الإعلام هو مصطلح يطلق على أي وسيلة أو تقنية أو منظمة أو مؤسسة تجارية، عامة أو خاصة، رسمية أو غير رسمية، مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات، ويعتبر الاعلام السلطة الرابعة للإشارة إلى تأثيره العميق والواسع ودوره الكبير في ثقافة الدولة والداعم لها فمن خلاله تعرف ما يجري في هذا العالم من الاحداث والكوارث الطبيعية والغير الطبيعية، فمن السهل ان تسمع الى اخبار العالم وانت جالس في مكانك.
ورغم تطور الاعلام في السنوات الاخيرة وكثرة الاعلاميين وادوات الاعلام التي اصبحت في متناول الجميع ولم يكتفِ فقط في المرئي والسمعي فقد دخلت مواقع التواصل ايضا ضمن ايقونة الاعلام الحديث، وبين الماضي والحاضر بقيت بعض القضايا لم يعطي حقها الاعلام او يحدثها وينقلها للجيل الحديث بصورة مناسبة وبقيت كما هي مجهولة مضللة، ولعل اغلبها هي التي تخص جانب اهل البيت عليهم السلام فقد تجاهل الاعلام سيرة اهل البيت عليهم السلام طيلة حياتهم وضلل عن افعالهم حتى يومنا هذا فلم نرَ اي شعلة اعلامية عن سيرتهم، ففي الماضي كان الاعلام ضعيف نوعا ما او مفقودا، اما اليوم اصبح له سلطة وقانون يحميه الا انه بقي ضعيفا اتجاه بعض القضايا الشيعية الفكرية.
وبين ما يعرض من الاحداث التي تجري في العالم هناك قضية يغفل عنها الاعلام وخاصة الاعلام الشيعي هو الامام المهدي ودولته الكريمة، فلم يسلط الاعلام على ايجابيات دولته وافعاله التي تجعل من هذه البلدان المعنفة آمنة مطمنئة لا بل يعرض المخاوف من ظهوره فمجرد ان تذكر الظهور يخاف البعض ويتمنى ان يتأخر واول كلمة يقولها انه غير مستعد للظهور وخائف لانه قد سمع ان الامام يقتل!.
هذه الافكار زرعت في اذهان الشباب من القتل والدماء والعلامات التي تسبق الامام المحتومة وغيرها، لذا ابتعدوا عن القضية المهدوية ومعرفة امام زمانهم وجعلوها قضية غائبة مجهولة، بينما يتبع الغرب تفاصيل ظهور القائم في كل الكتب التي تحدثت عنه وجعلوه قضيته قضية مصيرية لحضارتهم ودرسوا كل شيء عن الامام حتى صفاته ولم ينقصهم غير صوته، وقد اثار الخوف في المجتمع الغربي بعد صدور كتاب (تنبؤات نوسترادموس) يتنبأ الكتاب عن ظهور رجل من ذرية ال محمد في آخر الزمان يحارب الغرب وينتصر عليهم وانهم مقتولين على يده.
كل هذه التنبؤات التي كتبها الكاتب كانت هي رسائل مخيفة ألفتها اسرائيل حتى يعيش العالم حالة الخوف وعدم التهيؤ للظهور فقد قال الغرب عن الامام المهدي (الخطر المؤجل) وصلت هذه الرسائل الصهيونية الى العرب وكالعادة استقلبها العرب وابتعدوا عن الامام بذريعة الخوف منه والقلق من ظهوره، متجاهلين حقيقة الامر وان هناك روايات لو عرف بها العالم العربي لاستعدوا للظهور، ففي الروايات التي تحدثت عن الامام وحكومته تجد ان العرب محظوظين لانهم يعيشون في ظل حكومته فقد ذكر الامام علي في خطبته المذكورة انه قال: «لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه. فقال الراوي وهو عباية الأسدي: قلت له: يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت؟ فقال: هيهات ياعباية، ذهبت غير مذهب. يفعله رجل مني، أي المهدي (ع)». (معاني الأخبار:٤۰٦، والإيقاظ/٣٨٥ ).
"وهو يشير الى معركة المهدي (ع) مع السفياني في دمشق ومن وراءه مع اليهود، فينتصر عليهم ويدخل القدس كما نصت الروايات، وأنه بعد انتصاره يُخرج اليهود من بلاد العرب، ويجعل مصر مركزاً إعلامياً عالمياً".
وعن السيد بن طاووس بسنده عن الإمام الصادق (ع)، جاء فيها: «وإن لكل شئ إنّاً يبلغه، لا يعجل الله بشئ، حتى يبلغ أناه ومنتهاه، فاستبشروا ببشرى ما بشرتم به، واعترفوا بقربان ما قرب لكم، وتنجزوا من الله ما وعدكم.
إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان. لايعي حديثنا إلا حصون حصينة، أو صدور أمينة أو أحلام رزينة. ياعجباً كل العجب بين جمادى ورجب...
وعلى اختلاف الروايات ومصادرها والاحداث التي ذكرتها الا اننا مازلنا نفكر بانه عندما يخرج سيقتلنا؟ هذه الافكار التي تسيطر علينا فلماذا القتل؟ لو تفحصنا الروايات نجد ان الامام رحيم جدا وانه يقتل الكافرين والمارقين عن الدين ويجعل المؤمنين في عالم من الفردوس في دولة كريمة يُعز فيها الفرد ويذل فيها المنافق، فلو صدق علينا الايمان الباطني والظاهري وكنا ممن شملهم حديث المنتظرين لما فكرنا بهذه الطريقة، ولان شغلتنا الدنيا بزينتها وشغلتنا اسرائيل بالحروب وامريكا تلاعبنا باختراعاتها وتطورها ونحن معهم نشتري ونبيع حتى اصبحت حياتنا تغزوها التكنولوجيا بكل ما فيها وابتعدنا عن الامام فلا نعرف عن الامام شيء وهذا هو غاية الغرب، ورغم تطور الاعلام وسهولة استعماله الا اننا لم نستخدمه لصالحنا فقط اكتفينا باستخدامه لصالح العام والاستمتاع بما ينشر من افلام الغرب وقصصهم التي لا تخلو من الافكار السامة اتجاه الاسلام والمسلمين، ولم نصنع ولو فلما واحدا او تقرير او نشر ايجابيات الدولة المهدوية التي هي فرج للمنتظرين وانقاذ لهم من الفاسدين من السلطة فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يردُّ الله به الدين، ويفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا إله الا الله).
وعن الرضا عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لمّا عرج بي إلى السماء.. فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي بعدي؟ فنوديت: يا محمد! هؤلاء أوليائي وأحبّائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريّتي، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلفك بعدك، وعزّتي وجلالي! لأظهرنّ بهم ديني، ولأعلينَّ بهم كلمتي، ولأطهِّرنَّ الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأمكّنه مشارق الأرض ومغاربها).
اضافةتعليق
التعليقات