بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لرحيل اية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) اقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية حوارية بعنوان: الغزو الثقافي في وسائل التواصل الاجتماعي، قراءة المخاطر والتحديات من خلال رؤية الفقيه الشيرازي. وذلك في مقر الجمعية بتاريخ 17/2/2018 وبحضور عضوات الجمعية وثلة من الناشطات والمهتمات بالقضايا الثقافية والاجتماعية.
بدأت ولاء عطشان بمقدمة عن حياة سماحة السيد محمد رضا الشيرازي، وتحدثت عن أهمية العالم وانه إن مات ثلم في الاسلام ثلمة لاتسد، لماذا، لأن هذا العالم كان له دور وتأثير وعطاء في النفوس، هو رحل لكن ذكره باق وسيبقى لأجيال عديدة مادامت بصمته باقية في العالم. وتأثير السيد لم يكن على مستوى العراق فحسب بل على مستويات عديدة وشرائح مختلفة وخصوصا الشباب وقد ساهم في تغييرهم لما له من روح خاصة.
وأضافت عطشان: لقد قام سماحته بمناقشة موضوع الغزو الثقافي قبل سنوات عديدة في الوقت الذي لم يكن لوسائل التواصل الاجتماعي ذاك الانتشار، ولكن الان نرى خطورة هذه الوسائل، اذن كم كان فكر السيد واسعا بحيث استطاع أن يعالج هذه المشكلة، وقد طرح سماحته قضية الجواسيس في بلادنا وكيف ان الفكر الوهابي أثروا على الناس ليس بالسلاح بل بالفكر، واستغلوا الثغرات لنشر التفرقة والفتن، وسماحة السيد قاوم هذا الفكر برسالة أهل البيت، وبالبشر الذي كان في وجهه، والخلق العظيم، فبقوة الاخلاق غيّر الكثير، وبقي ذكره الى الان.
ثم كان المحور الثاني لرقية تاج حيث تحدثت عن الغزو الثقافي ومخاطره، وهو نوع من انواع الاحتلال والسيطرة والاستيلاء ليس عسكريا بل إحتلال العقول والفكر، وهذا النوع من الغزو أخطر بكثير من الغزو المباشر على الارض لأنه يتم بطرق غير مباشرة، وأهدافه طمس الهوية والثقافة الاسلامية وتشويه العادات والتقاليد، وإلغاء الكثير من القيم والمفاهيم في مجتمعاتنا.
هذه الاهداف يتم تنفيذها بطرق عديدة، قديما كان الاستعمار يستخدم المدارس التبشيرية والجامعات الغربية وتغيير المناهج التعليمة والبعثات والدورات الصيفية للطلاب الى بلاد الغرب، في وقتنا هذا تنفذ أغراضهم عن طريقة أكثر انتشارا وخطورة ألا وهي وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، فبدل أن يتوجه الشاب إلى تلك المدارس، جاءت المدارس والمناهج الى بيوتنا عن طريق أجهزة التكنولوجيا الحديثة.
وذكرت تاج شواهد وأمثلة عن الغزو الثقافي وقصص عن بعض الشباب الذين كانوا ضحية هذا الغزو ومنها ظاهرة المخدرات والانتحار بسبب ألعاب انتشرت في وسائل التواصل، والعلاقات المحرمة التي تحاكي مشاهد بعض المسلسلات. وقد وصلنا لمرحلة أن كل ذلك أصبح مألوفا وأصبحت تسمى ثقافة، وأصبحنا نرى الطريقة الغربية في بعض الامور هي الطريقة الفضلى والمثلى.
والمحور الثاني كان لفهيمة رضا ودار عن أهمية الاهتمام والرعاية التي تقي الانسان من هذا الغزو، وقد استهلت كلامها لقصة وأمثلة عن فتيات كنّ هدفا من هذا الغزو والهجوم، والذي كان بسبب الفجوة بينهم وبين الاهل، وهنا تأتي أهمية الصداقة مع الاب والام، وبسبب غياب هذه العلاقة يتشكيل حاجز منيع يتجه الابناء بسببه الى وسائل التواصل الاجتماعي، وايضا يأخذون الكلام من أي أحد في الوقت الذي أن كلام أهل البيت هو فقط الصحيح مئة بلمئة، وهو المنهج الصحيح، وذكرت شاهدا اخرا ومظهرا من الغزو الثقافي وهو عالم ديني مشهور تبين فيما بعد أنه جاسوس غربي، وهذا يحدث في كل زمان، فالانسان عليه دائما أن يلجأ لأهل البيت فقط لأنهم معصومون.
