كثيرا ما سمعنا ان اقرب طريق الى قلب الرجل معدته، لكن هل هو الطعام فقط ما يقرب المرأة من زوجها وعائلتها، ام هناك امرا اخر اهملته الزوجة والتجأت الى اعداد ما لذ وطاب من الأطعمة لتقدمها بأفضل الطرق، بحيث تستغرق في تزيين طبق واحد فترة تتجاوز وقت طبخه واعداده؟ لكن بالجهة المقابلة التي تشمل الاب والأطفال لو سألنا احد افراد العائلة ماذا كان غداءك؟؟ لوجدته يستغرق فترة تصل في بعض الأحيان الى عدة دقائق ليتمكن من تذكر ما الذي تناوله في وجبة الغداء، او قد يسأل في أحيان أخرى احد افراد العائلة ليجيب بدلا عنه عن هذا السؤال، وسبب ذلك يعود الى ان اغلب العوائل لا تستلذ بذلك الطعام ولا تشعر بالاستمتاع في تناوله، حتى انهم لا يدركون قيمة المجهود الذي بذلته الزوجة او الام لإعداده، فالطعام بنظرهم وجبة قدمتها الام لتحافظ على حياتهم وصحتهم، او لتحافظ على منظرها كزوجة صالحة امام الزوج والمجتمع، وبذلك تبدأ اول اتجاهات التباعد والتنافر بين افراد الاسرة الواحدة.
ان ما تقدميه من طعام على المائدة يعمل معكي عزيزتي الزوجة يدا بيد لكي يخلق طريقا يجعلك قريبة ليس فقط من الزوج بل من اطفالك أيضا...
لكن كيف تحققين ذلك؟؟؟
يجب عليك اتباع عدة خطوات من أهمها تواجدك مع العائلة ومشاركتك لوجبة الطعام بالابتسامة الواسعة التي تزين فمك مع كل طبق تضعيه في تلك المائدة، والمنظر الحسن الذي لابد منه وان كنت قد قضيتي اليوم كله متعبة وداخل جدران المطبخ، كذلك الهدوء والسكينة الذي يجب ان يضع نصب اعين كل شخص يجلس حول المائدة والذي يستمد في اغلب الأحيان منك.
قد تنظر اغلب العوائل لهذا الامر بصعوبة بالغة ، حيث ان المشاغل الكثيرة ، واختلاف أوقات العمل بالنسبة للزوج والزوجة، جعلت التلاقي على طاولة واحدة يندر في بعض الاسر، فكل شخص يتناول طعامه وقت عودته من العمل او المدرسة دون ان يشعر بقيمة تلك اللحظات التي سلبت منه عنوة بسبب ظروف الحياة التي جعلت المرأة تشارك الرجل في العمل خارج المنزل، وان اجتمعت مثل هذه الاسر على مائدة واحدة الا ان الاعمال المعلقة في جلابيب كل شخص يجعل من وجبة الطعام واجب عليه ان يؤديه لكي يستطيع بعده ان يكمل باقي انشطته وواجباته اليومية، فعند هذه النقطة من التسارع وعدم الاستمتاع بمذاق المأكل تبدا نقطة التوقف عن المشاركة والتفاعل بين العائلة، لان مائدة الطعام هي تلاقي الذوق والانفاس والعيون والحواس في لحظة تلاقي العائلة ، وهي التي تخبر الزوجة (الام) من المهموم ومن هو في حالة صحية جيدة ومن هو متوعك، من يعاني من الإرهاق ومن يحتاج للمؤازرة، من هو نشط ومن هو كسول ، من المتفوق ومن المتراجع، من المحافظ على التربية السليمة ومن يحتاج الى تعلم بعض الآداب والقواعد بالنسبة للأطفال.
لذا حافظي مع عائلتك على هذه الفرصة الثمينة وان كانت مرة واحدة أسبوعيا، والتي تستطيعين من خلالها ان تحققي فيها نجاحك كأم ماهرة في اعداد وجبات لذيذة ، وكأم تسهم في جعل الترابط والعلاقة الاسرية انجح، مركزة بذلك على الجانب الهادف من الاجتماع حول طاولة واحدة يزينها طبق الهدوء والسكينة والحب والود بين الافراد لكي يكون طعامك اقرب ليس فقط لقلب زوجك بل للعائلة اجمع.
اضافةتعليق
التعليقات