صغيرة لتظهر بمظهر لائق أمام الآخرين، ما هو الأهم ان اظهر بمظهر لائق امام الناس او امام رب الناس؟!
وخالق الناس يقول: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
هكذا نحن البشر مع الاسف نتناقض في مبادئنا فقط لنُرضي النفس الامارة بالسوء.
في الختام أُذكر نفسي والجميع بأن الحرية الحقيقية هي في الالتزام بأوامر الله تعالى وطاعته، والتعقيد كل التعقيد في طاعة النفس الأمارة ومحاولة ارضاءها وارضاء الناس.
اضافةتعليق
التعليقات
2020-06-06