باهتة جميع أحرف اللغة العربية بكل ما تمتلك من غنى للحديث عن سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء "عليها السلام" لما تمثل في شخصها ونشأتها وحتى في شهادتها وكل تفصيل في حياتها لترسم خطوط فذة لاتتكرر تاركة في الذاكرة وفيما نقله لنا التاريخ لوحة تعجز الأنامل عن رسمها.
وفي ذكرى إستشهادها تلتف حول قلوبنا أوشحة حزن، عصياً ذاك الموت ففي خطف الارواح يغيب أجساد لكنه لا يغيب أرواح خلقت من نور وأستمر وهج نورها لعقود ويتنامى مع كل صرخة مجاهد يطلق رصاصة مدافعاً عن الدين والعرض والارض مجددا الوفاء "يا زهراء"،
لتحضر بكل قدسيتها ويحضر المدد.
الموت أجل، لكنه للزهراء كان لقاء بالحبيب المصطفى بعد استشهاده وبعدما لاقت بعد وفاته من شدائد ومن رجوع كثيرين عن بيعة الامام علي "عليه السلام" وما تطور من تداعيات ومواجهات من وجوه كانت باسمة وقريبة للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ليظهر الوجوم والاستنكار حتى في أرثها "عليها السلام"، فتلك تربة بستان "فدك" انقلبت بعدما كانت خصبة وغنية، البشر نكود لكن الطبيعة أوفى وأصدق.
وفي وقت استشهاد الزهراء عليها السلام يذكر البعض أن هناك عشرة مواعيد مختلفة لإستشهادها واختلفت الروايات في هذا، وهذا يجعلنا نقف ونتأنى في ذلك ففي أغلب الاحوال نجد روايتين أو ثلاث ويسهل علينا البحث والاستقصاء عن الاصح، لكن مع الزهراء عليها السلام أكثر، مادامت شعلة الايمان تلهم المؤمنين وملجأ للشدائد بعد الله ونبيه صلوات الله عليها.
للزهراء عليها السلام مكانة بالاضافة إلى كونها بنت خاتم الانبياء والمرسلين وإلى ما تتمثل في تقاها وعفتها ونقاها وما كانت عليه عليها السلام يتمثل بأن خصوصية لم تضاهى بها أحد وهي كونها أم الأوصياء وأن المعصومين عليهم السلام من نسلها ورحمها الطاهر فبذلك تكن سفر عملاق وشخصية خالدة قاهر للزمن ومتنامية الذكر والولاء من مواليها.
الكساء الذي توجهه الله بالعظمة وحوى النبي وفاطمة وبنيها والامام علي عليهم السلام ما هو إلا شهادة وختم أزلي على شريعة أرثها للنبي من نبوة ووصاية، فهم ذاتهم الذين باهل بهم النبي اليهود ونبه على أن من يحب النبي فعليه بأن يحبهم وأن من يؤذيهم يؤذيه، هنا توجيه كبير لغاية نجاة بأن لا أيمان مكتمل إلا بأنوار الكساء ونجوم المباهلة وبيت النبوة ونسل الاوصياء.
اليوم وغداً وكل حين أجدد الولاء وأنطق بالسراء والضراء يا زهراء، في غمضة العين وفي يقظتها أراها قدوتي وسندي، حين أفكر في الحل لأي مشكلة أتنازل عن بطشي وثأري، أسوة بسيدة رسمت نهجا وخطت ملامح كريمة للمرأة المسلمة وحقوقها وواجباتها كمصباح ينير أينما كان يختلف عن العتمة التي ينادي بها الكثير عن حرية المرأة ومساواتها للرجل.
الزهراء منهج عطاء وحب، وفي حياتها وقبل زواجها كانت كريمة عند النبي وجيهة عند قلبه، محتشمة مؤمنة غالية كجوهرة ودرة مخبأة.
وبعد زواجها من الامام علي "عليه السلام" كانت شجرة راسخة وقريبة للإمام علي "عليه السلام" وآية من آيات الحب والوفاء والوئام الذي نتمنى ان يظفر به كل زوجين مؤمنين، حين يرى في شريكه كل جميل بقناعة ويغض الطرف عن عيوبه فكلنا بشر والكمال وجد لله تعالى، وتتكلل في معرفة كل منهما واجباته وحقوق شريكه فهناك السعادة، جعل الله السعادة نصيب الجميع.
لا تقبلوا أن تروا الزهراء عليها السلام بمنزلة تقل عن الضياء والحكمة والنور والعدالة كشمس تضيء أقصاء الارض وتنشر الحياة، صلاتنا موصلة لها متنامية زاكية.
اضافةتعليق
التعليقات