وتكلمت زهراء وحيدي عن موضوع التبادل الثقافي بين البلدان، فقبلا كان يقيس الناس مدى ثقافة الشخص إن كان دارسا في بلاد الاندلس، وموضوع التبادل هو علاقة سليمة إن كان المجتمع يأخذ الجانب الايجابي وثقافته المفيدة، ولكن في وقتنا الحالي لايحدث انتقاء، بل يحدث عشوائيا، فأصبح غزو العقول بحجة التبادل الثقافي، ولم يأخذ المحور الصحيح، وهذا يتأتى بسبب غياب الشخصية المثقفة أو عدم اعطاء المجال لها، وجيل اليوم يرى العادات والتقاليد بالية ويقارنها مع عادات الغرب التي يراها مناسبة له أكثر، ويرى أننا نعيش حالة تخلف، لأننا نأخذ ونستمد ثقافتنا من الغرب الذي أخذ أساسياتها منّا نحن ومن مصادرنا ويحوّرها ويبيعها لنا.
وأضافت وحيدي أن يجب علينا أن نقدم مالدينا بطريقة عصرية ومغرية عن طريق دورة أو ورشة عمل بدل كتاب تنموي ونعرض فيها مفاهيم أهل البيت وندخل جانب الابداع، ولدينا هنا وظيفتين، وظيفة آنية وهو حل مباشر لهذا الموضوع، ووظيفة بعيدة المدى، وهنا أبحث عن سبب المرض والبحث عن علاج بعيد المدى وذلك يتم عن طريق الرجوع الى القرآن الكريم، وكلام أهل البيت، وثانيا التبشير الاسلامي، وتوضيح فكرة أن الدين يدعو الى التطور.
ثم كانت الكلمة لأم أحمد الطويل حيث قالت: أهم نقطة أراها هنا هو أهمية التكلم مع الشباب بلغة العصر، وإذا اردنا أن نتعمق في قضية الغزو نرى ارتباط الاقتصاد وقوة المال في هذا الجانب.
فالغزو الثقافي كان اساسه اقتصاديا وعندما بدأت الثورة الصناعية، واميركا كانت تحتاج مصدر مالي لتدير منظومتها، والمسلمين لديهم نفط، قبلا واجهونا بالسلاح، الان السلاح لن يجدي، فأتوا الينا بسلاح اخر وهو الثقافة.
وظيفتنا اليوم، على كل أُم أن تعرف الاحتياجات المادية للطفل، والاحتياجات المعنوية أيضا، وأن تعي دورها في تعليمها وتربيتها للطفل أمام تحديات 2018، وهذا يبدأ أولا من الاتفاق مابين الزوجين وأفكارهم.
أضافت الطويل: تلك خطوات بسيطة كانت قبلا. أما اليوم في زمن العولمة، انفتح الطفل على عوالم تقدم ثقافات غريبة عنا، فدقة العمل تبدأ من الطفولة، فالأمر لايبدأ من الجامعة، لأن شخصية الفرد تكون قد تشكلت، بل من المدرسة، الأم عليها أن لاتتعامل بعاطفة بل بجدية.
وعلي أن أحاكي اهتمامات الشباب كرة القدم مثلا ، كأم يجب أن يكون لدي ثقافة عامة من كل جانب، لأملك سلاح مثل سلاح المقابل، سواء في الشعر، المسرح، السينما، لأعرف ماذا يجذبهم.
وأبدت سجى حليم رأيها عن الموضوع قائلة: بات مفهوم الغزو الثقافي اليوم معروفا لدى الجميع، نحن نبحث عن الحل، والحلول موجودة لكن لاأحد يعمل بها، برأيي الحل أن يكون لدينا غزو ثقافي ايجابي اسلامي، فلكل فعل رد فعل، فلماذا نحتفل بيوم المرأة، لما لايكون يوم ولادة السيدة الزهراء هو يوم المرأة العالمي؟، وننشر هذه الثقافة في المجتمع، ويوم زواج الامام علي وفاطمة الزهراء كعيد للحب، نحن لانستطيع أن نقول للشباب هذا خطأ يجب أن يكون هناك بدائل قوية.
ومن جانب اخر الناس تتجاوب مع الغزو الثقافي لعدم وجود القدوة المثالية، ففي الجامعات إذا وجد شخص مثقف يكون غير متدين والمتدين يكون غير مثقف.
أما منار قاسم كان رأيها: الغزو الثقافي اليوم بات خطراً جدا، في عيد الحب الالاف من التعليقات والمنشورات يتناقلها الكثير من دون رادع، والالفاظ ك(هلا بالخميس) وهو مقتبس من أغنية، الجميع يتداولها بلاوعي، الخلل اليوم كبير، نحن اليوم نتكلم فقط، نريد عمل وحلول، وبرأيي أن الأم تبني الاجيال، ومنها يبدأ العمل، وليس من الطفل، أبدأ من الكبير ثم الصغير.
وقالت ضمياء العوادي عن الموضوع:
يجب أن نعرف النقاط الجاذبة للشباب في كل المجالات، شبابنا اليوم توجههم مادي بحت، وبعيدين كل البعد عن التوجه الروحي، قد نرى طبيب مثلا ولكن داخله خاوي، فنحن اذا اردنا ان نوجه الشاب الى غير الاهتمام المادي الذي يركز على المظهر والشهرة والازياء لجذب النظر، يجب ان أعزز لديه التوجه الروحي ولكن ليس بانتقالة سريعة، ففي بداية السنة الدراسية في الجامعة عليك أن تصادق الجميع من جميع المستويات، وتأتيهم من باب الثقافة، فيطمئنون اليك ويعرضون مشاكلهم، حتى تجذبهم الى طرفك، الفراغ الروحي هنا هو سبب تقبل هذا الغزو ومنه أتى الانتحار اليوم، علينا أن نتقبلهم ونتواصل معهم رغم اختلافنا معهم وسيتخلون بمفردهم عن الماديات، وهذا شيء صعب، ويحتاج الى صبر.
وفي الختام كان رأي زينب الاسدي حيث قالت: اليوم نحن نبني الطفل من جهة، وهناك جهات تهدم مابنيناه، البناء يبنى لبنة لبنة، وبصعوبة جدا، والتخريب سهل جدا، بلحظة واحدة يهدم كل شيء، الحديث عن سماحة السيد حديث ذو شجون، ذو مآسي لأن سماحته عاش بفترة تشبه ظروف الامام الكاظم والصادق عليهم السلام، ولكن سماحته وعن طريق التسجيلات التي وصلتنا يناقش الغزو الثقافي قبل عشر سنين، يقول فيه أن من خلال هذا الغزو تم خلط الغث والسمين، هذا الانترنت مجال عجيب من المعلومات المفيدة والغير مفيدة، وبكل اللغات، ماالهدف من كل هذا؟!
لدينا حديث شريف يقول: من اهتم بالمهم ضيّع الأهم.
نحن ضيعنا الاهم، وانشغلنا بالمهم والغير منقح، اذن كيف نجابه هذا الواقع، بطرق عديدة، وليس فقط بالخطاب الديني، الناس تشكيلة فسيفسائية، فليكن خطابا أدبيا او فلسفيا اوعلميا، فقد يكون طرفي بوذي مثلا، أو الطرف المقابل أساسياته الاعتقادية ضعيفة، علينا أن نعلم أن الفكر الاسلامي بناء والبناء صعب، هنا تأتي المنهجية، ولانطرح خطابا دينيا بحتا، برأيي فلنأخذ الايام العالمية ونواكب بعضها ولكن أجعل منها محورا لمبادئي ومفاهيمي الصحيحة.
اضافةتعليق
التعليقات